
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
قَـد اِتَّهَمـت الحِجـى وَالقَول وَالعَمَلا
لا يَعقـل المَـرء إِمّـا قـال أَو فَعَلا
مـا فـي البَريَّـة قَـوم راهَقوا حُلُماً
الكُـــلّ طفـــلٌ وَإِن ســـَمَّيتهُ رَجُلا
عَمّـى عَلـى النـاس بَعض الناس أَمرَهُم
فَفَرَّقـوا النـاس مِـن قَد جُنَّ أَو عَقَلا
يَــرى المَجـانين إِن العَقـل مُكتمـل
فيهُــم وَعَقــل سـِواهم لَيـسَ مُكتَملا
وَإِن رَأى عاقــل يَومــاً أَخــا خَبـلٍ
يَقــول حَمــداً لِمَـن وَقـانّي الخَبَلا
بِمــا تُبَرهـن إِن القَـوم أَهـل حجـى
إِن قُلت بِالعلم فَانظر ما الَّذي عَمِلاه
أَو قُلــتَ مخترَعــات القَـوم حُجَّتُهـم
قُلـتُ المَجاريـح تَنفـي ذاكَ وَالقُتلا
مـا بَـدَّلَ العلـمُ أَخلاقـاً بِنـا سَفُلت
وَلَـم يَـزل عاليـاً فينـا الَّذي سفُلا
لَـم يَـبرحِ الشـَرُّ فينـا قائِماً أَبَداً
وَلَــم يَــزَل كَمُقيـم فيـهِ مَـن رَحَلا
تَخـالُفُ النـاس فـي قـول وَفـي عَمَـلٍ
يَـــدلنا أَنّ فـــي أَخلاقهـــم دَخَلا
لَـم يَـبرَحوا فـي اِختِلافٍ مِن دِيانتهم
وَربّهــا جَــلَّ عَــن ذا رَبُّنــا وَعَلا
كَــم جــاءَهُم رُسـُلٌ يَـدعونَهُم لِهُـدىً
لَــو أَنَّهُــم مــا كَــذَّبوا الرُسـُلا
يَنهــى وَيَــأمر رَبُّ الأَمـر عَـن سـَفهٍ
وَلَيــسَ يَعلــم رَبُّ العلـمِ مـا جَهِلا
ســِرُّ الحَيــاة مَعمــىَّ لَيـسَ تُـدركه
هَـذي العُقـولُ فَفـي ما نَحقر الجُهَلا
قَـد يَحسـب الرجـل المَغـرورُ أَنَّ لَـهُ
عَقلاً يَميّـــزه عَمَّـــن قَـــد اَختُبلا
وَلَــو نَظَرنــا بَعَــدلٍ فــي قَضـيّته
نَقضــي بِأَنَّهُمــا بِالعَقـل مـا كمُلا
جَميــع مــا يعقـل الإِنسـان مُكتسـَبٌ
فيـهِ اِسـتَوى عاقـل مَـع غَيـرِهِ مَثَلا
كَـم أَبـرَم العَقـل أَمراً عادَ مُنتَفِضاً
وَكَــم تَوقَّــع نُجحـاً فَـاِنثَنى فَشـِلا
وَكَــم تَمـرّ عَلـى ذي العَقـل معضـلة
لا يَهتــدي عَقلـهُ فيهـا لَمـا عَضـلا
فـي كُـلّ يَـومٍ تَرى في الناس مُشتَكِياً
وَســاخِطاً يَبتَغــي عَـن عيشـه بَـدَلا
فَلا الغَنــيُّ وَقـاه المـال مِـن عِلَـلٍ
وَلا الفَقيــر وَقــاه صــَبره العِللا
وَلَيـسَ فـي الكَـون حُـرٌّ مُطلـق أَبَـداً
الكُــل أَمســى أَسـيراً فيـهِ مُعتَقلا
عَــمَّ الفَسـاد جَميـع الأَرض وَاِنتَشـَرت
فيهـا الشـُرور فَأَين العَقل وَالعُقَلا
ما الفَرق مِن بَعد ذا ما بَين رَبّ حجى
يَســود فـي عَقلـه فينـا وَوَحـش فَلا
لا يَقبــل الكَــن إِصـلاحاً وَإِن بـذلت
فيـهِ الجُهـود وَإِن جَـلَّ الَّـذي بُـذِلا
قـام النَـبيُّون فينـا قَبـلُ وَالحُكما
وَالمُصـلحون وَمـن قَد أَوضحوا السُبُلا
هَـل أَصـلَحوا قيـد شـبر مِن مَفاسدنا
أَو خفَّضـوا الشـرّ أَو سَدُّوا لَنا خَلَلاً
هَــذي المَفاســد عَمَّــت كُـلّ ناحيـة
وَهَكـذا الظُلـم حـلَّ السـَهل وَالجبلا
يــا دَهــر وَيحـك هَلا كُنـتَ مُنصـفنا
قَتلـت فينـا الحجـى وَالحَزم وَالأَمَلا
مـا زَلـت تَخفـضُ مِنّـا عاليـاً أَبَـداً
وَلَـم تَـزَل تَرفَـع الأَوغـاد وَالسـَفِلا
مـا كُنـت أَختـار لَو أَنَّ الخَيار لَنا
هَـذي الحَيـاة وَلا العَيـش الذي رذلا
وَلَســتُ أَرضـى لِعُمـري أَن تَكـون لَـهُ
ظَرفــاً تَعيــه وَلكــن أَرقُـبُ الأَجلا
هَــذي لَياليــك لَـم تَحمـد مَغبَّتهـا
نَفــسٌ ذَممــتُ لَهــا أَيامــك الأَولا
أديب محمد سعيد التقي.أديب مدرس فاضل، من أعضاء المجمع العلمي العربي بدمشق، مولده ووفاته فيها، تعلم في المدارس التركية السلطانية واحترف التعليم، شارك مع الجيش التركي في الحرب العالمية الأولى.من مؤلفاته: (التاريخ العام-ط) جزآن، و(مناهج التربية والتعليم-ط) رسالة، و(سير التاريخ الإسلامي-ط)، و(أغاريد التلاميذ - ط)، و(سير العظماء- ط)، و(غرائب العادات-ط).