
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
مــا إِن يريــد حَيــاة
فــي الـذُّلِّ إلا الجَبـانُ
نَخشــى المنــون وَشــرٌّ
مــن المنــون الهـوان
لَنـــا نريــد أَمانــاً
منـــه وَفيــه الأمــان
الأرض لَيســــَت بـــدار
فيهــا الحقــوق تصـان
بيــن الَّــذين عليهــا
يحيـــون حــرب عــوان
لا تلحنـــي إن تـــأخر
تُ يــوم جــد الرهــان
فَقَــــد أَردت لحاقـــاً
وَمـــا أَرادَ الزَمـــان
إنَّ الســـَماء لَتَبغـــي
فــي كــل يـوم شـَهيدا
والأرض تعلـــن للنـــا
ظريــن قــبراً جديــدا
لا يـــوم إلا وَفيــه ال
إنســان يَبكــي فَقيـدا
مــــاتَ الوحيــــد لأم
فــالأم تَبكـي الوَحيـدا
لَقَـــد شـــَجاني صــبيٌّ
يَلـوي مـن اليتـم جيدا
كَــم قـد طلبـت سـَعيداً
فَمـــا وجــدت ســَعيدا
إِن نيــل بالعسـف عيـش
فَلا يَكــــون رَغيــــدا
قَـد أَطبـق المـوت عيني
نِ مــــن فتـــاة رداح
هــوت بهــا وَهـي بكـر
يـــد بغيـــر جنـــاح
مــاتَت فَنــامَت بقــبر
أعـــد غيـــر فســـاح
مــا للمقيــم بـه بـع
دَ أَن ثَــوى مــن بـراح
يـأَتي عَلـى المَـرء فيه
ليـــل لغيـــر صــباح
فَـــزاره صـــاحب كــا
نَ نضـــو حـــب صــراح
يَهـدي الـى القبر زَهراً
مـــن نرجــس وأقــاحي
غنـــت حَمامـــة أَيــك
غنــي لنـا يـا حَمـامه
وَبعـــد ذلـــك طيــري
خَفيفــــة بالســــَلامه
الــبرق يضـحك فـي جـو
وه وَتَبكـــي الغَمــامه
أَكُلَمّـــا قلــت شــِعراً
قــامَت علــيَّ القيـامه
نـدمت مـن كـل مـا قـل
تُــه أَثيــر الشــَهامه
نعـــم نـــدمت وَلكــن
مــاذا تفيـد النـدامه
إذا هجــــــــرت بِلادي
فَمـــا علـــي ملامـــه
لا شـيء يَبقـى عَلـى مـا
شـــــهدته مســــتمرا
فــالبَحر يطغــى لمــد
والمــد يعقــب جــزرا
كَـم غيـر الأرض مـن حـا
دث عَلـــى الأرض مـــرا
فَصـــير الــبر بحــراً
وَصـــير البحــر بــرا
الأرض تضــــمر نـــاراً
وَالنــار تضــمر شــرا
فَقَـــد تشـــق أَديمــاً
لهـــا وَتُحــدث أَمــرا
وَتَجعَــل الظهــر بطنـاً
وَتَجعَــل البطــن ظهـرا
لِلكَـون فيمـا بـدا لـي
ظـــــواهر وَخَفايــــا
مــا قـامَ فينـا حَكيـم
يحــل بعــض القَضــايا
إِنَّ المَدينــــة حــــي
وَالنــاس فيهــا خَلايـا
مـا بالـذَكاء يَسـود ال
إنســان بـل بالسـَجايا
وَالمَـرء يعـرف منـه ال
ضــَمير عنــد الرَزايـا
ما زالَ في البعض من أم
يــال الوحــوش بَقايـا
أَطمــاعه لَيــسَ تَمضــي
حَتّــى تَجيـء المَنايـا
إِذا أهيــــن لَــــبيب
بالســـب قــال ســلاما
وإن أفــــاد ســــكوت
كــانَ الســكوت كلامــا
يــود مــن سـيم خسـفاً
لَــو اِسـتَطاع اِنتقامـا
قَـد بلـل الدمع عند ال
مَســاء خــبز اليَتـامى
أَشـكو إِلـى اللَـه عيشاً
مــــراً وَداء عقامـــا
لَيـسَ النـواميس فـي عا
لَــم الوجــود لزامــا
فَقَـــد وجــدت نظامــاً
وَمـــا وجــدت نظامــا
