
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
لعباســنا الثـاني علا الفرمـان
وَللملــك أَفــراح بِنَيــل أَمـان
وِللقطــر إِينــاس وَعــز وَبَهجـة
لمـا نـالَهُ الـوالي برفعـة شان
لَـهُ فرمـان النَصـر جـاءَ مُؤيـداً
لِدَولــة إِعــزاز وَحُســن تَـداني
أَتـاه مِـن السُلطان وَالملك الَّذي
تَوَســم فيــهِ مــا بَـدا لِعَيـان
وَما هُوَ إِلا الحَزم وَالعَزم وَالنُهى
وَعَــدل تَسـامى فـي بَـديع زَمـان
تَخيـره مِـن صـَفوة المَجد وَالعُلا
لِتَحصــين ملـك مِـن طـرو تَفـاني
وَمـا اِختـارَهُ إِلا لِتَأييـد مُلكـه
وَإِن البَرايـــا دُونَــهُ بُرهــان
لَقـد وَضـَع الأَشـياء في خَير مَوضع
لِيَحفــظ مُلكـاً مِـن هُجـوم هَـوان
ولا غُـرو فـي تِلـك الإِرادة مُطلَقاً
فَمــا صــادفت إِلّا أَعَــز مَكــان
فَــإِن خــديوي مَصــر أَول ماجـد
يُشــار إِلَيــهِ فـي العُلا بِبنـان
وَأَول مـن فـي مَهـدِهِ نـال سُؤدداً
وَمـال إِلـى العَليـا بِكُـل جنـان
لَقَـد جَـرَب الأَيّـام وَهِـيَ لَـهُ صَفَت
بِــآرائِهِ الغَــرا وَحُســن بَيـان
وَجــاري اللَيـالي حَزمـه بِتَـدبر
بِـهِ النَصـر وَالتأَييـد يَجتَمِعـان
وَشــَبَ خَـبيراً بِالسِياسـة عالِمـاً
فَكُـــل بَعيـــد بِالتَـــدبر دان
وَنـال مِـن العَليـاء أَعلى مَكانة
وَفــازَ بِمــا أَزرى بِعَقـد جُمـان
غَــدا ثانِيــاً لَكنَــهُ هُــوَ أَوَل
وَلَيــسَ لَـهُ بَيـنَ البَريـة ثـاني
وَفـي فِكـرِهِ السـامي خَفـي كَظاهر
فَـــإِن كِلا الأَمريـــن يَســتَويان
لَـدَيهِ تَـرى الأَمريـن لا شَكَ واحِداً
فَفَكـــر عُلاه وَالســـَنا إِخــوان
وَلَكـن فيـهِ الفكـر أَكبَر مِن سَنا
وَفـي الحُكم أَمضى مِن مَضاء يَماني
وَمـا ذَمَ حَمـل السـَيف إِلّا لحليـة
فَأَغنــاهُ فكـر عَـن سـُيوف طعـان
فَفـي كُـل علـم عَقله يُدرك العُلا
وَفـي الحُـب أَبـدى غاية الحَيوان
فَكَـم حَـدَث العلـم الشَريف بِفَضلِهِ
وَكَـم فـازَ مِـن أَسـرارِهِ بِمَعـاني
وَكُــل مُلــوك الأَرض تَشــهد أَنَّـهُ
جَــدير وَلَيــسَ إِثنـان يَختَلِفـان
وَمِــن مَجـدِهِ نـال العُلا فَرمـانه
فَجـاءَ بَعيـد اليَمـن فـي رَمَضـان
لَـذا زَينـت مَصـر وَأَشـرَق نُورَهـا
لاتمــام أنـس فـي رُسـوم تَهـاني
وَقَـد بَـدَت الرايـات مِن كُل دَولة
لِتَظهَـــر إِجلالاً بِغَيـــر تَــواني
وَقَـد سـَكَنت جَـواً لتـؤذن بِالعُلا
فَكــانَت كَطَيــر مُحسـن الطَيـران
يَـروح وَيَغـدو فـي المُلـك كُلَهـا
وَلَكــن لَــهُ مَصــر أَجـل مَعـاني
فَمَصـر لَهـا البُشرى برفعة شَأنِها
وَفيهـا السـَنا وَالأُنـس يَقتَرِنـان
وَزينتهــا لا شــَك أَعظَــم زينـة
وَفيهــا تَبــدى كَـوكَب اللَمَعـان
وَفيهـا الثـاني رَتلـت لِجَنـابَكُم
وَتَطــرب مِــن آلائكــم بِمَثــاني
وَفـي رَفـع رايـات إِلَيـكَ إِشـارة
بِأَنــكَ تَرقــي فـي مُنـى وَأَمـان
وَدُمـت خِديوي مَصر بِالملك في هَنا
وَلا زِلــت مَشــكوراً بِكُــل لِسـان
وَدامَ لَـكَ الإِنصـاف وَالعَدل خادِما
وَمَــدحك يـا عَبـاس لَيـسَ بِفـاني
وَعـاش الرَعايـا خاضـِعين لِبابكم
وَداعيـن مَهمـا قَـد بَدا الملوان
وَكُلَهُــم يَــوم التَشــَرف أَرخـوا
لِعَبــاس عـاشَ النَصـر بِالفرمـان
أحمد بن محمد بن أحمد عبد الحق القوصي.زجال مصري، له اشتغال بالأدب ولد بقوص، وتعلم بأسيوط ثم بالأزهر ومدرسة دار العلوم بالقاهرة، وعانى التدريس، واشترك في تحرير بعض المجلات، وانشأ جريدة النجاة الأسبوعية - لقيت اقبالاً، ثم مجلة (السبعة ودمّتها) وفي هذه ظهر نبوغه في الزجل، امتازت أزجاله بالمعاني الاجتماعية والأخلاقية في قالب فكاهي شعبي رقيق.له (ديوان-ط) احتوى على بعض ما كتب من زجل وشعر، توفي بالقاهرة.