
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
هنــاء لـه ثغـر الهـدى يتبسـَّمُ
وبشـرى بهـا عَـرْفُ الرضـا يتنسَّمُ
تبسـم ثغـر الثغـر عنهـا بشارة
فأَعْـدَى ثغـورَ الزهر منه التبسُّمُ
ولا عجب من مَبْسمِ الزهر في الربا
فللـبرق مـن خلـف السّحائب مَبْسِمُ
عنايـةُ مـن أعطـى الخليفة رتبةً
عليهـا النجـومُ النَّيِّـراتُ تُحَـوِّمُ
فمنـه اسـتفاد الملـك كلَّ غريبةٍ
تُخـطَّ علـى صـفح الزمـان وتُرسـَمُ
ومنـه تلقـى الهـديَ كـلُّ خليفـةٍ
كــأنّهُمُ ممّــا أفــاد تعلّمــوا
وكـم مـن لواء في الفتوح نشرتَهُ
وللرعــب جيــش دونــه يتقــدَّمُ
فقــل لملـوك الأرض دونكـمُ فقـد
أُعَلَّـم مـا لا زال بالنصـر يُعْلَـمُ
تســامتْ بـه للنصـر أشـرفُ ذمـةٍ
لهـا مـن رسـول اللـه عهد مُكرَّمُ
وكـم مـن جهـادٍ قـد أقمتَ فروضَهُ
يُـزارُ بـه الـبيت العتيق وزمزمُ
وكـم عزمةٍ جردت منها إلى العدا
حســاماً بـه داءُ الضـلالةِ يُحْسـَمُ
وكـم بيـتِ مالٍ في الجهادِ بذلتَه
وأقرضـت منه اللهَ ما اللهُ يَعْلمُ
وكـم ليلـةٍ قـد جئت فيها بليلةٍ
مـن النَّقـع فيهـا للأسـنّة أَنْجُـمُ
سـهرتَ بهـا واللـه يكتـب أجرَها
تُـؤمِّن فيهـا الخلْـق والخلق نُوَّمُ
وفوقــك مــن سـعدٍ لـواءٌ مُشـَهَّرٌ
ودونــك مــن عـزم حسـامٌ مُصـمِّمُ
إذا أنـت جهـزت الجيـاد لغـارة
فــإن صـباح الحـي أغـبرُ أقتـمُ
فَمــن أشـهبٍ مهمـا يكُـرُّ رأَيتَـهُ
صــباحاً بليـل النقـع لا يُتكتَّـمُ
وأحمـرَ قـد أذكى به البأسُ جذوةً
إذا ابتـــل النقــع لا يُتكتَّــمُ
وأَشـقرَ أعـدى البرقَ لوناً وسرعةً
ولكـنْ لـه دون الـبروق التقـدُّمُ
وأصـفرَ فـي لـون العشـيِّ وذيلُـهُ
وَلَـوْنُ الـذي بعـد العشـيةَ يُعلَمُ
وأدهـمَ مثـلِ الليـل والبدرُ غُرّةٌ
وبالشـهب فـي حَلْـي المقلَّد مُلْجَمُ
وأشـهبَ كالقرطـاس قـد خـطَّ صفحَهُ
كتـابٌ مـن النصـر المـؤزَر مُحكَمُ
ورُبَّ جلادٍ فـــي جـــدالٍ ســطرتَهُ
يـراعُ القنـا فيـه تخـطُّ وترسـُمُ
وقـام خطيـب السـيف فوق رُؤوسهم
فـــأعجب منــه أعجــمٌ يتكلَّــمُ
فكـم مـن رؤوس عـن جسوم أزالها
فأثكــلَ منهــا كـل بـاغٍ يُجَسـَّمُ
وزرقِ عيــونِ للأســنة قــد بكـت
ولا دمـعَ إلاّ مـا أسـيل بـه الدمُ
ونهـر حسـامٍ كلمـا أغـرق العدا
تلقتهــم منــه ســريعاً جهنّــمُ
فأصـْلَيْتَ عُبَّـادَ المسيح من الوغى
سـعيراً بـه يرضـى المسيحُ ومريمُ
أبـرَّ مـن التثليـث بـالله وحَدَه
فمـن يعتصـمُ بـالله فالله يعصِمُ
ونَبِّـهُ سـيوفاً ماضيات على العدا
وخَــلِّ جفــونَ المرهفــات تُهَـوِّمُ
وللــه مـن شـهر الصـيامِ مُـوَدعٌ
علـى كـلِّ محتـوم السـعادة يكرُمُ
تنـزًّل فيـه الـذكْرُ من عنْدِ ربّنا
فَيُبْـدَأُ بالـذكر الجميـل ويُخْتَـمُ
