
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
البَـرق هَيَّـج مِنـكِ الـذكر فَاِهتاجي
وَناشـِدي جِلَّقـاً مـا شـئتِ أَو نـاجي
مِـن الوَفا أَن تُريقي الدَمع مُنسجماً
وَأَن تَـذودي الكَرى عَن طَرفكِ الساجي
لَمـع الأَسـنَّة هَـذا الـبرقُ مُؤتَلِقـاً
وَوَمضــه وَمــض وَقــدٍ ثَــمَّ وَهّــاج
مَرابـــع الشـــام أَطلال مُعطَّلـــة
وَأَرســـُم مُوحشــات بَعــدَ إِبهــاج
وَالغُوطَتـان مَثـار النَقـع رَوضـَهُما
ذاوٍ وَقَــد كانَتـا الفَـردوس لِلاجـي
الباغمــات عَراهـا الـذُعر واجِمـة
وَالصــادِحات نَــواعٍ بَعــدَ إِهـزاج
ذَوَت مَحاســن أَرض الشـام وَاِنطَمَسـَت
أَنوارهـــا بَعـــدَ إِشــراق وَإِبلاج
مِــن المعيـد لِأَرض الشـام بَهجَتهـا
وَمُنقــذ الشــام مِــن رِقٍّ وَإِحـراج
مَهـوى العُروبـة مـا ذا حَلّ ساحَتها
وَأَيَّ خَطــــب تُعـــانيه وَإِزعـــاج
فـي ذمَّـة العُرب وَالتاريخ ما لَقيت
وَمـــا تَصــابر مِــن عُجــمٍ وَأَعلاج
تِلـكَ العَقـائل مِـن أَدمـى أَناملها
مِـن راع آمنهـا في الحندس الداجي
مِـن فَـكَّ دَملجهـا مِـن حـزّ معصـمها
مِـن بزَّهـا الثَـوب مِـن وَشيٍ وَدِيباج
مِـن نَـضَّ بُرقُعهـا مِـن حـلَّ مئزرهـا
مِــن سـاقها حاسـِراتٍ بَيـنَ أَفـواج
مُقَّفـــاتِ ضـــُلوع خافِقــات حَشــا
مهشــــَّمات عَرانيــــنٍ وَأَثبـــاج
مِـن ثاكِـلٍ تـذرع البيـدا وَمُرمِلـةٍ
قَــد جُشــِّمَت نَهـسَ أَقتـاب وَأَحـداج
دَعِ الأَيــامي تُرقـرق مِـن مَـدامعها
فَمــن لَهــا بَعــدَ أَبنـاءٍ وَأَزواج
هَــذي المَنــازل أَنقــاض مــدمَّرَة
وَكــنَّ فــي منعــة أَمثـال أَبـراج
تَحـــتَ الخَــرائب أَشــلاء ممزّقــة
وَفَوقَهـــا قَبَســـات ذات إِيهـــاج
وَفــي السـُجون ثَـوَت شـَيب وَأَغلمـة
قَـد أَيأَسـوها فَلَـم تَطمَـع بِـإِفراج
مَضــَت دِمَشــق وَلَـم تجـزع لِنازلـة
وَلَـم تَقـف مَوقـف المُستضعف الراجي
وَهَيَّجــت مِـن بَنيهـا لِلـوَغى أُسـُداً
مِـن كُـل أَروع ماضـي العَـزم مُهتاج
قَســاور إِن دَعــوا لِلحَـرب مُسـعرة
مَشــوا لَهــا بَيـنَ أَفـراد وَأَزواج
هَبَّــت تـردُّ العِـدى بِالسـَيف آونـةً
وَتــــارَةً بِلِســــان غَيـــر لَجلاج
وَاَستَبسـَلت فـي دِفـاع عَـن حَقائقها
بِكُـــل ذي لُبــدَةٍ لِلهَــول فَــرّاج
لا تُنكِـروا في اللُقا يَوماً فروستها
فَإِنَّهـــا نِضــو إِلجــام وَإِســراج
وَالحَـق يُؤخـذ مِـن حَـدّ السُيوف وَلا
يُعطـى كَإِعطـاء بَعـض السؤل وَالحاج
مَـن جـاءَ يُطفيـء مِنـا أَلشـرّ أَجَّجه
وَقادَنـــا لِضـــرام مِنــهُ أَجّــاج
قَـد أَبهظـوا الشَعب حَتّى ناءَ كاهله
