
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
يَكفـي لإظهار ما في النَّفس من دخلِ
يـومٌ مـن الحزن أَو يومٌ من الجذلِ
يبـدي الفَـتى في مَقال جاءَ يورده
مـا كـانَ يخفيـه من حزم ومن خطل
إذا أردت بأَصــل الكَــون معرفـة
فـاِرجع بفكـرك أَدراجـاً إلى الأزل
فــإن رجعـت إليـه ملقيـاً نظـراً
فَقَـد تَـرى مـا يسـمى علـة العلل
مـا نـالَت النفـس ما كانَت تؤمله
يـا خيبة النفس بل يا ضيعة الأمل
وَقَــد أُحـاوِل أَن أَسـعى فتمنعنـي
رجـل رمتهـا يـد الأيـام بالشـلل
يـا راميـاً نفسـه مـن فوق شاهقة
لَقَـد بلغـت المنى من أَقصر السبل
إن زالَ ما في قلوب القوم من حسك
يَومــاً تبــدَّلت العضـّاتُ بالقبـل
لا يحمــل اليـوم إنسـان بلا تعـب
مـا للحَيـاة عَلـى الإنسان من ثقل
إذا رأى وشـــلاً حــرانُ ذو ظمــأٍ
فــإنه لَيـسَ يسـتَغني عَـنِ الوشـل
في كل ما عاش لا يأَتي الفتى عملاً
مـا لَـم يكـن سـائق فيه من الأمل
إِلزامـك المَـرء بالبرهـان تورده
لا يحمـل المَرء في يوم عَلى العمل
وإنمــا عــادة الإنســان ناجمـة
مــن المحيــط بفعـل فيـه متصـل
وَهــذه هـي فـي التَحقيـق باعثـة
لـه عَلى السعي في الدنيا بلا ملل
مـن زل مـن عجـل يومـاً فـأحر به
بعـد السـَلامة أن يمشـي عَلـى مهل
مَهمـا تكـن عضـلات الرجـل محكمـة
فَقَـد تـزل بمـن يمشـي عَلـى عجـل
إن كـانَت الأَرض عنـد المشـي لينة
فَلَيـسَ بـأس عَلى الماشي من الزلل
تَقنـو الحَيـاة بقـاء في تنازعها
مـن النشـاط وكل المَوت في الكسل
مـن كـان يشـرع بالأعمـال معتمداً
عَلـى البَصـيرة لا يَخشـى من الفشل
جميل صدقي بن محمد فيضي بن الملا أحمد بابان الزهاوي.شاعر، نحى منحى الفلاسفة، من طلائع نهضة الأدب العربي في العصر الحديث، مولده ووفاته ببغداد، كان أبوه مفتياً، وبيته بيت علم ووجاهة في العراق، كردي الأصل، أجداده البابان أمراء السليمانية (شرقي كركوك) ونسبة الزهاوي إلى (زهاو) كانت إمارة مستقلة وهي اليوم من أعمال إيران، وجدته أم أبيه منها. وأول من نسب إليها من أسرته والده محمد فيضي. نظم الشعر بالعربية والفارسية في حداثته. وتقلب في مناصب مختلفة فكان من أعضاء مجلس المعارف ببغداد، ثم من أعضاء محكمة الاستئناف، ثم أستاذاً للفلسفة الإسلامية في (المدرسة الملكية) بالآستانة، وأستاذاً للآداب العربية في دار الفنون بها، فأستاذاً في مدرسة الحقوق ببغداد، فنائباً عن المنتفق في مجلس النواب العثماني، ثم نائباً عن بغداد، فرئيساً للجنة تعريب القوانين في بغداد، ثم من أعضاء مجلس الأعيان العراقي، إلى أن توفي. كتب عن نفسه: كنت في صباي أسمى (المجنون) لحركاتي غير المألوفة، وفي شبابي (الطائش) لنزعتي إلى الطرب، وفي كهولي (الجرىء) لمقاومتي الاستبداد، وفي شيخوختي (الزنديق) لمجاهرتي بآرائي الفلسفية، له مقالات في كبريات المجلات العربية.وله: (الكائنات -ط) في الفلسفة، و(الجاذبية وتعليها -ط)، و(المجمل مما أرى-ط)، و(أشراك الداما-خ)، و(الدفع العام والظواهر الطبيعية والفلكية-ط) صغير، نشر تباعاً في مجلة المقتطف، و(رباعيات الخيام-ط) ترجمها شعراً ونثراً عن الفارسية. وشعره كثير يناهز عشرة آلاف بيت، منه (ديوان الزهاوي-ط)، و(الكلم المنظوم-ط)، و(الشذرات-ط)، و(نزغات الشيطان-خ) وفيه شطحاتة الشعرية، و(رباعيات الزهاوي -ط)، و(اللباب -ط)، و(أوشال -ط).