
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
البحــر يغلـى كـان البحـر بركـان
تــثيره تحــت فيـض المـاء نيـران
والليــل داج ســوى مصـباح هاديـة
لــه علــى ظلمــات الليـل سـلطان
تمــزق البحــر مـن هوجـاء عاصـفة
كقلـب ثكلـى لهـا فـي الليل ارنان
وراعـت العيـن امـواج قـد اصـطخبت
كـــــأنهن عفـــــاريت وجنــــان
فــي شــكل مرتفــع منهـا ومنخفـض
كأنمـــا هـــي كثبـــان ووهــدان
وكـان فـي سـاحل الـدأماء منتصـباً
شــخص تــبين فــي عينيــه اشـجان
يرنــو مليــا الــى فلـك تقـاذفه
فـي اللـج امـواجه والفلـك هيمـان
وبعــد مـا حـالت الامـواج بينهمـا
كأنمـــا تلكــم الامــواج جــدران
ســـمعته قـــائلا ويلــي ومديــداً
كمــا يشــير إلـى الاخطـار لهفـان
قــد مزقتــه سـيوف المـوج مرهفـة
حــتى هــوى فطــواه اللـج يختـان
وكـــان قبـــل تــواريه يصــارعه
ثـم اختفـى وذويـه ثـم مـا بـانوا
الفلـك يحـوي عزيـزاً لـي فوا حزني
ان بــت حبــل رجـائي فيـه فقـدان
لا ينبغــي ان يكـون البحـر قـاتله
ان كـان للبحـر ذي الامـواج وجـدان
ان كـان مـا كنـت منـه قبل في وجل
فســوف تنهــش منـي القلـب احـزان
أفــي اسـتطاعة مـن اهـوى مصـارعة
للمــوج ام هــو مــن جـراه عيـان
ام ضــمه البحـر فـي احضـان لجتـه
ام ليــس للبحــر مثـل الام احضـان
وبعـــد ذلـــك نـــاداه يســائله
فلــم يجبــه سـوى الامـواج انسـان
فقـال بـل قـد ثـوى فـي لجـه غرقا
واللــج قــبر لـه والمـوج اكفـان
يـا بحـر خـذني الـى مـن انت آخذه
فـــانني لألـــى لقيـــاه ظمـــآن
فــان هلكــت فمــالي عنـه منصـرف
وان بقيــت فمــالي عنــه ســلوان
ثــم ارتمــى بانــدفاع لامـرد لـه
فـي البحـر يقحـم فيـه وهـو اسوان
ان الحــبيب لـذي اودى الخضـم بـه
هــو القريــض ومـن يهـواه جـبران
والبحر ليس سوى الشرق الذي اضطربت
امــوره والريــاح الهــوج اضـغان
قــد مـات جـبران مجهـودا بمهجـره
ولا تمـــوت علــى جــبران اشــجان
لبنـان ثكلـى جثت تبكي ابن تلعتها
وشـــاركتها اســى مصــر وبغــدان
جــبران فارقهــا روحــا مرفرفــة
وعــاد يصــبو اليهـا وهـو جثمـان
جـــبران يحضـــنه قــبر كمشــفقة
والقـــبر تحضــنه كــالام لبنــان
قــد شــيعته رجـال الحكـم قاطبـة
وشــــيعته نــــواقيس ورهبــــان
فــي قــبره حكمــة روعـاء صـامتة
وفــوقه مــن صـنوف الزهـر الـوان
وفــــوقه عــــبرات غيـــر راقئة
يســـقينه ثـــم روح ثــم ريحــان
مــا كــان جــبران الا بلبلا غـرداً
لــه علــى دوحـه الفينـان الحـان
اذا ترنـــم يشــدو فــوق منــبره
اصـــغت اليــه مــن الآفــاق آذان
اقـرأه فـي دولـة التجديـد منفردا
حيــث اسـمه لكتـاب الشـعر عنـوان
ان خــط سـطراً فـان السـطر مكتبـة
او قـال بيتـا فـان الـبيت ديـوان
كـم حكمـة بعـد ان فاه الحكيم بها
سـارت بهـا فـي فجـاج الارض ركبـان
كــانت لجــبران ثــورات مباركــة
علـى القـديم الـذي يحيـا وعصـيان
امـــا القــديم فنضــناض لشــرته
كـــأنه عنـــدما يلقــاك ثعبــان
لــه الخلــود بآثـار لـه انتشـرت
فيهــا جمــال كضـوء الصـبح فتـان
المـرء اقـدر مـن فـوق التراب مشى
وان اكــبر مـا فـي المـرء ايمـان
اللــه عــون للبنــان وقـد ثكلـت
ممــا تكابــده فـي الثكـل لبنـان
مـــن ذا يجرعنــي كأســا مــبردة
فــانني مــن همـومي اليـوم حـران
ان كان في الخسر لي ربح كما زعموا
فكــل امــر سـوى الخسـران خسـران
مـا مـن مجيـب وقـد ناديت ملء فمي
أليـس فـي الحـي كـل الحـي يقظـان
جميل صدقي بن محمد فيضي بن الملا أحمد بابان الزهاوي.شاعر، نحى منحى الفلاسفة، من طلائع نهضة الأدب العربي في العصر الحديث، مولده ووفاته ببغداد، كان أبوه مفتياً، وبيته بيت علم ووجاهة في العراق، كردي الأصل، أجداده البابان أمراء السليمانية (شرقي كركوك) ونسبة الزهاوي إلى (زهاو) كانت إمارة مستقلة وهي اليوم من أعمال إيران، وجدته أم أبيه منها. وأول من نسب إليها من أسرته والده محمد فيضي. نظم الشعر بالعربية والفارسية في حداثته. وتقلب في مناصب مختلفة فكان من أعضاء مجلس المعارف ببغداد، ثم من أعضاء محكمة الاستئناف، ثم أستاذاً للفلسفة الإسلامية في (المدرسة الملكية) بالآستانة، وأستاذاً للآداب العربية في دار الفنون بها، فأستاذاً في مدرسة الحقوق ببغداد، فنائباً عن المنتفق في مجلس النواب العثماني، ثم نائباً عن بغداد، فرئيساً للجنة تعريب القوانين في بغداد، ثم من أعضاء مجلس الأعيان العراقي، إلى أن توفي. كتب عن نفسه: كنت في صباي أسمى (المجنون) لحركاتي غير المألوفة، وفي شبابي (الطائش) لنزعتي إلى الطرب، وفي كهولي (الجرىء) لمقاومتي الاستبداد، وفي شيخوختي (الزنديق) لمجاهرتي بآرائي الفلسفية، له مقالات في كبريات المجلات العربية.وله: (الكائنات -ط) في الفلسفة، و(الجاذبية وتعليها -ط)، و(المجمل مما أرى-ط)، و(أشراك الداما-خ)، و(الدفع العام والظواهر الطبيعية والفلكية-ط) صغير، نشر تباعاً في مجلة المقتطف، و(رباعيات الخيام-ط) ترجمها شعراً ونثراً عن الفارسية. وشعره كثير يناهز عشرة آلاف بيت، منه (ديوان الزهاوي-ط)، و(الكلم المنظوم-ط)، و(الشذرات-ط)، و(نزغات الشيطان-خ) وفيه شطحاتة الشعرية، و(رباعيات الزهاوي -ط)، و(اللباب -ط)، و(أوشال -ط).