
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
يـا خير من ملك الملوك بجوده
ولفضــله قــد أشـبهَ الأملاكـا
واللـهِ مـا عرفَ الزمانُ وأهلُهُ
أمنــاً ويمنـاً دائمـاً لولاكـا
وافَيـتُ أهلـي بالريـاض عشـيةً
فـي روض جاهـك تحـت ظل ذَراكا
فوجـدتُه قـد طلَّـه صـوب الندى
بســحائب تنهــلُّ مـن يُمناكـا
وســفائنِ مشـحونةٍ ألقـى بهـا
بحـرُ السـماح يجيش من نُعماكا
رُطَـبٌ مـن الطَّلع النضيد كأنها
قـد نُظِّمـت مـن حسـنها أسـلاكا
مـن كـل مـا كان النّبيُّ يحبها
وأحبهــا الأنصـار مـن أولاكـا
وبـدائع التحفِ التي قد أطلعت
مثـلَ البـدور أنـارت الأحلاكـا
نطـف مـن النور المبين تجَسَّمتْ
حــتى حســبنا َنَّهــنَّ هــداكا
يحلـو على الأفواه طيبُ مذاقها
لــولا التجسـّدُ خلتُهـنَّ ثناكـا
طافت بها النَشأُ الصِّغارُ كأنَّها
سـربُ القطـا لمّـا وَرَدْنَ نَدَاكَا
نَجْــواهُمُ مهمـا سـمعت كلامهـم
ونــداؤهم مــولايَ أو مولاكــا
بَلَّغْـتَ فـي الأبنـاء عبْدَك سُؤُلَه
لا زلـتَ تبلـغ فـي بنيك مُناكا
يتدارسـون مـن الدعاء صحائفاً
كيمـا يطيـلُ اللـه في بُقياكا
فبقيـتَ شمسـاً فـي سـماء خلافةٍ
وهُــمُ البـدورُ أمـدّهن سـناكا
محمد بن يوسف بن محمد بن أحمد الصريحي، أبو عبد الله. المعروف بابن زمرك وزير من كبار الشعراء والكتاب في الأندلس، أصله من شرقيها، ومولده بروض البيازين (بغرناطة) تتلمذ للسان الدين ابن الخطيب وغيره. وترقى في الأعمال الكتابية إلى أن جعله صاحب غرناطة (الغني بالله) كاتم سره سنة 773هـ، ثم المتصرف برسالته وحجابته. ونكب مدة، وأعيد إلى مكانته، فأساء إلى بعض رجال الدولة، فختمت حياته بأن بعث إليه ولي أمره من قتله في داره وهو رافع يديه بالمصحف. وقتل من وجد معه من خدمه وبنيه، وكان قد سعى في أستاذه لسان الدين بن الخطيب حتى قتل خنقاً فلقي جزاء عمله. وقد جمع السلطان ابن الأحمر شعر ابن زمرك وموشحاته في مجلد ضخم سماه (البقية والمدرك من كلام ابن زمرك) رآه المقري في المغرب ونقل كثيراً منه في نفح الطيب وأزهار الرياض. قال ابن القاضي: كان حياً سنة 792 ذكرت الكوكب الوقاد فيمن دفن بسبتة من العلماء والزهاد.وكان صديقا لابن خلدون، وفي رحلة ابن خلدون حديث مطول عنه يقعفي زهاء عشر صفحاتأولها (صاحبنا الوزير الكبير العالم، كاتب سر السلطان ابن الأحمر صاحب غرناطة)