
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
ذهــب الشـباب وكـل شـيء طيـب
وأتـى المشـيب وكـل شـيء متعب
ذهـب الشـباب ومـا تريث غاربا
فـي ليلـي الداجي غروب الكوكب
ذهـب الشـباب ولـم يودعني اجل
ذهـب الشـباب وليتـه لـم يذهب
اجمـل بـه لمـا اسـتقل مغادرا
ايــاي مــن لـذاته فـي مـوكب
ولقـد تحلـب دمـع عينـي بعـده
مـا خيـر دمـع ليـس بـالمتحلب
واتـى المشيب ولم اكن لما اتى
متبـــوء رأســي لــه بمرحــب
الـدهر قطـب يـوم شـابت لمـتي
وجهـاً لـه قـد كـان غيـر مقطب
يـوم الحيـاة من المشيب عصبصب
ولعـل يـوم المـوت غيـر عصبصب
انــي لاطلـب فـي حيـاتي راحـة
ويعــز الا فـي المنيـة مطلـبي
ويكـاد نسـر المـوت وهـو محلق
ينقــض منــدفعا علــي بمخلـب
انــا لا اود ركـوب نعـش سـابق
هيهـات ان النعـش اخشـن مركـب
يـا عيـن انـك بالـدموع غنيـة
مـا تصـنعين بهـا اذا لم تسكن
كـان الهوى في مهد قلبي خافيا
فشــدوت اوقظــه بلحــن مطـرب
وذكـرت اذ انـا قـد نبت بجنبه
نبــت الحمـام بكـالئ معشوشـب
حـتى اذا اشـتعل المشيب رأيته
يلقـى رمـادا فـوق رأسي الاشيب
عقلـي يـؤنبني علـى شـططي بـه
امـا ضـميري فهـو غيـر مؤنـبي
بعـد الشـباب اليـك مالي حاجة
يـا شمس احلامي الجميلة فاغربي
لـم يبق غير الشعر لي من صاحب
يرعـى العهـود وليـس بالمتقلب
ابكــي بـه افـراح عهـد ذاهـب
فـي عهدي الباقي الذي لم يذهب
الشـعر مبـدئي الـذي استصفيته
والشعر ديني في الحياة ومذهبي
والشــعر مصـباح ازيـل بضـوئه
مـا فـي ليـالي محنتي من غيهب
وانـا لم اعاشر في حياتي كلها
ناسـاً مشـاربهم تخـالف مشـربي
يـا حـق انـي فـي جميع مواقفي
متحــزب لـك لـو يفيـد تحزبـي
جميل صدقي بن محمد فيضي بن الملا أحمد بابان الزهاوي.شاعر، نحى منحى الفلاسفة، من طلائع نهضة الأدب العربي في العصر الحديث، مولده ووفاته ببغداد، كان أبوه مفتياً، وبيته بيت علم ووجاهة في العراق، كردي الأصل، أجداده البابان أمراء السليمانية (شرقي كركوك) ونسبة الزهاوي إلى (زهاو) كانت إمارة مستقلة وهي اليوم من أعمال إيران، وجدته أم أبيه منها. وأول من نسب إليها من أسرته والده محمد فيضي. نظم الشعر بالعربية والفارسية في حداثته. وتقلب في مناصب مختلفة فكان من أعضاء مجلس المعارف ببغداد، ثم من أعضاء محكمة الاستئناف، ثم أستاذاً للفلسفة الإسلامية في (المدرسة الملكية) بالآستانة، وأستاذاً للآداب العربية في دار الفنون بها، فأستاذاً في مدرسة الحقوق ببغداد، فنائباً عن المنتفق في مجلس النواب العثماني، ثم نائباً عن بغداد، فرئيساً للجنة تعريب القوانين في بغداد، ثم من أعضاء مجلس الأعيان العراقي، إلى أن توفي. كتب عن نفسه: كنت في صباي أسمى (المجنون) لحركاتي غير المألوفة، وفي شبابي (الطائش) لنزعتي إلى الطرب، وفي كهولي (الجرىء) لمقاومتي الاستبداد، وفي شيخوختي (الزنديق) لمجاهرتي بآرائي الفلسفية، له مقالات في كبريات المجلات العربية.وله: (الكائنات -ط) في الفلسفة، و(الجاذبية وتعليها -ط)، و(المجمل مما أرى-ط)، و(أشراك الداما-خ)، و(الدفع العام والظواهر الطبيعية والفلكية-ط) صغير، نشر تباعاً في مجلة المقتطف، و(رباعيات الخيام-ط) ترجمها شعراً ونثراً عن الفارسية. وشعره كثير يناهز عشرة آلاف بيت، منه (ديوان الزهاوي-ط)، و(الكلم المنظوم-ط)، و(الشذرات-ط)، و(نزغات الشيطان-خ) وفيه شطحاتة الشعرية، و(رباعيات الزهاوي -ط)، و(اللباب -ط)، و(أوشال -ط).