الأَرض للشــــمس بنـــت
وَالشــمس بنـت الفضـاء
تَجــري ذكــاء حَثيثــاً
والأرض حــــول ذَكـــاء
والأرض ترضـــع مــن أم
مهــا لبــان الضــياء
مـــن ذا يصــدق أنــا
نطيــر وســط الســَماء
إن الصــــباح شـــَبيه
فــي لــونه بالمَســاء
وَقَــد أَرى شــفقاً قــا
نيــاً كَلَــون الــدماء
كأنمـــا هـــو رَمـــز
إلــــى دم الشـــهداء
مــا لِلفَضــيلة تــأتي
بِهـــا الفَتـــاة رواجُ
اليَـوم للنـاس فـي خـط
بـــة الثَــراء لجــاج
تزوجـــــت فأَتاهــــا
بمــا يَســوء الــزواج
بَكَــــت فَلا تمنعوهـــا
إن البكـــاء اِحتيــاج
بنــى العروسـان بيتـاً
لـــه الشــَقاء ســياج
لا تـرج فيهـا اِمتزاجـاً
فَمــا هنــاكَ اِمــتزاج
إذا تَنــــاكر زوجـــا
ن فــــــــالفراق علاج
لَقَـــد صـــمت وَصــمتي
مــا كــانَ منــي عيـا
أَتحســب الغــي رشــداً
وَتحســب الرشــد غيّــا
تريــد جاهــاً وَمــالاً
دثــراً وَعَيشــاً رضــيا
وَبســـــطة وَمَكانــــاً
مـــن الحَيــاة علِيــا
هَيهــات مــا أنـتَ إلا
ميــت وإن كنــت حيــا
يــا شـيخ هيـا لنَسـعى
معـاً إلـى القـبر هَيّـا
فَقَـــد بلغنــا كلانــا
مـــن الحَيــاة عتيّــا
جميل صدقي بن محمد فيضي بن الملا أحمد بابان الزهاوي.شاعر، نحى منحى الفلاسفة، من طلائع نهضة الأدب العربي في العصر الحديث، مولده ووفاته ببغداد، كان أبوه مفتياً، وبيته بيت علم ووجاهة في العراق، كردي الأصل، أجداده البابان أمراء السليمانية (شرقي كركوك) ونسبة الزهاوي إلى (زهاو) كانت إمارة مستقلة وهي اليوم من أعمال إيران، وجدته أم أبيه منها. وأول من نسب إليها من أسرته والده محمد فيضي. نظم الشعر بالعربية والفارسية في حداثته. وتقلب في مناصب مختلفة فكان من أعضاء مجلس المعارف ببغداد، ثم من أعضاء محكمة الاستئناف، ثم أستاذاً للفلسفة الإسلامية في (المدرسة الملكية) بالآستانة، وأستاذاً للآداب العربية في دار الفنون بها، فأستاذاً في مدرسة الحقوق ببغداد، فنائباً عن المنتفق في مجلس النواب العثماني، ثم نائباً عن بغداد، فرئيساً للجنة تعريب القوانين في بغداد، ثم من أعضاء مجلس الأعيان العراقي، إلى أن توفي. كتب عن نفسه: كنت في صباي أسمى (المجنون) لحركاتي غير المألوفة، وفي شبابي (الطائش) لنزعتي إلى الطرب، وفي كهولي (الجرىء) لمقاومتي الاستبداد، وفي شيخوختي (الزنديق) لمجاهرتي بآرائي الفلسفية، له مقالات في كبريات المجلات العربية.وله: (الكائنات -ط) في الفلسفة، و(الجاذبية وتعليها -ط)، و(المجمل مما أرى-ط)، و(أشراك الداما-خ)، و(الدفع العام والظواهر الطبيعية والفلكية-ط) صغير، نشر تباعاً في مجلة المقتطف، و(رباعيات الخيام-ط) ترجمها شعراً ونثراً عن الفارسية. وشعره كثير يناهز عشرة آلاف بيت، منه (ديوان الزهاوي-ط)، و(الكلم المنظوم-ط)، و(الشذرات-ط)، و(نزغات الشيطان-خ) وفيه شطحاتة الشعرية، و(رباعيات الزهاوي -ط)، و(اللباب -ط)، و(أوشال -ط).