
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
شـاعر بـالعراق ينظـم شـعرا
فيـرى دون نشـر ما قال عسرا
فيهـادي بـه على البعد مصرا
حيث يَلقى الشعر المهذب نشرا
ان مصــراً ريحانــة الأمصـار
تبلـغ النفـس عند مصرَ مناها
طيَّــب اللَـه بالسـلام ثراهـا
بلــدة صـيِّب النجـاح سـقاها
يجـد الحـرُ مأمنـاً في ذُراها
أنـت يـا مصـر ملجـأَ الأحرارِ
يـا ربـوعَ الهوى عليك السلام
أنــت للفنــس مقصـدٌ ومـرامُ
فـي حمـاك النزيـلُ ليس يضام
لأولـى العلم في ذراك احترام
واعتبار في الجاه أي اعتبار
قد رمتني الأحداث فارحم إلهي
بــدواهٍ أَلممـن إثـر دواهـي
مــا لآلام روعِهـا مـن تنـاهي
آهِ مــن روعــة الحـوادث آهِ
إنهـا أذهبـت جميـلَ اصطباري
ليـت شـعري أَحـالُ همـي تحول
وظلام الكــروب عنــي يــزول
ُأم كذا في الحياة كربي يطول
أنـا كالسـيف فيهِ بانت فلول
يعـد أن سُلَّ وهو ماضي الغرار
إننــي فــي طبيعــتي عصـبيّ
لــيَ حــسٌّ ســامٍ وقلـبٌ أَبـيُّ
مــا تـذللت منـذ أنـي صـبيّ
ليــس يرضــى بأســره عربـيُّ
معشرَ التاء أطلقوا من إساري
لـي طبـعٌ عـن الإسـارة ينبـو
وفـؤاد إلـى الحضـارة يصـبو
ولســانٌ رطــبٌ وشــعرٌ عــذب
وبِحــارٌ غــدا فخـاريهِ ثلـب
فاسـأَلوا ان جهِلتمُ عن نجارى
خلـق الشـعر لـي أخاً وخدينا
فـإذا مـا حزنـت كـان حزينا
مـر عمـر فيـه جميعـاً حيينا
فاتل شعري تكسب بحالي يقينا
إن شــعري مخـبر عـن شـعارى
كَنَسـيم فـي آخـر الليل يسري
أو كطــلٍّ يَـروق فـوق الزهـر
أنـا منـه إن لـم يرق متبري
رققــت حرقـة الكآبـة شـعري
وكَـذا النـور أَصـله مـن نار
جميل صدقي بن محمد فيضي بن الملا أحمد بابان الزهاوي.شاعر، نحى منحى الفلاسفة، من طلائع نهضة الأدب العربي في العصر الحديث، مولده ووفاته ببغداد، كان أبوه مفتياً، وبيته بيت علم ووجاهة في العراق، كردي الأصل، أجداده البابان أمراء السليمانية (شرقي كركوك) ونسبة الزهاوي إلى (زهاو) كانت إمارة مستقلة وهي اليوم من أعمال إيران، وجدته أم أبيه منها. وأول من نسب إليها من أسرته والده محمد فيضي. نظم الشعر بالعربية والفارسية في حداثته. وتقلب في مناصب مختلفة فكان من أعضاء مجلس المعارف ببغداد، ثم من أعضاء محكمة الاستئناف، ثم أستاذاً للفلسفة الإسلامية في (المدرسة الملكية) بالآستانة، وأستاذاً للآداب العربية في دار الفنون بها، فأستاذاً في مدرسة الحقوق ببغداد، فنائباً عن المنتفق في مجلس النواب العثماني، ثم نائباً عن بغداد، فرئيساً للجنة تعريب القوانين في بغداد، ثم من أعضاء مجلس الأعيان العراقي، إلى أن توفي. كتب عن نفسه: كنت في صباي أسمى (المجنون) لحركاتي غير المألوفة، وفي شبابي (الطائش) لنزعتي إلى الطرب، وفي كهولي (الجرىء) لمقاومتي الاستبداد، وفي شيخوختي (الزنديق) لمجاهرتي بآرائي الفلسفية، له مقالات في كبريات المجلات العربية.وله: (الكائنات -ط) في الفلسفة، و(الجاذبية وتعليها -ط)، و(المجمل مما أرى-ط)، و(أشراك الداما-خ)، و(الدفع العام والظواهر الطبيعية والفلكية-ط) صغير، نشر تباعاً في مجلة المقتطف، و(رباعيات الخيام-ط) ترجمها شعراً ونثراً عن الفارسية. وشعره كثير يناهز عشرة آلاف بيت، منه (ديوان الزهاوي-ط)، و(الكلم المنظوم-ط)، و(الشذرات-ط)، و(نزغات الشيطان-خ) وفيه شطحاتة الشعرية، و(رباعيات الزهاوي -ط)، و(اللباب -ط)، و(أوشال -ط).