
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
وافَـت وَمـا أَوفَت بِما في الجِنانِ
أُنســِيَّةٌ تَــزري بُحــورَ الجِنـانِ
أُنســِيَّةٌ بِــالنورِ قَــد بَرقَعَــت
فَقُلــت مـا أَحسـَنَ هَـذا الجِنـانِ
مَليكَــةٌ فـي الحُسـنِ مِـن جُنـدِها
شـَمسُ الضـُحى وَالزَهـرِ وَالزَبرَقانِ
قَــد أَرسـَلَت شـِعراً عَلـى وَجهِهـا
أَعجَــزُ بِالإِصــباحِ فـي الغَيهـانِ
لا تُنكِـــري رَمّــانَ صــَدرٌ زَهــا
ذا زَهــرِهِ فـي نـارِ خَـدَّيكَ بـانِ
مَـن ذا رَأى الفِـردَوسَ فيهـا لَظى
مَـن ذا رَأى الرُمّـانَ في غُصنِ بانِ
مَـن ذا رأى الشَمسَ مَشَت في الثَرى
مَـن ذا رَأى الظُـبى مَشى في أَمانِ
مِـن عـادَةِ الغِـزلانِ سـُكنى الفَلا
مالي أَرى ذا الظُبى في الحَيِّ كانِ
يـا مَرشـَفاً فيـهِ الثَنايـا بَـدَت
مَـن ذا رَأى المَرجانَ سَلَكَ الجُمانِ
تَهيـــمُ الغَطريـــفُ أَخبارَهـــا
فَكَيـفَ مَـن أَحـرَزَ مِنهـا العَيـانِ
بَديعَــةٌ فـي الحُسـنِ قَـد أَعجَـزَت
عَـن وَصـفِ مَعناهـا سـَراةَ البَيانِ
قَــد قــارَنَ الــوَهبِيُّ مَكسـوبَها
فَقُلــتُ مـا أَسـعَدَ هَـذا القَـرانِ
واحِـــدَةً حَســـَناً تَثَنَّــت لَنــا
بِنـتُ أَربَـعٍ في العُمرِ تَتلو ثَمانِ
كامِلَـــةِ الأَردافِ لَكِـــن لَهـــا
خَصــرٌ وَمِــن نُقصـانِهِ مـا يُبـانِ
ســَقيمَةُ الأَجفــانِ فــي ريقِهــا
بُــرودَةٌ تَــزري بِخَمــرِ الـدَنانِ
فـي خَـدِّها الجِنّاتُ أَزهارُها النُع
مــانِ وَالــوَردُ شــَبيهُ الـدِهانِ
وَالخَـــوخُ وَالتُفّــاحُ أَثمارُهــا
فَــاِعجَب لِجَنّــاتٍ عَلــى خَيـزَرانِ
زِنجِــيُّ مِســكِ الخــالِ رِضـوانُها
وَقَلبُــهُ المُســوَدُّ مــا قَــطُّ لانِ
قَـــد جَــرَّدَت ســَيفاً لِعُشــّاقِها
كَسـا شـُجاعَ القَـومِ ثَـوبَ الجِنانِ
نادَيتُهــا قــالَت فَمَـن ذا هُنـا
يَرجــو الهَنــا مِنّـا أَهَـذا فُلانِ
فَقُلــتُ أَي قــالَت أَجَـل فَاِنتَسـِب
فَـــــالآنَ لا واشٍ وَلا تُرجُمــــانِ
صـــَحِّح عَلَينــا نِســبَةَ حَزَّتِهــا
فينــا وَوَضــَحِها عَلَيــكَ الأَمـانِ
وَقِـف لَـدى النُعمـانِ مِـن وَجنَـتي
كَـي تُحـرِزِ المَطلوبَ في ذا الأَوانِ
وَواقِـــدَيَّ الخَـــدِّ عَنــهُ فَخُــذ
مـا رَمَـت مِـن أَخبـارِ قـاصٍ وَدانِ
وَفــي فَمــي لا شــَكَّ قَطرُالنَــدى
وَشـاهِدي فيـهِ الثَنايـا الحِسـانِ
جِســمي الحَريـرِيُّ وَريقـي هُـوَ ال
مُبَـرَّدُ الـراوي الصـِحاحِ الحِسـانِ
مُختَصـــَرُ خَصـــري وَلَكِـــن فــي
مُطَــوَّلِ الــرِدفِ أَطَلــتُ البَيـانِ
وَإِن جَهِلــتَ الــوَقتَ يَومـاً فَعَـن
