
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
انــت مـا ان تخففيـن مصـابي
دمعـتي فـارجعي علـى الاعقـاب
انــت لا تــدرئين عنــي دائي
انــت لا تصـلحين منـه خرابـي
انــت لا تنجـديني فـي شـقائي
انـت لا تنقـذينني مـن عـذابي
انــت لا تـدفعين وطـأة شـيبي
انــت لا ترجعيـن عهـد شـبابي
انــت لا تقــدرين ان تهـبيني
راحـــة او تســكني اعصــابي
انمـا انـت قطـرة ستبلين اذا
ســـلت بقعـــة مــن ثيــابي
او تضــيعين بيــن لحيـتي ال
بيضـاء او تنضبين فوق التراب
وسيمتصــك الرغــام لــدى او
ول مـــس كظـــامئ ذي لهــاب
ولقـد تسـقطين مـن حـرف عيني
كالنــدى فــوق كـالئٍ معشـاب
ارجعـي فالحيـاة ليسـت تساوي
ان تخـري مـن حـالق كالشـهاب
لا تخــري وان قضــى ان تخـري
ســـبب قــاهر مــن الاســباب
ان نفسـي لا ترتضـي ان تهـوني
لشــــجوني وان ملأن اهـــابي
ليـس محمـودا ان تقيمي طويلا
بيــن حملاق العيــن والاهـداب
يـا ابنة الهم ان غرفتك القل
ب فلا تخرجــي الــى الابــواب
دمعــتي لا تعـولي فـي رزايـا
ك علــى وعــد دهـرك الكـذّاب
فارجعي في مهل الى القلب مني
انــت لا تخلقيــن بالتســكاب
اتريــدين مـن مقـرك فـي نـف
سـي راراً ينجيـك مـن حرّ مابي
انـا لـم أسـأل العيـون بكاء
لتكــوني عـن السـؤال جـوابي
ليس من عار في الرجوع على من
ضـلّ فـي سـيره طريـق الصـواب
واذا مـا هبطـت بـالرغم عنـي
طـال يـا دمعـتي عليـك عتابي
اننــي ان بكيـت ابكـي شـعري
ولقــد أهــديه الـى الاحقـاب
كــل بيــت منــه اذا عصـروه
دمعـــة ثـــرّة علـــى الاداب
بيـن شـعري ومـا يجيـش بصدري
مــن شــعور وشــائج الانسـاب
انــا عنــه محـدّث وهـو عنـي
وكلانـا فـي القـول غيـر محاب
وعســى ان بــث شـعري شـعوري
وعسـى ان ينـوب شـعري منـابي
جميل صدقي بن محمد فيضي بن الملا أحمد بابان الزهاوي.شاعر، نحى منحى الفلاسفة، من طلائع نهضة الأدب العربي في العصر الحديث، مولده ووفاته ببغداد، كان أبوه مفتياً، وبيته بيت علم ووجاهة في العراق، كردي الأصل، أجداده البابان أمراء السليمانية (شرقي كركوك) ونسبة الزهاوي إلى (زهاو) كانت إمارة مستقلة وهي اليوم من أعمال إيران، وجدته أم أبيه منها. وأول من نسب إليها من أسرته والده محمد فيضي. نظم الشعر بالعربية والفارسية في حداثته. وتقلب في مناصب مختلفة فكان من أعضاء مجلس المعارف ببغداد، ثم من أعضاء محكمة الاستئناف، ثم أستاذاً للفلسفة الإسلامية في (المدرسة الملكية) بالآستانة، وأستاذاً للآداب العربية في دار الفنون بها، فأستاذاً في مدرسة الحقوق ببغداد، فنائباً عن المنتفق في مجلس النواب العثماني، ثم نائباً عن بغداد، فرئيساً للجنة تعريب القوانين في بغداد، ثم من أعضاء مجلس الأعيان العراقي، إلى أن توفي. كتب عن نفسه: كنت في صباي أسمى (المجنون) لحركاتي غير المألوفة، وفي شبابي (الطائش) لنزعتي إلى الطرب، وفي كهولي (الجرىء) لمقاومتي الاستبداد، وفي شيخوختي (الزنديق) لمجاهرتي بآرائي الفلسفية، له مقالات في كبريات المجلات العربية.وله: (الكائنات -ط) في الفلسفة، و(الجاذبية وتعليها -ط)، و(المجمل مما أرى-ط)، و(أشراك الداما-خ)، و(الدفع العام والظواهر الطبيعية والفلكية-ط) صغير، نشر تباعاً في مجلة المقتطف، و(رباعيات الخيام-ط) ترجمها شعراً ونثراً عن الفارسية. وشعره كثير يناهز عشرة آلاف بيت، منه (ديوان الزهاوي-ط)، و(الكلم المنظوم-ط)، و(الشذرات-ط)، و(نزغات الشيطان-خ) وفيه شطحاتة الشعرية، و(رباعيات الزهاوي -ط)، و(اللباب -ط)، و(أوشال -ط).