
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أَقَناعَـةً مِـن بَعـدِ طـولِ جَفـاءِ
بِــدُنُوِّ طَيــفٍ مِـن حَـبيبٍ نـاءِ
بِـأَبي وَأُمّـي شـادِنٌ قُلنـا لَـهُ
نَفـــديكَ بِالأَمّـــاتِ وَالآبــاءِ
رَشـَأٌ إِذا لَحَـظَ العَفيـفَ بِنَظرَةٍ
كـانَت لَـهُ سـَبَباً إِلى الفَحشاءِ
وَجَنــاتُهُ تَجنــي عَلـى عُشـّاقِهِ
بِبَــديعِ مـا فيهـا مِـنَ اللَألاءِ
بيــضٌ عَلَتهــا حُمـرَةٌ فَتَـوَرَّدَت
مِثـلَ المُـدامِ خَلَطتَهـا بِالماءِ
فَكَأَنَّهــا بَــرَزَت لَنـا بِغَلالَـةٍ
بَيضــاءَ تَحــتَ غِلالَــةٍ حَمـراءِ
كَيـفَ اِتِّقـاءُ لِحـاظِهِ وَعُيونُنـا
طُــرُقٌ لِأَســهُمِها إِلـى الأَحشـاءِ
صـَبَغَ الحَيـا خَدَّيهِ لَونَ مَدامِعي
فَكَــأَنَّهُ يَبكــي بِمِثـلِ بُكـائي
كَيــفَ اِتِّقـاءُ جَـآذِرٍ يَرمينَنـا
بِظُـبى الصـَوارِمِ مِن عُيونِ ظِباءِ
يــارَبَّ تِلــكَ المُقلَـةِ النَجلاءِ
حاشــاكَ مِمّــا ضـُمِّنَت أَحشـائي
جازَيتَني بُعداً بِقُربي في الهَوى
وَمَنَحتَنـي غَـدراً بِحُسـنِ وَفـائي
جـادَت عِراصـَكِ يـا شـَآمُ سَحابَةٌ
عَرّاضــَةٌ مِــن أَصــدَقِ الأَنـواءِ
بَلَـدُ المَجانَةِ وَالخَلاعَةِ وَالصِبا
وَمَحَـــلِّ كُــلِّ فُتُــوَّةٍ وَفَتــاءِ
أَنـواعُ زَهـرٍ وَاِلتِفـافُ حَـدائِقٍ
وَصــَفاءُ مـاءٍ وَاِعتِـدالُ هَـواءِ
وَخَـرائِدٌ مِثـلُ الـدُمى يَسقينَنا
كَأَسـَينِ مِـن لَحـظٍ وَمِـن صـَهباءِ
وَإِذا أَدَرنَ عَلى النَدامى كَأسَها
غَنَّينَنـا شـِعرَ اِبنِ أَوسِ الطائي
فـارَقتُ حيـنَ شَخَصـتُ عَنها لِذَّتي
وَتَرَكـتُ أَحـوالَ السـُرورِ وَرائي
وَنَزَلـتُ مِن بَلَدِ الجَزيرَةِ مَنزِلاً
خِلـواً مِـنَ الخُلَطـاءِ وَالنُدَماءِ
فَيُمِــرُّ عِنــدي كُـلُّ طَعـمٍ طَيِّـبٍ
مِـن رِبقِهـا وَيَضـيقُ كُـلُّ فَضـاءِ
الشـامُ لابَلَـدُ الجَزيـرَةِ لَـذَّتي
وَيَزيـدُ لامـاءُ الفُـراتِ مُنـائي
وَأَبيتُ مُرتَهَنَ الفُؤادِ بِمَنبِجَ ال
ســَو داءِ لا بِالرَقَّـةَ البَيضـاءِ
مَـن مُبلِـغُ النَدماءَ أَنّي بَعدَهُم
أُمسـي نَـديمَ كَـواكِبِ الجَـوزاءِ
وَلَقَـد رَعَيتُ فَلَيتَ شِعري مَن رَعى
مِنكُـم عَلـى بُعدِ الدِيارِ إِخائي
فَحـمَ الغَبِـيُّ وَقُلـتُ غَيرَ مُلَجلِجٍ
إِنّــي لَمُشـتاقٌ إِلـى العَليـاءِ
وَصـِناعَتي ضـَربُ السـُيوفِ وَإِنَّني
مُتَعَـرِّضٌ فـي الشـِعرِ بِالشـُعَراءِ
وَاللَــهُ يَجمَعُنــا بِعِــزٍّ دائِمٍ
وَســـَلامَةٍ مَوصـــولَةٍ بِبَقـــاءِ
الحارث بن سعيد بن حمدان التغلبي الربعي، أبو فراس.شاعر أمير، فارس، ابن عم سيف الدولة، له وقائع كثيرة، قاتل بها بين يدي سيف الدولة، وكان سيف الدولة يحبه ويجله ويستصحبه في غزواته ويقدمه على سائر قومه، وقلده منبج وحران وأعمالها، فكان يسكن بمنبج ويتنقل في بلاد الشام.جرح في معركة مع الروم، فأسروه وبقي في القسطنطينية أعواماً، ثم فداه سيف الدولة بأموال عظيمة.قال الذهبي: كانت له منبج، وتملك حمص وسار ليتملك حلب فقتل في تدمر، وقال ابن خلّكان: مات قتيلاً في صدد (على مقربة من حمص)، قتله رجال خاله سعد الدولة.