
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
فُـكَّ حُـرّاً لِلوَجـدِ قَيـدَ البُكـاءِ
فَاِعــذُريني أَولا فَمـوتي بِـدائي
لَـو أَطَعنـا لِلصَبرِ عِندَ الرَزايا
مــا عَرَفنــاهُ شـِدَّةً مِـن رَخـاءِ
أَسـرَعَ الشـَيبُ مُغرِيـاً لـي بِهَـمٍّ
كـانَ يَـدعوهُ مِـن أَحَـبِّ الـدُعاءِ
مــا لِهَــذا المَسـاءِ لا يَتَجَلّـى
أَحَيــاءً مِنــهُ ســِراجَ السـَماءِ
قَرِّبــا قَرِّبــا عِقـالَ المَطايـا
وَاِحلُلا غِبهــا عِقــالَ الثَــواءِ
تُســعِدَنَّ الأَقــدارُ جُهــدي وَإِلّا
لَم أَمُت في ذا الحَيَّ مَوتَ النِساءِ
حُـرَّةٌ قَـد يَسـتَرعِفُ المَـرءُ مِنها
مَنســِماً أَو مُســتَنعِلاً بِالنَجـاءِ
أُنفِـذَت فـي لَيـلِ التَمـامِ وَحَنَّت
كَحَنيــنٍ لِلصــَبِّ يَـومَ التَنـائي
وَالـدُجى قَـد يَنهَـضُ الصـُبحُ فيهِ
قائِمــاً يَنشــُرُ ثَــوبَ الضـِياءِ
مَـن لِهَـمٍّ قَـد بـاتَ يُشجي فُؤادي
مـا لَـهُ حـالُ دَمعَـتي مِـن خَفاءِ
إِخــوَةٌ لـي قَـد فَرَّقَتهُـم خُطـوبٌ
عَلَّمَــت مُقلَــتي طَويـلَ البُكـاءِ
إِن أَهــاجوا بِـآلِ أَحمَـدَ حَربـاً
بِبَنيكُـم لا تَحلُبـوا فـي إِنـائي
وَتَحَلّــوا عِقــدَ التَمَلُّـكِ مِنكُـم
بِــأَكُفٍّ قَــد خُضــِّبَت بِالــدِماءِ
وَخَليـلٍ قَـد كـانَ مَرعـى الأَماني
وَرِضــى أَنفُــسٍ وَحَســبِ الإِخــاءِ
غَرَّقَتنـي فـي لُجَّـةِ البَيـنِ عَنـهُ
فَتَعَلَّقــتُ فــي حِبــالِ الرَجـاءِ
غَيـرَ أَنّـا مِنَ النَوى في اِفتِراقٍ
وَلِقــاءٍ لِــذِكرِنا فـي البَقـاءِ
وَفُــراقُ الخَليــلِ قَــرحٌ مُمِــضٌّ
وَبِــهِ يَعرِفــونَ أَهــلَ الوَفـاءِ
حـاذِقُ الـوُدِّ لـي بِمـا سَرَّ نَفسي
كــانَ طَبّــاً وَعالِمـاً بِالشـِفاءِ
مُرسـِلُ الجـودَ مِنـهُ فـي كُلِّ سُؤلٍ
يَكلَأُ المَجـدَ بَيـنَ عَيـنِ السـَخاءِ
يَعرِفَـنَّ المَعـروفَ طَبعـاً وَيُثنـي
بِيَـدِ الجـودِ فـي عِنـانِ الثَناءِ
يَخفِــرَن عَزمَــهُ بِقَلــبٍ مُصــيبٍ
يَتَلَظّـى مَـن فيـهِ نـارُ الـذَكاءِ
يَكتُمَــنَّ الأَســرارَ مِنــهُ وَفيـهِ
كَكُمــونٍ لِلعــودِ تَحـتَ اللِحـاءِ
وَتُفَــلُّ الخُطــوبُ مِنــهُ بِــرَأيٍ
قَــــد جَلاهُ بِــــالعَزمِ أَيَّ جَلاءِ
إِن يَحُـل مِـن بَينـي وَبَينِـكَ بَينٌ
فَلَكَـم مِـن نَـأيٍ سـَريعِ اللِقـاءِ
رُدَّ عَنّــي تَفويــقَ سـَهمِكَ حَسـبي
فيـكَ أَقصـِر تَفويـقَ سَهمِ الدُعاءِ
فَبِهـــا يُســـتَحَثُّ دُرُّ الأَمــاني
وَبِهــا يُطلَقَــنَّ كَيــدُ العَنـاءِ
رُبَّ يَــومٍ بِعـامِرِ الكَـأسِ ظَلنـا
نُفرِغَــنَّ المُــدامَ فيــهِ بِمـاءِ
فـي دُجـى لَيلِنـا وَطَـيِّ الحَواشي
مُـدنَفُ الريـحِ فـي قَصيرِ النَقاءِ
تَسـقُطَنَّ الأَمطـارُ حَتّـى تَثَنّـى ال
نـورُ وَاِبتَـلَّ فـي جَنـاحِ الهَواءِ
فَتَــرى لِلغُـدرانِ فـي كُـلِّ خَفـضٍ
مُســتَقِرّاً كَمُزنَــةٍ فــي ســَماءِ
زَمَــنٌ مَــرَّ قَــد مَضــى بِنَعيـمٍ
وَصـــَباحٌ أَســَرَّنا فــي مَســاءِ
وَاِجتَمَعنـا بَعـدَ التَنـائي وَلَكِن
لا يُـري العـالَمينَ عَيـنَ الرَخاءِ
أَنـا مُـذ غِبـتَ قَـد أَروحُ وَأَغدو
مِــن ســُرورِ الـدُنيا بِـوُدٍّ خَلاءِ
لا أَرى فــي الأَنــامِ جَمـعَ وَفِـيٍّ
وَغُـــرورٍ مُخاتِــلٍ فــي وَفــاءِ
فَضــَماني إِلَيــكَ ذِكــرٌ وَشــُكرٌ
وَعَلـى رَبِّ العَـرشِ حُسـنُ الجَـزاءِ
عبد الله بن محمد المعتز بالله ابن المتوكل ابن المعتصم ابن الرشيد العباسي، أبو العباس.الشاعر المبدع، خليفة يوم وليلة. ولد في بغداد، وأولع بالأدب، فكان يقصد فصحاء الأعراب ويأخذ عنهم.آلت الخلافة في أيامه إلى المقتدر العباسي، واستصغره القواد فخلعوه، وأقبلو على ابن المعتز، فلقبوه (المرتضى بالله)، وبايعوه للخلافة، فأقام يوماً وليلة، ووثب عليه غلمان المقتدر فخلعوه، وعاد المقتدر، فقبض عليه وسلمه إلى خادم له اسمه مؤنس، فخنقه.وللشعراء مراث كثيرة فيه.