
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
ذهبــت ايــام الشــباب ســراعا
فوداعـــاً لهـــن ثـــم وداعــا
كــان لــي كلمــا صــبوت فــاد
لجــت كنجــم يلقـي علـيّ شـعاعا
لـم اكـن ادري قبلمـا خـف ينـأى
ان فيــه علــى الرحيــل زماعـا
يــوم انــي القـويّ اهبـط وهـدا
نــاً فســاحاً لــه واعلـو تلاعـا
سـوف ابكـي لـو كـان يجدى بكائي
املاً بعــــد ان تقـــرب ضـــاعا
ذهــب العيــش فيــه عنـي حلـواً
آه لـــو كـــان رده مســـتطاعا
كـان ذاك العيـش الذي لم يدم لي
حلمـــاً مـــر طيفـــه خـــداعا
لسـت انسـى جمـال تلـك الليـالي
وان اخــترن عــن بقـاعي بقاعـا
ان للــذكريات فـي قلـب مـن فـا
رق مــا كـان قـد احـب انطباعـا
وكــأن الســنين قــد كــن ايـا
مـاً وتلـك الايـام قـد كـن سـاعا
كــان ذاك الشــباب مثــل ربيـع
منبـــت مــن انــواره انواعــا
زهــره باســم للحــن القمــاري
فيلــــذ الانظـــار والاســـماعا
حبــذا اللهــو اذ دعـاني اليـه
نــزوان الصــبا فكــان مطاعــا
قـد حمـدت الشـباب اذ كـان غضـا
وذممـــت المشـــيب والاوجاعـــا
ليـس هـذا القـتير فـي مفرقي ال
لا سـحاباً مـا ان يريـد انقشـاعا
انـا مـن بعـد مـا وهنـت من الش
شــيب بنــاء جــدرانه تتــداعى
حيثمــا التفــت اليــه اشــاهد
فيــه شــقاً يخيفنــي وانصـداعا
محزنـــي ان ارى لحبــل حيــاتي
عـن قريـب مـن الزمـان انقطاعـا
ثــم مــن بعـد ان اقيـم بقـبري
لا ارى مــن شـمس النهـار شـعاعا
انــه حفـرة مـن الارض فـي البـط
ن وان كــان الظهـر منـه يفاعـا
بئس مثــوى المعززيــن علــى ال
أرض ضـريح يبلـي الكلى والنخاعا
وارى بيــن المــوت وهـو امـامي
وحيــاتي فــي كــل يـوم صـراعا
امهلتنـي الصـروف حينـاً مـن الد
دَهــر فلمــا أتيــن جئن سـراعا
وكـــأني ارى حفيـــري بعينـــي
فـاغراً فـاه يبتغـي لـي ابتلاعـا
وارى ايـــدياً تحـــاول دفنـــي
ثـــم انــي لا اســتطيع دفاعــا
ليــس مــن حــبي للمنيــة انـي
ان دنــت منـي اصـبعاً ادن باعـا
بــل هــو الشــيب والكآبـة وال
أمـراض يمشـين بـي اليهـا سراعا
يحمـل الشـيخ فـي الحيـاة اماني
وقلبـــاً الــى الصــبا نزاعــا
ان قلــب الشــيخ الكـبير كطفـل
لــم يشــأ عــن غلـوائه اقلاعـا
ليـس مـا للحيـاة مـن رونـق فـي
نظــر الشــيخ الهــمّ الاّ خـداعا
انا بين الشيوخ لم انفرد في الذ
ذب عنهـــا فــان لــي اشــياعا
كلنــا يســعى ان يعيــش سـعيدا
كلنــا يهـوى بالحيـاة انتفاعـا
لا اخــاف المنــون فهـو اذا مـا
لاح لــي القــاه بــوجهي شـجاعا
انـــه ســـنة الطبيعــة لا تــش
هــد فيمــا بـه تجيـء ابتـداعا
هــل ينــافي شــجاعتي اننـي اح
رص ان لا تمضــي حيــاتي ضــياعا
ايهـا العيـش انـت لسـت علـى لو
ن فخيـــر ســـاعا وشــر ســاعا