وللــه فيــه مـن ليـال منيـرةٍ
أضـاء بنـور الـوحي منهـن مظلمُ
وصـابت سحاب الدمع يُمْحَى بمائها
مــن الصـُّحف أوزار تُخـطُّ ومـأثمُ
وللـه فيـه ليلـة القدر قد غدت
علـى ألـف شـهر في الثواب تُقَدَّمُ
تـبيتُ بهـا حـتى الصـباح بإذنه
ملائكــةُ الســَّبعِ الطبـاقِ تُسـلِّمُ
وبشـرى بعيـد الفطـر أيمن قادم
عليــك بمجمـوع البشـائر يَقْـدّمُ
جعلـــتَ قـــراه ســنة نبويّــة
لهـا فـي شـعار الدين قدر معظّمُ
وفــي دعــواتٍ للإلــه رفعتَهــا
تُســـَّدُ منهــا للإجابــة أَســهُمُ
وفـي كـلّ يمـنٍ مـن محيَّـاك قـرةٌ
وفـي كـلِّ كـفٍّ مـن نوالِـكَ أَنعُـمُ
إذا أنـت لم تفخرْ بما أنت أهلُه
فلا أبصــرَ المصـباحَ مـن يتوسـمُ
فمــا مهّـدَ الإسـلام غيـر خليفـة
علــى عطفـه دُرُّ المحامـد يُنظَـمُ
فكـم بيـت شـعر قـد عمرتُ بذكره
فبـات بـه حـادي السـُّرى يـترنَّمُ
وَلسـْنَ بيوتـاً بـل قصـوراً مَشِيْدَةً
تُطِـــلُّ علــى أوج العلا وتُخَيّــمُ
ومـا ضـرها أن قـد تـأخر عهدُها
إذا طـال مبناهـا الذين تقدّمُوا
وإذْ أنـت مولاهـا وعـامر ربعهـا
فكـــلُّ فخـــار تــدعيه مُســَلَّمُ
أنا العبد قد أسكنته جنة الرضا
فلا زلــتَ فيهــا خالـداً تَتَنَعَّـمُ
ولا زلـتُ فـي الأعياد ساجعَ روضها
إذا احتفلــت أشــرافُها أترنّـمُ
بقيـتَ مـتى يبـلَ الزمـان تجُـدَّهُ
وفـي كـل يـوم منـك عيـدٌ وموسمُ
ودمــتَ لألــفٍ مثلِـهِ فـي سـعادةٍ
وفـي كـل يـوم منـك عيـدٌ وموسمُ
ولمـا رأيـتُ الفـرخ جهـدَ مقصـِّر
وأَنـك أعلـى مـن مـديحي وأعظـمُ
ختمـتُ ثنـائي بالـدعاء وها أنا
أُقلِّــبُ فــي كـفِّ النّـدى وأُسـلِّمُ
محمد بن يوسف بن محمد بن أحمد الصريحي، أبو عبد الله. المعروف بابن زمرك وزير من كبار الشعراء والكتاب في الأندلس، أصله من شرقيها، ومولده بروض البيازين (بغرناطة) تتلمذ للسان الدين ابن الخطيب وغيره. وترقى في الأعمال الكتابية إلى أن جعله صاحب غرناطة (الغني بالله) كاتم سره سنة 773هـ، ثم المتصرف برسالته وحجابته. ونكب مدة، وأعيد إلى مكانته، فأساء إلى بعض رجال الدولة، فختمت حياته بأن بعث إليه ولي أمره من قتله في داره وهو رافع يديه بالمصحف. وقتل من وجد معه من خدمه وبنيه، وكان قد سعى في أستاذه لسان الدين بن الخطيب حتى قتل خنقاً فلقي جزاء عمله. وقد جمع السلطان ابن الأحمر شعر ابن زمرك وموشحاته في مجلد ضخم سماه (البقية والمدرك من كلام ابن زمرك) رآه المقري في المغرب ونقل كثيراً منه في نفح الطيب وأزهار الرياض. قال ابن القاضي: كان حياً سنة 792 ذكرت الكوكب الوقاد فيمن دفن بسبتة من العلماء والزهاد.وكان صديقا لابن خلدون، وفي رحلة ابن خلدون حديث مطول عنه يقعفي زهاء عشر صفحاتأولها (صاحبنا الوزير الكبير العالم، كاتب سر السلطان ابن الأحمر صاحب غرناطة)