
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
لقـد زادنـي وجداً وأغرى بيَ الجوى
ذُبــالٌ بأذيـال الظلام قـد الْتفَّـا
تشــير وراء الليــل منـه بنانَـةٌ
مخضــّبةٌ والليـل قـد حجـب الكفَّـا
تلـوح سـناناً حيـن لا تنفـح الصَّبا
وتبـدي سواراً حين تَثْني له العطفا
قطعــت بــه ليلاً يطـارحني الجـوى
فآونَـــةً يبـــدو وآونــةٌ يخفَــى
إذا قلــتُ لا يبــدو أشـالَ لسـانَه
وإن قُلْـتُ لا يخفـى الضـياءُ به كَفَّا
إلى أن أفاقَ الصبحُ من غمرة الدُّجى
وأهـدى نسـيمُ الرّوض من طيبه عَرْفَا
لـك اللـهُ يـا مصباحُ أَشْبَهْتَ مهجتي
وقـد شـَفَّها مـن لوعةِ الحبِّ ما شفَّا
محمد بن يوسف بن محمد بن أحمد الصريحي، أبو عبد الله. المعروف بابن زمرك وزير من كبار الشعراء والكتاب في الأندلس، أصله من شرقيها، ومولده بروض البيازين (بغرناطة) تتلمذ للسان الدين ابن الخطيب وغيره. وترقى في الأعمال الكتابية إلى أن جعله صاحب غرناطة (الغني بالله) كاتم سره سنة 773هـ، ثم المتصرف برسالته وحجابته. ونكب مدة، وأعيد إلى مكانته، فأساء إلى بعض رجال الدولة، فختمت حياته بأن بعث إليه ولي أمره من قتله في داره وهو رافع يديه بالمصحف. وقتل من وجد معه من خدمه وبنيه، وكان قد سعى في أستاذه لسان الدين بن الخطيب حتى قتل خنقاً فلقي جزاء عمله. وقد جمع السلطان ابن الأحمر شعر ابن زمرك وموشحاته في مجلد ضخم سماه (البقية والمدرك من كلام ابن زمرك) رآه المقري في المغرب ونقل كثيراً منه في نفح الطيب وأزهار الرياض. قال ابن القاضي: كان حياً سنة 792 ذكرت الكوكب الوقاد فيمن دفن بسبتة من العلماء والزهاد.وكان صديقا لابن خلدون، وفي رحلة ابن خلدون حديث مطول عنه يقعفي زهاء عشر صفحاتأولها (صاحبنا الوزير الكبير العالم، كاتب سر السلطان ابن الأحمر صاحب غرناطة)