لا تكــون الحيــاة فـي كـل وقـت
للألــى يرغبــون فيهــا متاعــا
ولــو ان المنــون لـم يـك حقـاً
لاخترعنـــاه للحيــاة اختراعــا
ليـــس للحملان الشــقية فــي ال
أرض ســلام حــتى تكــون ســباعا
طالمــا فـي الفنـاء فكـرت فـار
تعـت ومـا كـان الظـن ان ارتاعا
يجـد المـرء فـي البقاء على الار
ض لحاجــــات نفســـه اشـــباعا
اقنعــت نفســي بالبقـاء ضـميري
ولعقلــي لــم تســتطع اقناعــا
ســـدلت حســناء الطبيعــة عــن
بخـل علـي وجههـا الجميـل قناعا
انمـــا هـــذه الحيــاة شــرار
مــن زفيــر الاثيـر ثـار فشـاعا
ولهــا اسـرار عـن العقـل تنبـو
انــا لا ادعــى عليهــا اطلاعــا
لـم يضـر رأيـي في الحياة فتيلا
انـــه لا يـــرى لـــه اشــياعا
رب رأى للفـــرد كالســيف مــاض
يخـــرق المــأثورات والاجماعــا
لا اود المقلـــــدين ســـــواهم
ولقــد تنكــر الطبـاع الطباعـا
انـا لـو كنـت املـك اليـوم حـر
ريـة نفسـي اذعـت مـا لـن يذاعا
وتجـــاهرت بالحقيقـــة مثنـــى
وثلاثـــاً مـــن بعــده ورباعــا
جميل صدقي بن محمد فيضي بن الملا أحمد بابان الزهاوي.شاعر، نحى منحى الفلاسفة، من طلائع نهضة الأدب العربي في العصر الحديث، مولده ووفاته ببغداد، كان أبوه مفتياً، وبيته بيت علم ووجاهة في العراق، كردي الأصل، أجداده البابان أمراء السليمانية (شرقي كركوك) ونسبة الزهاوي إلى (زهاو) كانت إمارة مستقلة وهي اليوم من أعمال إيران، وجدته أم أبيه منها. وأول من نسب إليها من أسرته والده محمد فيضي. نظم الشعر بالعربية والفارسية في حداثته. وتقلب في مناصب مختلفة فكان من أعضاء مجلس المعارف ببغداد، ثم من أعضاء محكمة الاستئناف، ثم أستاذاً للفلسفة الإسلامية في (المدرسة الملكية) بالآستانة، وأستاذاً للآداب العربية في دار الفنون بها، فأستاذاً في مدرسة الحقوق ببغداد، فنائباً عن المنتفق في مجلس النواب العثماني، ثم نائباً عن بغداد، فرئيساً للجنة تعريب القوانين في بغداد، ثم من أعضاء مجلس الأعيان العراقي، إلى أن توفي. كتب عن نفسه: كنت في صباي أسمى (المجنون) لحركاتي غير المألوفة، وفي شبابي (الطائش) لنزعتي إلى الطرب، وفي كهولي (الجرىء) لمقاومتي الاستبداد، وفي شيخوختي (الزنديق) لمجاهرتي بآرائي الفلسفية، له مقالات في كبريات المجلات العربية.وله: (الكائنات -ط) في الفلسفة، و(الجاذبية وتعليها -ط)، و(المجمل مما أرى-ط)، و(أشراك الداما-خ)، و(الدفع العام والظواهر الطبيعية والفلكية-ط) صغير، نشر تباعاً في مجلة المقتطف، و(رباعيات الخيام-ط) ترجمها شعراً ونثراً عن الفارسية. وشعره كثير يناهز عشرة آلاف بيت، منه (ديوان الزهاوي-ط)، و(الكلم المنظوم-ط)، و(الشذرات-ط)، و(نزغات الشيطان-خ) وفيه شطحاتة الشعرية، و(رباعيات الزهاوي -ط)، و(اللباب -ط)، و(أوشال -ط).