
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
لــولا تــألق بــارق التـذكارِ
مـا صـابَ واكـفُ دمعـيَ المدرارِ
لكنــه مهمــا تعــرض خافقــاً
قَـدحَتْ يـدُ الأشـواق زنـد أواري
وعلـى المشـوق إذا تذكر معهداً
أن يُغْــريَ الأجفــانَ باسـتعبارِ
أمــذكّري غرناطــةً حلّــت بهـا
أيــدي الســحابِ أَزرةَ النُـوَّارَ
كيـف التخلـص للحـديث وبيننـا
عــرض الفلاة وطافــح الزخَــارِ
هــذا علـى أن التغـربَ مركـبي
وتولُّـجَ الفيـحِ الفسـاحِ شـعاري
فلكـم أقمـت غـداةَ زُمَّـتْ عيسُهم
أبغـي القـرار ولات حيـن قـرارِ
وطفقـت أسـتقري المنازلَ بعدهم
يمحــو البكـاءُ مواقـع الأثـارِ
إنَّـا بنـي الآمال تخدعنا المنى
فنخـــادع الآمــال بالتســيار
نَتَجَشـْم الأهـوال فـي طلب العلا
ونــروع سـربَ النـوم بالأفكـارِ
لا يحرز المجدَ الخطير سوى امرئ
يمطـي العـزائم صـهوةَ الأخطـار
إمّــا يفـاخرْ بالعتـاد ففخْـرُه
بالمشــرفية والقنــا الخطّـارِ
مستبصـر مَرمـى العـواقب واصـلٌ
فــي حملــه الإيـرادَ بالإصـدارِ
فأشـدُّ ما قد الجهول إلى الردى
عَمَـهُ البصـائر لا عمـى الأبصـارِ
ولــربَ مُرْبَــدِّ الجوانـح مزبـدٍ
ســـبح الهلالُ بلُجّــهِ الزخّــار
فُتقـت كمـائم جنحـه عـن أنجـم
ســفرت زواهرُهــنَّ عــن أزهـارِ
مثلـت علـى شاطي المجرة نرجساً
تصــطفُّ منـه علـى خليـجِ جـاري
وكأنمــا خمــسُ الثريـا راحَـةٌ
ذرعَــتْ مسـير الليـل بالأَشـبارِ
أسـرجْتُ مـن عزمـي مصابيحاً بها
تهـدي السـراة لهـا من الأقطارِ
واتـارع من بازي الصباح غرابُهُ
لمــا أطــلّ فطــار كـلَّ مَطـارِ
محمد بن يوسف بن محمد بن أحمد الصريحي، أبو عبد الله. المعروف بابن زمرك وزير من كبار الشعراء والكتاب في الأندلس، أصله من شرقيها، ومولده بروض البيازين (بغرناطة) تتلمذ للسان الدين ابن الخطيب وغيره. وترقى في الأعمال الكتابية إلى أن جعله صاحب غرناطة (الغني بالله) كاتم سره سنة 773هـ، ثم المتصرف برسالته وحجابته. ونكب مدة، وأعيد إلى مكانته، فأساء إلى بعض رجال الدولة، فختمت حياته بأن بعث إليه ولي أمره من قتله في داره وهو رافع يديه بالمصحف. وقتل من وجد معه من خدمه وبنيه، وكان قد سعى في أستاذه لسان الدين بن الخطيب حتى قتل خنقاً فلقي جزاء عمله. وقد جمع السلطان ابن الأحمر شعر ابن زمرك وموشحاته في مجلد ضخم سماه (البقية والمدرك من كلام ابن زمرك) رآه المقري في المغرب ونقل كثيراً منه في نفح الطيب وأزهار الرياض. قال ابن القاضي: كان حياً سنة 792 ذكرت الكوكب الوقاد فيمن دفن بسبتة من العلماء والزهاد.وكان صديقا لابن خلدون، وفي رحلة ابن خلدون حديث مطول عنه يقعفي زهاء عشر صفحاتأولها (صاحبنا الوزير الكبير العالم، كاتب سر السلطان ابن الأحمر صاحب غرناطة)