
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أَمّــا المُصــاب فـإنه جلـل
قـد سـيء منه الترك وَالعربُ
بكـت العيـون عَلـى شـَبيبَته
وَبَكــى عليـه العلـم والأدب
إنــي لأَســمع صــوت معولـة
فـي اللَيـل أَحشـائي له تجب
هَــل أُمُّــه أَخــذت بمصـرعه
خــبراً يقينـاً فَهـي تنتحـب
طلـب الخَطيـب لَهـا محاكمـة
نعـم الخطـاب وَحبـذا الطلب
فـإذا الجـواب عَلـى مسائله
هُـوَ مـوته هَـذا هُـوَ العجـب
حــر تكلــم غيــر ملتفــت
سـخطوا هناك عليه أَم جلبوا
بعــد السـؤال أَتَـت مَنيتـه
فكـــأَنَّ ذاكَ لهـــذه ســبب
إن صـح مـا قـد شـاع يومئذٍ
فلأَنـتَ آخـر مـن بـه نكبـوا
المــوت لمــا جــد علمنـي
أن الحيــاة جَميعهــا لعـب
وَلَقَـد أَثـار الطائشـون وغى
كـثرت بهـا الـوَيلات وَالنوَبُ
وَتَسـارَعوا فـي خـوض غمرتها
وَبَـدا لهـم وَهْـيٌ فما رأَبوا
متســابقين لجــر مغنمهــا
وَالغايـة القُصـوى هيَ الذَهَب
لا تنتظــر لعصــابة رشــداً
فيهـم تَسـاوى الرأس وَالذَنب
لمـا رأوا أن الوجـوه عنـت
ركبوا الغُرور وَبئسما رَكِبوا
حـتى إذا اِنكشـفت حقيقتهـا
وَرأوا نتـائج جهلهـم هَرَبوا
جميل صدقي بن محمد فيضي بن الملا أحمد بابان الزهاوي.شاعر، نحى منحى الفلاسفة، من طلائع نهضة الأدب العربي في العصر الحديث، مولده ووفاته ببغداد، كان أبوه مفتياً، وبيته بيت علم ووجاهة في العراق، كردي الأصل، أجداده البابان أمراء السليمانية (شرقي كركوك) ونسبة الزهاوي إلى (زهاو) كانت إمارة مستقلة وهي اليوم من أعمال إيران، وجدته أم أبيه منها. وأول من نسب إليها من أسرته والده محمد فيضي. نظم الشعر بالعربية والفارسية في حداثته. وتقلب في مناصب مختلفة فكان من أعضاء مجلس المعارف ببغداد، ثم من أعضاء محكمة الاستئناف، ثم أستاذاً للفلسفة الإسلامية في (المدرسة الملكية) بالآستانة، وأستاذاً للآداب العربية في دار الفنون بها، فأستاذاً في مدرسة الحقوق ببغداد، فنائباً عن المنتفق في مجلس النواب العثماني، ثم نائباً عن بغداد، فرئيساً للجنة تعريب القوانين في بغداد، ثم من أعضاء مجلس الأعيان العراقي، إلى أن توفي. كتب عن نفسه: كنت في صباي أسمى (المجنون) لحركاتي غير المألوفة، وفي شبابي (الطائش) لنزعتي إلى الطرب، وفي كهولي (الجرىء) لمقاومتي الاستبداد، وفي شيخوختي (الزنديق) لمجاهرتي بآرائي الفلسفية، له مقالات في كبريات المجلات العربية.وله: (الكائنات -ط) في الفلسفة، و(الجاذبية وتعليها -ط)، و(المجمل مما أرى-ط)، و(أشراك الداما-خ)، و(الدفع العام والظواهر الطبيعية والفلكية-ط) صغير، نشر تباعاً في مجلة المقتطف، و(رباعيات الخيام-ط) ترجمها شعراً ونثراً عن الفارسية. وشعره كثير يناهز عشرة آلاف بيت، منه (ديوان الزهاوي-ط)، و(الكلم المنظوم-ط)، و(الشذرات-ط)، و(نزغات الشيطان-خ) وفيه شطحاتة الشعرية، و(رباعيات الزهاوي -ط)، و(اللباب -ط)، و(أوشال -ط).