
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
لـو تَرْجـعُ الأيامُ بعدّ الذهابْ
لـم تقـدحِ الأيـامُ ذكرى حبيبْ
وكـلُّ مَـنْ نـامَ بليـلِ الشبابْ
يـوقظُهُ الـدهرُ بصـبح المشيبْ
يــا راكـبَ العَجْـزِ ألاَ نَهْضـَةٌ
قَـدْ ضـَيَّقَ الدهرُ عليك المحالْ
لا تَحْســَبَنْ أَنَّ الصــِّبا روضـَةٌ
تنـامُ فيهـا تحـتَ فَيْءِ الظلالْ
فـالعيشُ نـومٌ والـرَّدَى يَقْظَـةٌ
والمَـرْءُ مـا بَيْنَهما كالخَيالْ
والعمـرُ قـد مَـرَّ كمرِّ السحابْ
والملتَقَـى بـاللهِ عَمَّـا قَريبْ
وأنـتَ مخـدوعٌ بلمـع السـرابْ
تَحْســـَبُهُ مـــاءً ولا تســريبْ
واللـهِ ما الكونُ بما قَدْ حَوَى
إِلاَ ظِلالٌ تُــــوهمُ الغـــافلا
وعـادَهُ الظـلِّ إذا مـا استوى
تُبصـــــــــِرُهُ مِنتقلاً زائلا
إِنّـا إِلـى اللـهِ عبيدُ الهوى
لـم نعـرفِ الحـقَّ ولا الباطلا
فكُـلُّ مَـنْ يَرْجُو سِوى اللهِ خابْ
وَإِنَّمَــا الفـوزُ لعبـدِ منيـبْ
يسـتقبلُ الرُّجعى بصدقِ المتابْ
ويرقُـبُ اللـهَ الشهيدَ القريبْ
يـا حَسـْرَتَا مَرَّ الصِّبا وانقَضَى
وأَقْبَــلَ الشــَيْبُ يَقُـصُّ الأَثَـرْ
وَا خَجْلَتـا والرَّجْـلُ قـد قُوْضَا
وَما بَقِيّ في الخُبْرِ غَيْرُ الخَبَرْ
وليتنـي لـو كُنْـتُ فيمـا مَضَى
أَدْخِــرُ الـزادَ لطـولِ السـَفَرْ
قد حانَ من رَكُبِ التصابي إيابْ
ورائدُ الرُّشـْدِ أطـال المغيـبْ
يـا أَكْمَهَ القلْبِ بِغَيْنِ الحِجَابْ
كــم ذا أَناديـكَ فلا تسـتجيبْ
هَـلْ يُحْمَلُ الزادُ لدارِ الكريمْ
والمصـطفى الهادي شفيعٌ مُطَاعْ
فجـاهُهُ ذخـرُ الفقيـر العديمْ
وحُبُّــهُ زادي ونِعْــمَ المِتـاعْ
واللـه سـمَاهُ الرؤوفَ الرحيمْ
فجـارُهُ المكفـولُ ما إنْ يضاعْ
عَسـى شفيعُ الناس يومَ الحِسابْ
ومَلْجَـأُ الخَلْـقِ لرفـعِ الكروبْ
يَلْحَقُنــي منــه قَبُـولٌ مُجـابْ
يشـفع ليل في موبقات الذنوب
يـا مُصطَفى والخَلْقُ رَهْنُ العَدَمْ
والكونُ لم يَفْتُقُ كِمامَ الوجودْ
مَزِيَّــةٌ أُعطيتهـا فـي القِـدَمْ
بهــا علــى كـلِّ نـبيِّ تسـودْ
مَوْلــدُك المرقـومُ لَمَّـا نجَـمْ
أَنْجَــزَ للأُمَّــةِ وَعـدَ السـُّعُودْ
نـاديتُ لـو يُسمَحُ لي بالجوابْ
شـهرَ ربيـع يـا ربيعَ القلوبْ
أطلعـتَ لِلْهَـدْي بغيـر احتجابْ
شمسـاً ولكـن ما لها من غرُوبْ
محمد بن يوسف بن محمد بن أحمد الصريحي، أبو عبد الله. المعروف بابن زمرك وزير من كبار الشعراء والكتاب في الأندلس، أصله من شرقيها، ومولده بروض البيازين (بغرناطة) تتلمذ للسان الدين ابن الخطيب وغيره. وترقى في الأعمال الكتابية إلى أن جعله صاحب غرناطة (الغني بالله) كاتم سره سنة 773هـ، ثم المتصرف برسالته وحجابته. ونكب مدة، وأعيد إلى مكانته، فأساء إلى بعض رجال الدولة، فختمت حياته بأن بعث إليه ولي أمره من قتله في داره وهو رافع يديه بالمصحف. وقتل من وجد معه من خدمه وبنيه، وكان قد سعى في أستاذه لسان الدين بن الخطيب حتى قتل خنقاً فلقي جزاء عمله. وقد جمع السلطان ابن الأحمر شعر ابن زمرك وموشحاته في مجلد ضخم سماه (البقية والمدرك من كلام ابن زمرك) رآه المقري في المغرب ونقل كثيراً منه في نفح الطيب وأزهار الرياض. قال ابن القاضي: كان حياً سنة 792 ذكرت الكوكب الوقاد فيمن دفن بسبتة من العلماء والزهاد.وكان صديقا لابن خلدون، وفي رحلة ابن خلدون حديث مطول عنه يقعفي زهاء عشر صفحاتأولها (صاحبنا الوزير الكبير العالم، كاتب سر السلطان ابن الأحمر صاحب غرناطة)