
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
قِـف بي عضلى كَثبِ العَقيقِ وَبانِهِ
إِن كُنــتَ ذا شـَوقٍ إِلـى سـُكّانِهِ
وَاِبـذُل غَريـرَ الدَمعِ في أَرجائِهِ
حَتّـى تَسـيرَ السـُفُنُ فـي غُدرانِهِ
وَتَخَـــلُّ عَــن دُرّيــهِ وَلِجَينِــهِ
يـا طَرفـي المَفتـونُ في غُزالانِهِ
وَتَجَــلَّ بِــالوَردِيِّ بَيــنَ وَرودِهِ
وَتَحَــلَّ بِالعِقيـانِ فـي عَقيلَتِـهِ
وَمُتَيَّـمٌ عَبَثَـت بِـهِ نـارُ الهَـوى
وَأَسـالَتِ الطوفـانَ مِـن أَجفـانِهِ
قـالوا أُصبيبَ الدَمعِ بِخَمدِ نارِهِ
وَهَـوى الَّـذي أَذكـى لَظى نيرانِهِ
يَهــوي مُعانَقَـةَ الرِمـاحِ لِأَنَّهـا
تَحكـي حَـبيبَ القَلـبِ فـي مَيَلانِهِ
وَيَــوَدُّ تَقبيــلَ السـُيوفِ لِأَنَّهـا
تَحكـي اِبتِسـامَ لَماهُ في لَمَعانِهِ
وَمُمَنَّـعٌ بِالرُمـحِ مِـن مَياسـِهِ ال
مُعتَــزِّ وَالســِفاحُ مِـن وَسـنانِهِ
أَهـدى إِلـى المُحتاجِ ناعِسَ جَفنِهِ
سـَهَراً فَجـادَ بِـهِ عَلـى أَعيـانِهِ
أَنعِــم بِنــاعِمٍ وَجَنَّــةٍ عِطرِيَّـةٍ
يَحكـي شـَذاها الوَردَ في أَغصانِهِ
كَــالفَجرِ لَـولا أَنَّ فيـهِ كاذِبـاً
كَالبَـدرِ لَكِـن جَـلَّ عَـن نُقصـانِهِ
كَالشــَمسِ لَكِـن لا كُسـوفَ لِنـورِهِ
كَـالوَرَقِ لَكِـن فـاقَ فـي أَلحائِهِ
غُصـنٌ إِذا مـا مـاسَ غِنـى حُليِـهِ
وَأَجـابَهُ الشـَحرورُ فـي أَفنـانِهِ
وَتَمـايَلَت خـودُ الرِيـاضِ وَرَقَصـَت
طِفـلُ الأَزاهِـرِ فـي مَهـودِ جِنانِهِ
وَهـوَ الفَريـدُ بِعَصـرِهِ فـي حُسنِهِ
وَأَنا الَّذي في العِشقِ فَردَ أَوانِهِ
وَهـوَ المُعيـدُ الصُبحَ مِن وَجناتِهِ
وَهـوَ المُعيـدُ اللَيلَ مِن فينانِهِ
وَهـوَ الَّـذي إِن عَربَـدَت أِلحـاظُهُ
فَلَقَـد سـَقاها الراحُ مِن إِنسانِهِ
وَلَئِن تَمَســـَّكنا بِــهِ وَبِعُرفِــهِ
فَلَقَـد عَرَفنـا المِسـكَ مِن خَيلانِهِ
راحَـت دَراري الأُفـقِ تَهـوي قُربِهِ
فَتَنَزَّلــتُ عِقــداً لَـدى أَعكـانِهِ
وَتَبَلَّــجَ المَرّيــخُ فَـوقَ خُـدودِهِ
لَمّـا تَـدَلّى النَجـمُ فـي آذانِـهِ
لَـو شـاهَدَ المَجنـونُ طَلعَةَ وَجهِهِ
مـا قـالَ لَيلـي غَيرَ بَعضِ قِيانِهِ
وَلَو اِعتَزَّت أَهلُ المَحاسِنِ لَم تَقُل
إِلّا بِــأَنَّ الكُــلَّ مِــن عَبـدانِهِ
وَلَـو اِسـتَعارَ المُزنَ بارَقَ ثَغرَهُ
مـا مَـجَّ غَيـرَ الشـَهدِ في سَيَلانِهِ
ظَــبيٌ تَأَســَّدَ لَحظُــهُ وَقُــوامُهُ
وَأَنـا القَتيـلٌ بِسـَيفِهِ وَسـِنانِهِ
لَكِـن أَعـادِلي الحَيـاةَ بِعَينِهـا
وَهـيَ المَصـونَةُ فـي رُضابِ لِسانِهِ
مَـن لـي بِوَصـفِ رائِقٍ فـي ذاتِـهِ
أَحكــي بِـهِ حِسـانٌ فـي إِحسـانِهِ
وَأَقـولُ ذا النَعتِ الَّذي طَلَعَت بِهِ
شـَمسَ البَراعَـةِ فـي مَلاحَـةِ شانِهِ
لَكِنَّنـي لَـم أَلـقَ أَلفاظـاً بِهـا
شـِعري يَجـوزُ القَصـدَ في تِبيانِهِ
أَوَريـسَ الحانـاتِ أَهـدى لي سَنا
أَبهـى حَبـابَ الـراحِ في أَدنانِهِ
وَالبَحرُ راحٌ يَموجُ لي بِيَتيمِهِ ال
مَكنــونِ مِــن مَرجـانِهِ وَجُمـانِهِ
مـا قـامَ لـي كُلَّ بِمَأمولي الَّذي
أَنـويهِ فـي سـُلطانِ غيـدِ زَمانِهِ
دَعنـي بِـهِ أَقضـي لِباناتِ الهَوى
مـا بَيـنَ بانـاتِ النَقا وَحِسانِهِ
وَأَقـولُ أنّـي عـاجِزٌ عَـن وَصفِ مَن
رامَـت شـُموسُ الأُفـقِ عَـزَّ مَكـانِهِ
عبد الرحمن بن مصطفى العيدروس الحسيني.أديب، شاعر متصوف، فاضل، من اهل حضرموت. ولد بها في (تريم) وتوفي بمصر.له تصانيف كثيرة منها: (لطائف الجود في مسألة وحدة الوجود-خ) رسالة، و(تنميق الأسفار-ط) جمع فيه ما جرى له مع بعض الأدباء في أسفاره، و(تنميق السفر-ط) فيما جرى عليه وله بمصر و(ديوان ترويح البال وتهييج البلبال-ط)، و(العرف العاطر في معرفة الخواطر) منظومة.