
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
انظــر إلــى الكـواكبِ
يســبحن فــي الغيـاهبِ
مــن ذاهــب فـي شـوطهِ
ولا حــــقٍ بالــــذاهبِ
إلــى الطوالـع الوضـا
ء الزهـــرِ والغــواربِ
إلــى الجمــال آخــذاً
إلــى الشـعاع السـائبِ
والليــل سـاجٍ قـد خلا
مــن العصــوف الصـاخبِ
يعـــبرن عــرض بحــره
مـــن جـــانبٍ لجــانبِ
غرقى إلى الجيدِ إلى ال
ثــدي إلــى الــترائبِ
أرسـلن شـعراً مـن أشـع
عَـــة علــى المنــاكب
وقـد حللـن مـا على ال
رؤوس مــــن عصــــائب
مـا إن رأت عيـن امـرئٍ
أبهــى مــن الكــواكبِ
يلمعـن مثـل المـاس أو
كومضــــةِ الحبــــاحبِ
يمشــين أســراباً كـأت
راب مــــن الكـــواعب
يــذهبن مـن مشـارق ال
أرض إلـــى المغـــارب
والليـــلُ ضـــاربٌ روا
قـــهُ علــى الجــوانبِ
كـل الجمـال فـي النجو
م اللمَّـــعِ الثـــواقبِ
العاريـــــــات للخلا
عـــات مـــن الجلابــبِ
الغـــامزات بـــالعيو
نِ النجـــل والحــواجب
مــا إن لهـن غيـرُ نَـي
لِ الحـــبِّ مــن مــآربِ
يضـحكن مـن شـيبي ومـن
آمــــالي الكــــواذبِ
أشــدو بمــا لهـن مـن
حســـن ومـــن منــاقبِ
كـــأنهن الحــورُ يَــط
للـــنَ مــن المراقــبِ
أمـن بنـاتِ الليـل هُـن
نَ أم مـــن الربـــائبِ
أو مـن طيـور الخلد ير
فُفــن علــى المشــارب
عصــــائبٌ يقعــــن أس
رابـــاً علــى عصــائبِ
والمـاءُ فـي المجرة ال
بيضـــاء غيــرُ ناضــب
وربمـا اختلفـن فـي ال
أميــــالِ والمـــذاهب
خـــاطبتهن لــو ســمع
ن القــول مــن مخـاطب
يــا لهفـتي علـى ضـيا
عِ للشـــهاب الثـــاقبِ
قـد خـرَّ مـن عين الدجى
ليلاً كــــدمعٍ ســــاكبِ
وخيَّـــم الليــل ونــا
م القطـبُ فـي المضـاربِ
مـاذا الـذي قد خلَّف ال
قطـــب عــن الصــواحبِ
مـا أجهـل الليـلَ وقـد
خيَّـــــمَ بــــالعواقبِ
فليــس يــدري مـا يلا
قيـــهِ مــن المصــائبِ
لقـد رماه الفجر في ال
صـــدر بســـهمٍ صــائبِ
وكـــان لمـــا نــاله
بالســهم غيــر كــاذبِ
وكشــَّر الليــلُ عـن ال
أنيــــابِ كالمغاضـــبِ
وجَـــرَّدَ الصــبحُ علــي
ه الســـيف كالمحــاربِ
وظـــلَّ يفـــري جلــده
فـــري حنيـــقٍ غاضــبِ
جـرَّ الغـرورُ الليـلَ مَخ
ذولاً إلـــى المعـــاطبِ
ملاقيـــــاً جـــــزاءَهُ
مـــن ثـــائرٍ معــاقبِ
والليــلُ لا يقـوى علـى
ردِّ الصـــباح الــواثبِ
يفــرّ كــالمغلوب مــن
وجــه القــويِّ الغـالبِ
وهـــو جريـــحٌ دمُـــهُ
يجــري علــى الجـوانبِ
مـا انتصـر الليـلُ بما
جمَّـــع مـــن كتـــائبِ
بـل إنـه اختفـى عن ال
عيــــنِ كملــــح ذائبِ
إن عبــسَ الليــلُ فلـي
س الـــذنب للكـــواكبِ
فهـــن يبتســـمن حــت
تــى للعــدوّ النّاصــب
هــو الــذي جنـى فكـن
ن عُرضــــةَ النـــوائبِ
وظلــتِ الشــعرى تنــا
جــي الصـبح كالمعـاتبِ
بيــن الصــباح مسـفراً
والليــل ذي الغيــاهب
ثـــأرٌ ســيبقى فتقــه
دهــــراً بغيـــر رائبِ
غــمّ النجـوم مـا تقـا
ســـيه مــن المصــائبِ
والصــبح لمــا راعهـا
مــا كــان بالمــداعب
كـــأنه بـــازٍ جـــرى
يســـطو علــى أرانــبِ
