
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
لَقَـد كنـت في درب ببغداد ماشياً
وَبَغــداد فيهــا للمشــاة دروبُ
فَصادَفَت شيخاً قد حنى الدهر ظهرَه
لــه فـوق مسـتن الطَريـق دَبيـبُ
عليــه ثيــاب رثـة غيـر أنهـا
نظــاف فَلَــم تـدنس لهـن جيـوبُ
تــدلّ غضــونٌ فـي وَسـيع جـبينه
عَلــى أنـه بيـن الشـيوخ كَئيـبُ
يَسـير الهُوَينـا وَالجماهير خلفه
يســبونه وَالشــيخ لَيــسَ يجيـبُ
لـه وقفـة يقـوى بهـا ثـم شهقة
تكـادَ لهـا نفـس الشـَفيق تـذوبُ
فَسـاءَلت مـن هَـذا فَقـالَ مجـاوب
هـوَ الحـق جـاءَ اليوم فهو غَريبُ
فجئت إليــه ناصــراً ومــؤازراً
وَدَمعــي لإشــفاقي عليــه صـَبيبُ
وَقلــت لـه إنـا غَريبـان ههنـا
وكـــل غَريــب للغريــب نَســيبُ
جميل صدقي بن محمد فيضي بن الملا أحمد بابان الزهاوي.شاعر، نحى منحى الفلاسفة، من طلائع نهضة الأدب العربي في العصر الحديث، مولده ووفاته ببغداد، كان أبوه مفتياً، وبيته بيت علم ووجاهة في العراق، كردي الأصل، أجداده البابان أمراء السليمانية (شرقي كركوك) ونسبة الزهاوي إلى (زهاو) كانت إمارة مستقلة وهي اليوم من أعمال إيران، وجدته أم أبيه منها. وأول من نسب إليها من أسرته والده محمد فيضي. نظم الشعر بالعربية والفارسية في حداثته. وتقلب في مناصب مختلفة فكان من أعضاء مجلس المعارف ببغداد، ثم من أعضاء محكمة الاستئناف، ثم أستاذاً للفلسفة الإسلامية في (المدرسة الملكية) بالآستانة، وأستاذاً للآداب العربية في دار الفنون بها، فأستاذاً في مدرسة الحقوق ببغداد، فنائباً عن المنتفق في مجلس النواب العثماني، ثم نائباً عن بغداد، فرئيساً للجنة تعريب القوانين في بغداد، ثم من أعضاء مجلس الأعيان العراقي، إلى أن توفي. كتب عن نفسه: كنت في صباي أسمى (المجنون) لحركاتي غير المألوفة، وفي شبابي (الطائش) لنزعتي إلى الطرب، وفي كهولي (الجرىء) لمقاومتي الاستبداد، وفي شيخوختي (الزنديق) لمجاهرتي بآرائي الفلسفية، له مقالات في كبريات المجلات العربية.وله: (الكائنات -ط) في الفلسفة، و(الجاذبية وتعليها -ط)، و(المجمل مما أرى-ط)، و(أشراك الداما-خ)، و(الدفع العام والظواهر الطبيعية والفلكية-ط) صغير، نشر تباعاً في مجلة المقتطف، و(رباعيات الخيام-ط) ترجمها شعراً ونثراً عن الفارسية. وشعره كثير يناهز عشرة آلاف بيت، منه (ديوان الزهاوي-ط)، و(الكلم المنظوم-ط)، و(الشذرات-ط)، و(نزغات الشيطان-خ) وفيه شطحاتة الشعرية، و(رباعيات الزهاوي -ط)، و(اللباب -ط)، و(أوشال -ط).