
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
بعــد غمــض نظــرا
فَــرأى مــا نكــرا
وجــد الـبيت الَّـذي
شــاده قــد دثــرا
ورأى البحــر الَّـذي
مـــدّه قــد جــزرا
حصــر الشــعر أُنـا
سٌ غــووا فانحصــرا
فقــد الشــعر بهـم
ســـمعه والبصـــرا
ســـلبوه ذلـــك ال
عـــز حــتى حقــرا
وأضـــاعوا فرصـــاً
ثــم لامـوا القـدرا
مــن مشــى منطلقـاً
فــــي ظلام عـــثرا
آه للشـــعر فقـــد
طــاح فيمــا حـذرا
شـرب الكـأس فما ار
تـــد حــتى ســكرا
تــرك الصــفوة مـن
هــا وســفَّ الكـدرا
ومضــــى معتـــدياً
وأتــــى معتـــذرا
إنهـم قـد هضموا ال
شــعر حـتى اِنتحـرا
بعــدما مــات وفـي
حفــرة قــد قــبرا
قيــض اللَــه يَــرا
عــاً لـه قـد نشـرا
فنمــا فــي حقلــه
مخصـــباً وازدهــرا
بعد ما الشعر اِختَفى
فــي عصــور ظهــرا
لا يجلــــي شـــاعر
لــم يكــن مبتكـرا
شــاعر العصــر إذا
قــال شــعراً سـحرا
هــو يبنــي شــعره
مثلمــا قــد شـعرا
لا كمــن يطــري بـه
لِنَــــوال نفــــرا
كـــل يــوم ســامع
أنــت منــه غــررا
عنــــدما تســـمعه
فيــك يبقــي أثـرا
كهــزار قــد نــزا
فــوق غصــن خضــرا
واِنثَنـــى منتفضــاً
وجثــــا مســـتترا
نـــمَّ مــن مجثمــه
هــبّ يعطــو حــذرا
ثــم أدنــى ســمعه
ثــم ألقــى نظــرا
ثـــم غنــى غــرداً
وشــــدا مقتـــدرا
مثــل خــود لمســت
ببنــــان وتــــرا
أَو كــروح قـد أتـت
لــك تــروى خــبرا
فيـك يـا شـعر أَنـا
قــد صـرفت العمـرا
إننــي غيــر الَّـذي
قــد رأوا فيـك أَرى
أَنــتَ غصــن مزهــر
وَســــتحوى ثمـــرا
جميل صدقي بن محمد فيضي بن الملا أحمد بابان الزهاوي.شاعر، نحى منحى الفلاسفة، من طلائع نهضة الأدب العربي في العصر الحديث، مولده ووفاته ببغداد، كان أبوه مفتياً، وبيته بيت علم ووجاهة في العراق، كردي الأصل، أجداده البابان أمراء السليمانية (شرقي كركوك) ونسبة الزهاوي إلى (زهاو) كانت إمارة مستقلة وهي اليوم من أعمال إيران، وجدته أم أبيه منها. وأول من نسب إليها من أسرته والده محمد فيضي. نظم الشعر بالعربية والفارسية في حداثته. وتقلب في مناصب مختلفة فكان من أعضاء مجلس المعارف ببغداد، ثم من أعضاء محكمة الاستئناف، ثم أستاذاً للفلسفة الإسلامية في (المدرسة الملكية) بالآستانة، وأستاذاً للآداب العربية في دار الفنون بها، فأستاذاً في مدرسة الحقوق ببغداد، فنائباً عن المنتفق في مجلس النواب العثماني، ثم نائباً عن بغداد، فرئيساً للجنة تعريب القوانين في بغداد، ثم من أعضاء مجلس الأعيان العراقي، إلى أن توفي. كتب عن نفسه: كنت في صباي أسمى (المجنون) لحركاتي غير المألوفة، وفي شبابي (الطائش) لنزعتي إلى الطرب، وفي كهولي (الجرىء) لمقاومتي الاستبداد، وفي شيخوختي (الزنديق) لمجاهرتي بآرائي الفلسفية، له مقالات في كبريات المجلات العربية.وله: (الكائنات -ط) في الفلسفة، و(الجاذبية وتعليها -ط)، و(المجمل مما أرى-ط)، و(أشراك الداما-خ)، و(الدفع العام والظواهر الطبيعية والفلكية-ط) صغير، نشر تباعاً في مجلة المقتطف، و(رباعيات الخيام-ط) ترجمها شعراً ونثراً عن الفارسية. وشعره كثير يناهز عشرة آلاف بيت، منه (ديوان الزهاوي-ط)، و(الكلم المنظوم-ط)، و(الشذرات-ط)، و(نزغات الشيطان-خ) وفيه شطحاتة الشعرية، و(رباعيات الزهاوي -ط)، و(اللباب -ط)، و(أوشال -ط).