أو قســــورٌ حمــــارسٌ
ســـطا علـــى ثعــالبِ
يريـــد أن يفــترس ال
أنجــــم بالمخــــالبِ
إنـــي لأقـــرأ الأســى
فــي الأوجــه الشـواحبِ
تؤذي العذارى في الحيا
ة قلــــةُ التجــــاربِ
تـالله مـا هـذي الوجو
ه الغــــرُّ للنـــوائبِ
والعنــدليب هَــبّ يــش
دو بانتصــار الغــالب
والـديكُ صـاح يعلـن ال
ســـــرور للصــــواحب
كأنمـــا قـــد فرحــا
بنكبــــة الكــــواكب
يـا كـوكب الصبح لك ال
صـــبحُ مـــن الأقــارب
مــا كــان ينبغـي لـه
صــــفعك كالمعــــاقبِ
لا تيأســــنَّ وانتظـــر
ليــل الغــد المقـارب
تكـن كما قد كنت في ال
عيـــن مــن الزغــائب
يـا أيهـا الصبح الجَمي
لُ يـــا ملاذَ الراعـــبِ
لقــد قســوت حيــن أخ
نيــت علــى الكــواكب
رميـــت شــملهنَّ بــال
تشــــتيت والمصـــاعبِ
مــا ضــرَّ لـو حميتهـن
ن مثــــل أمٍّ حــــادبِ
كـنَّ ينبـنَ عنـك فـي ال
ليـــلِ الطويــل اللازب
وكـــنّ زينــة الســما
ء فــي عيــون الراقـبِ
مـا أجمـلَ الشـمس بـدت
مرخيــــةَ الــــذوائبِ
قــد طلعــت فـي مـوكبٍ
مــن أفخــم المــواكبِ
تنـــثر مــن ضــيائها
تــبراً علــى الجـوانبِ
علــى البحـار والجبـا
ل الشـــُّمِّ والسباســـبِ
يــا شـمسُ أنـت للـورى
مــن أكــبر المــواهب
حبيبــةٌ أنــتِ إلـى ال
شـــــبان والأشــــايبِ
أكـبر بمـا تهـدين مـن
نـــورٍ ومـــن كهــاربِ
جميل صدقي بن محمد فيضي بن الملا أحمد بابان الزهاوي.شاعر، نحى منحى الفلاسفة، من طلائع نهضة الأدب العربي في العصر الحديث، مولده ووفاته ببغداد، كان أبوه مفتياً، وبيته بيت علم ووجاهة في العراق، كردي الأصل، أجداده البابان أمراء السليمانية (شرقي كركوك) ونسبة الزهاوي إلى (زهاو) كانت إمارة مستقلة وهي اليوم من أعمال إيران، وجدته أم أبيه منها. وأول من نسب إليها من أسرته والده محمد فيضي. نظم الشعر بالعربية والفارسية في حداثته. وتقلب في مناصب مختلفة فكان من أعضاء مجلس المعارف ببغداد، ثم من أعضاء محكمة الاستئناف، ثم أستاذاً للفلسفة الإسلامية في (المدرسة الملكية) بالآستانة، وأستاذاً للآداب العربية في دار الفنون بها، فأستاذاً في مدرسة الحقوق ببغداد، فنائباً عن المنتفق في مجلس النواب العثماني، ثم نائباً عن بغداد، فرئيساً للجنة تعريب القوانين في بغداد، ثم من أعضاء مجلس الأعيان العراقي، إلى أن توفي. كتب عن نفسه: كنت في صباي أسمى (المجنون) لحركاتي غير المألوفة، وفي شبابي (الطائش) لنزعتي إلى الطرب، وفي كهولي (الجرىء) لمقاومتي الاستبداد، وفي شيخوختي (الزنديق) لمجاهرتي بآرائي الفلسفية، له مقالات في كبريات المجلات العربية.وله: (الكائنات -ط) في الفلسفة، و(الجاذبية وتعليها -ط)، و(المجمل مما أرى-ط)، و(أشراك الداما-خ)، و(الدفع العام والظواهر الطبيعية والفلكية-ط) صغير، نشر تباعاً في مجلة المقتطف، و(رباعيات الخيام-ط) ترجمها شعراً ونثراً عن الفارسية. وشعره كثير يناهز عشرة آلاف بيت، منه (ديوان الزهاوي-ط)، و(الكلم المنظوم-ط)، و(الشذرات-ط)، و(نزغات الشيطان-خ) وفيه شطحاتة الشعرية، و(رباعيات الزهاوي -ط)، و(اللباب -ط)، و(أوشال -ط).