وَأَحرَجــــوه وَلَكـــن أَيّ إِحـــراج
لَـم يَنـج مِـن شـرهم طفـل وَلا يَفَـعٌ
وَلا أَخــو هــرم مِــن شـرهم نـاجي
يَختــال عَنتَــرَةً فينــا جَبــانهمُ
ويُحســب السـَمحُ مِنهُـم أَلـف حجّـاج
عَدوا عَلى الشام فَاِجتاحوا مَعالمها
وَفَجَّعوهــا بعــزّ الملــك وَالتـاج
الشــَعب داميــة مِنــهُ أَظــافرهم
وَكَــم دَمٍ عِنــدَهُم لِلشــَعب ثِجــاج
دِمَشـق سـِيري إِلـى العَليـاء خافِقَة
مِنـــك البُنـــود بِتَــأويب وَإِدلاج
فَقيــلُ راياتـك الخَفّاقـة اِفـترعت
هام الرُبى بَينَ وادي السند وَالتاج
وَرَفرَفـت فَـوقَ سـَدّ الصـين وَاِنبَعَثَت
إِلـى المُحيـط فَمـاجَت فَـوقَ أَمـواج
لا غَـرو إِمّـا اِصـطَليتِ الحَرب مُكرَهةً
هُــم أَخرَجــوكِ عَلَيهـم شـَرّ إِخـراج
نَشــدتِ بِالـدَم حَقـاً مِنـكِ مُغتَصـِباً
وَكُــلّ أَفــوه ثَبـت القَـول محجـاج
وَمَـن سـَقى بِالـدَم اسـتقلاله بَسـَقَت
فُروعــــه مُنتَجـــاتٍ أَيَّ إِنتـــاج
رَمــاكِ قــادحهم بِالسـُوءِ مُفتَريـاً
التُـربُ فـي فَم ذاكَ القادح الهاجي
حُريــة الشــَرق بـاب أَنـتِ مفتحُـه
وَالقَــوم قَــد أَرتجـوه أَيَّ إِرتـاج
الشــَرق وَالعـالم الغَربـيُّ مُرتَقِـبٌ
أَن تَنهجــي لِلمَعـالي خَيـر مِنهـاج
يـا مَـن غَـدوا وَلَهُم في دارهم صَخَبٌ
أَضــَعتُم الـوَقت فـي شـغبِ وَإِضـجاج
مـا ضـرّكم جَمـع شـَمل فـي هَوى وَطَن
لِجَمــع شــَمل بَنيــه جــدِّ مُحتـاج
لا تَنثنــوا بعـداءاً فـي مَـواطنكم
قَــد قرَّبـت بَينَكُـم أَنسـاب أَمشـاج
النطــق وَالعـرق وَالأَوطـان واحـدة
وَرِحمكــم مِــن مَعَــدٍّ ذات أَوشــاج
يـا أَرض جِلـق حَيّـاكِ الحَيـا وَسـَقى
لَـــدَيكِ مُلتــفَّ غابــات وَأَحــراج
الوَجـد بَـرَّح مِـن بَعـد الفراق بِنا
وَأَنضــَج القَلــب مِنــا أَيَّ إِنضـاج
يـا حَبَّـذا مِنـكِ رَيّـا نَسـمَةٍ أَرِجـت
وَنَفحــةٍ مِــن نَسـيم الـواد مئراج
وَحَبَّــذا بَــرَدى وَالمــاء مصــطفِق
يَجـــري بِـــهِ بَيــنَ وَلّاجٍ وَخــرّاج
أَزبـاده الهُـوج قَد أَفصَحن عَن شجني
وَالمَـوج عَبَّـرَ عَـن شـَجوي وَأَنشـاجي
مـا مـاؤُه العَـذب محمّـراً يَسيل بِهِ
لَكنَّــهُ دُفــع مِــن فَيــض أَوداجـي
أديب محمد سعيد التقي.أديب مدرس فاضل، من أعضاء المجمع العلمي العربي بدمشق، مولده ووفاته فيها، تعلم في المدارس التركية السلطانية واحترف التعليم، شارك مع الجيش التركي في الحرب العالمية الأولى.من مؤلفاته: (التاريخ العام-ط) جزآن، و(مناهج التربية والتعليم-ط) رسالة، و(سير التاريخ الإسلامي-ط)، و(أغاريد التلاميذ - ط)، و(سير العظماء- ط)، و(غرائب العادات-ط).