بِلالِ خـــالي خُــذ زَمــانَ الأَذانِ
فَســـَرَّني وَاللَــهِ مــا أَفصــَحَت
وَقُلــتُ بِالحــالِ وَنُطـقِ اللِسـانِ
سـَلمى أَنـا سـَلمانُ بَيـتِ البَهـا
حُسـناً أَنـا حَسـانُ بَيـتَ الحِسـانِ
لَيلــى أَنـا قَيـسُ جُنـودِ الهَـوى
مَيــا أَنــا غيلانَ أَهـلُ الزَمـانِ
كَــثيرُ عِشــقي فيــكَ يــا عِـزَّةً
كَــثيرُ مــا نــالَهُ حَيــنَ كـانِ
هَـذا عَنـاني يـا عَنـاني بِهِ الإِر
ســالُ إِذ حُبَّــكِ لــي خَيـرُ شـانِ
مَنشـورُ كُـلِّ الحُسـنِ فيـكَ اِنطَـوى
وَنَشـرُ طَـيِّ العِشـقِ مِنّـي اِسـتِبانِ
مُفطِـــرٌ فيـــكَ المَعنــى وَعَــن
ســِواكَ قَــد صـامَ وَلِلقَلـبِ صـانِ
بِمُبتَـداً أَخبَـرتَ فـي الحُسـنِ مُـذ
أَطلَقــتَ إِذ قيـدَت فيـكَ العِنـانِ
عِلمـاً بِـأَنَّ الحُسـنَ فيـكَ اِنتَهـى
فَلَيــسَ يُحصــيهِ سـِوى المُسـتَعانِ
فَاِستَضــحَكَت عَجَبــاً وَقـالَت لَقَـد
أَحـرَزَت فـي التَوضـيحِ أَعلى مَكانِ
أَحسـَنتِ فيمـا قُلـتِ لَـو لَـم تَكُن
قَصـَّرَت فـي وَصـفي البَديعِ المَعانِ
شــَبَّهَتني بِالــدونِ تَشــبيهَ مَـن
شــَبَّهَ عُــرفَ المِسـكِ بِـالزَعفَرانِ
وَهَــل لِآلــي البَحـرِ فـي حُسـنِها
كَجَــوهَرِ مَريــاهُ فــي الأُقحُـوانِ
وَهَـل يُقـالُ الصـُبحُ مِثـلَ الـدُجى
حُسـناً وَهَـل قَـد قيـلَ لِلإِنـسِ جانِ
ســَلمى وَمــا ســَلمى وَضــَرّاتِها
الأَلــدى حُســنىً كَبَعــضِ القِيـانِ
مـا كـانَ فـي ظَنّـي المَجلـى بِأَن
إِبــنٌ جَلا يَخفــى بَـديعَ الزَمـانِ
وَالآنَ عَنــا بِنــتَ إِذ بِنــتَ لـي
وَالمَـرءُ يَدري المَرءَ عِندَ اِمتِحانِ
وَكَيـــفَ لا أَهــزِمُ مِــن دينِنــا
كَمــا يُـدينُ المَـرءُ فيـهِ يَـدانِ
لا حَـولَ مِـن أَمـري فاني اِمرُؤٌ لي
مَـن هَـوى الزينـاتِ هـاءَ الهَوانِ
لَكِـــن فَلـــى عَــذوولي مَنَقَــذُ
مَــن ذَلَّ بَحـرُ العِشـقِ وَالاِفتِتـانِ
بِالجِـدِّ خَيـرَ الخَلـقِ غَيـثُ النَدى
طَــهَ الَّـذي يَسـقي كُـؤسَ العَيـانِ
صــَلّى عَلَيــهِ اللَــهُ مَــعَ آلِـهِ
وَالصـَحبُ أَربـابَ العُلـى وَالبَيانِ
مـا أَتحَفَـت شـَمسُ الضـُحى بَـدرَها
وَأَســعَفَت بِالصــُفودِ وَالاِمتِنــانِ
عبد الرحمن بن مصطفى العيدروس الحسيني.أديب، شاعر متصوف، فاضل، من اهل حضرموت. ولد بها في (تريم) وتوفي بمصر.له تصانيف كثيرة منها: (لطائف الجود في مسألة وحدة الوجود-خ) رسالة، و(تنميق الأسفار-ط) جمع فيه ما جرى له مع بعض الأدباء في أسفاره، و(تنميق السفر-ط) فيما جرى عليه وله بمصر و(ديوان ترويح البال وتهييج البلبال-ط)، و(العرف العاطر في معرفة الخواطر) منظومة.