
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أَبَــت عَبَراتُــهُ إِلّا اِنســِكابا
وَنــارُ غَرامِــهِ إِلّا اِلتِهابــا
وَمِــن حَــقِّ الطُلـولِ عَلَـيَّ أَلّا
أُغِـبَّ مِـنَ الـدُموعِ لَهـا سَحابا
وَمــا قَصــَّرتُ فـي تَسـآلِ رَبـعٍ
وَلَكِنّــي ســَأَلتُ فَمــا أَجابـا
رَأَيــتُ الشـَيبَ لاحَ فَقُلـتُ أَهلاً
وَوَدَّعــتُ الغَوايَــةَ وَالشـَبابا
وَمـا إِن شـِبتُ مِـن كِبَـرٍ وَلَكِـن
رَأَيـتُ مِـنَ الأَحِبَّـةِ مـا أَشـابا
بَعَثـنَ مِـنَ الهُمـومِ إِلَـيَّ رَكباً
وَصــَيَّرنَ الصـُدودَ لَهـا رِكابـا
أَلَـم تَرَنـا أَعَـزَّ النـاسِ جاراً
وَأَمرَعُهُــم وَأَمنَعُهُــم جَنابــا
لَنـا الجَبَـلُ المُطِـلُّ عَلى نِزارٍ
حَلَلنـا النَجـدَ مِنـهُ وَالهِضابا
تُفَضــِّلُنا الأَنــامُ وَلا تُحاشــي
وَنوصــَفُ بِالجَميــلِ وَلا نُحـابى
وَقَـد عَلِمَـت رَبيعَـةُ بَـل نِـزارٌ
بِأَنّـا الـرَأسُ وَالناسُ الذُنابى
وَلَمّــا أَن طَغَــت سـُفَهاءُ كَعـبٍ
فَتَحنــا بَينَنـا لِلحَـربِ بابـا
مَنَحناهـا الحَـرائِبَ غَيـرَ أَنّـا
إِذا جـارَت مَنَحناهـا الحِرابـا
وَلَمّـا ثـارَ سـَيفُ الـدينِ ثُرنا
كَمــا هَيَّجــتَ آســاداً غِضـابا
أَســـِنَّتُهُ إِذا لاقـــى طِعانــاً
صـــَوارِمُهُ إِذا لاقــى ضــِرابا
دَعانـــا وَالأَســـِنَّةُ مُشــرَعاتٌ
فَكُنّــا عِنـدَ دَعـوَتِهِ الجَوابـا
صــَنائِعُ فـاقَ صـانِعُها فَفـاقَت
وَغَــرسٌ طــابَ غارِســُهُ فَطابـا
وَكُنّــا كَالســِهامِ إِذا أَصـابَت
مَراميهــا فَراميهــا أَصــابا
قَطَعـنَ إِلـى الجِبارِ بِنا مَعاناً
وَنَكَّبــنَ الصــُبَيرَةَ وَالقِبابـا
وَجـــاوَزنَ البَدِيَّــةَ صــادِياتٍ
يُلاحِظــنَ الســَرابَ وَلا ســَرابا
عَبَــرنَ بِماســِحٍ وَاللَيـلُ طِفـلٌ
وَجِئنَ إِلـى سـَلَميَةَ حيـنَ شـابا
وَقـادَ نَـدي بـنُ جَعفَرَ مِن عُقَيلٍ
شـُعوباً قَـد أَسالَ بِها الشِعابا
فَمــا شـَعَروا بِهـا إِلّا ثَباتـاً
دُوَيـنَ الشـَدَّ تَصـطَخِبُ اِصـطِخابا
تَنــاهَبنَ الثَنـاءَ بِصـَبرِ يَـومٍ
بِــهِ الأَرواحُ تُنتَهَـبُ اِنتِهابـا
تَنـادَوا فَـاِنبَرَت مِـن كُـلِّ فَـجٍّ
سـَوابِقُ يُنتَجَبـنَ لَنـا اِنتِجابا
فَمــا كـانوا لَنـا إِلّا أَسـارى
وَمــا كــانَت لَنـا إِلّا نِهابـا
كَـأَنَّ نَـدي بـنَ جَعفَرَ قادَ مِنهُم
هَـدايا لَـم يُـرِغ عَنهـا ثَوابا
وَشــَدّوا رَأيَهُــم بِبَنـي قُرَيـعٍ
فَخــابوا لا أَبـا لَهُـم وَخابـا
وَسـُقناهُم إِلـى الحيـرانِ سَوقاً
كَمــا نَســتاقُ آبــالاً صـِعابا
ســَقَينا بِالرِمـاحِ بَنـي قُشـَيرٍ
بِبَطـنِ العُـثيَرِ السـُمَّ المُذابا
فَلَمّــا اِشـتَدَّتِ الهَيجـاءُ كُنّـا
أَشــَدَّ مَخالِبــاً وَأَحَــدَّ نابـا
وَأَمنَــعَ جانِبــاً وَأَعَـزَّ جـاراً
وَأَوفــى ذِمَّــةً وَأَقَــلَّ عابــا
وَنَكَّبنــا الفُرُقلُـسَ لَـم نَـرِدهُ
كَـأَنَّ بِنـا عَـنِ الماءِ اِجتِنابا
وَأَمطَـــرنَ الجِبــاهَ بِمُرجَحِــنَّ
وَلَكِــن بِالطِعـانِ المُـرِّ صـابا
وَجُـزنَ الصَحصـَحانِ يَخِـدنَ وَخـداً
وَيَجتَبـنَ الفَلاةَ بِنـا اِجتِنابـا
وَمِلـنَ عَـنِ الغُـوَيرِ وَسـِرنَ حَتّى
وَرَدنَ عُيــونَ تَـدمُرَ وَالجِبابـا
قَرَينــا بِالسـَماوَةِ مِـن عُقَيـلٍ
سـِباعَ الأَرضِ وَالطَيـرِ السـِغابا
وَبِالصـــَبّاحِ وَالصــَبّاحُ عَبــدٌ
قَتَلنـا مِـن لُبـابِهِمُ اللُبابـا
تَرَكنـا فـي بُيـوتِ بَني المُهَنّا
نَـوادِبَ يَنتَحِبـنَ بِهـا اِنتِحابا
شـَفَت فيهـا بَنـو بَكـرٍ حُقـوداً
وَغـادَرَتِ الضـَبابَ بِهـا ضـَبابا
وَأَبعَـدنا لِسـوءِ الفِعـلِ كَعبـاً
وَأَدنَينـــا لِطاعَتِهــا كِلابــا
وَشــَرَّدنا إِلــى الجَـولانِ طَيئاً
وَجَنَّبنـــا ســَماوَتَها جِنابــا
ســَحابٌ مـا أَنـاخَ عَلـى عُقَيـلٍ
وَجَــرَّ عَلــى جِــوارِهِمُ ذُبابـا
وَمِلنــا بِـالخُيولِ إِلـى نُمَيـرٍ
تُجاذِبُنـــا أَعِنَّتَهــا جِــذابا
بِكُـــلِّ مُشـــَيِّعٍ ســَمحٍ بِنَفــسٍ
يَعِـزُّ عَلـى العَشـيرَةِ أَن يُصابا
وَمــا ضــاقَت مَــذاهِبُهُ وَلَكِـن
يُهـابُ مِـنَ الحَمِيَّـةِ أَن يُهابـا
وَيَأمُرَنــا فَنَكفيــهِ الأَعــادي
هُمـامٌ لَـو يَشـاءُ كَفـى وَنابـا
فَلَمّـــا أَيقَنــوا أَن لاغِيــاثٌ
دَعَــوهُ لِلمَغوثَــةِ فَاِســتَجابا
وَعـادَ إِلى الجَميلِ لَهُم فَعادوا
وَقَـد مَـدّوا لِصـارِمِهِ الرِقابـا
أَمَــرَّ عَلَيهِــمُ خَوفــاً وَأَمنـاً
أَذاقَهُــمُ بِــهِ أَريــاً وَصـابا
أَحَلَّهُــمُ الجَزيــرَةَ بَعـدَ يَـأسٍ
أَخـو حِلـمٍ إِذا مَلَـكَ العِقابـا
دِيـارُهُمُ اِنتَزَعناهـا اِنتِزاعـاً
وَأَرضـُهُمُ اِغتَصـَبناها اِغتِصـابا
وَلَـو شـِئنا حَمَيناهـا البَوادي
كَمـا تَحمـي أُسـودُ الغابِ غابا
إِذا مـا أَنهَـضَ الأُمـراءُ جَيشـاً
إِلـى الأَعـداءِ أَنفَـذنا كِتابـا
أَنا اِبنُ الضارِبينَ الهامَ قِدماً
إِذا كَـرِهَ المُحـامونَ الضـِرابا
أَلَـم تَعلَـم وَمِثلُـكَ قـالَ حَقّـاً
بِــأَنّي كُنــتُ أَثقَبَهـا شـِهابا
الحارث بن سعيد بن حمدان التغلبي الربعي، أبو فراس.شاعر أمير، فارس، ابن عم سيف الدولة، له وقائع كثيرة، قاتل بها بين يدي سيف الدولة، وكان سيف الدولة يحبه ويجله ويستصحبه في غزواته ويقدمه على سائر قومه، وقلده منبج وحران وأعمالها، فكان يسكن بمنبج ويتنقل في بلاد الشام.جرح في معركة مع الروم، فأسروه وبقي في القسطنطينية أعواماً، ثم فداه سيف الدولة بأموال عظيمة.قال الذهبي: كانت له منبج، وتملك حمص وسار ليتملك حلب فقتل في تدمر، وقال ابن خلّكان: مات قتيلاً في صدد (على مقربة من حمص)، قتله رجال خاله سعد الدولة.