
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أَمكَنــتُ عـاذِلَتي مِـن صـَمتِ أَبّـاءِ
مـا زادَهُ النَهـيُ شَيئاً غَيرَ إِغراءِ
أَيـنَ التَـوَرُّعُ مِـن قَلـبٍ يَهيمُ إِلى
حانـاتِ لَهـوٍ غَـدا بِالعودِ وَالناءِ
وَصــَوتِ فَتّانَــةِ التَغريـدِ نـاظِرَةٍ
بِعَيـنِ ظَـبيٍ تُريـدُ النَـومَ حَـوراءِ
جَـرَّت ذُيولَ الثِيابِ البيضِ حينَ مَشَت
كَالشـــَمسِ مُســـبِلَةً أَذيــالَ لَألاءِ
وَقَــرعِ نــاقوسِ دَيـرِيٍّ عَلـى شـَرَفٍ
مُســَبِّحٍ فــي سـَوادِ اللَيـلِ دَعّـاءِ
وَكَــأسِ حَبرِيَّــةٍ شــَكَّت بِمَبزَلِهــا
أَحشــاءَ مُشــعَلَةٍ بِالقـارِ جَوفـاءِ
تَرفـــو الظِلالَ بِأَغصــانٍ مُهَدَّلَــةٍ
سـودِ العَناقيـدِ فـي خَضـراءَ لَفّاءِ
أَجـرى الفُـراتُ إِلَيهـا مِـن سَلاسِلِهِ
نَهـراً تَمَشـّى عَلـى جَرعـاءَ مَيثـاءِ
وَطــافَ يَكلَأُهــا مِــن كُـلِّ قاطِفَـةٍ
راعٍ بِعَيــنٍ وَقَلــبٌ غَيــرُ نَســّاءِ
مُوَكَّــلٌ بِالمَســاحي فـي جَـداوِلِها
حَتّــى يَــدُلَّ عَلَيهـا حَيَّـةُ المـاءِ
فَــآبَ فــي آبَ يَجنيهـا لِعاصـِرِها
كَــأَنَّ كَفَّيــهِ قَــد عُلَّــت بِحَنّـاءِ
فَظَــلَّ يَركُــضُ فيهـا كُـلُّ ذي أَشـَرٍ
قــاسٍ عَلـى كَبِـدِ العُنقـودِ وَطّـاءِ
ثُـمَّ اِسـتَقَرَّت وَعَيـنُ الشَمسِ تَلحَظُها
فـي بَطـنِ مَختومَـةٍ بِـالطينِ كَلفاءِ
حَتّـى إِذا بَـرَدَ اللَيلُ البَهيمُ لَها
وَبَلَّهـــا ســَحَراً مِنــهُ بِأَنــداءِ
صـَبَّ الخَريـفُ عَلَيهـا مـاءَ غادِيَـةٍ
أَقامَهــا فَـوقَ طيـنٍ بَعـدَ رَمضـاءِ
يَســقيكَها خَنِـثُ الأَلحـاظِ ذو هَيَـفٍ
كَــأَنَّ أَلحــاظَهُ أَفرَقــنَ مِـن داءِ
عَلـى فِـراشٍ مِـنَ الوَردِ الجَنِيِّ وَما
بَـدَلتَ مِـن نَفَحـاتِ الـوَردِ بِـاللاءِ
كَــأَنَّهُ صـَبُّ سِلسـالَ المِـزاجِ عَلـى
سـَبيكَةٍ مِـن بَنـاتِ التِـبرِ صـَفراءِ
يا صاحِ إِن كُنتَ لَم تَعلَم فَقَد طُرِحَت
شـَرارَةُ الحُـبِّ فـي قَلـبي وَأَحشائي
أَما تَرى البَدرَ قَد قامَ المُحاقُ بِهِ
مِـن بَعـدِ إِشـراقِ أَنـوارٍ وَأَضـواءِ
وَقَــد عَســَت شـَعَراتٌ فـي عَوارِضـِهِ
تُــزري عَلــى عارِضــَيهِ أَيَّ إِزراءِ
أَعيَــت مُناقَشــَةً إِلّا عَلــى أَلَــمٍ
وَكُــلَّ يَــومٍ يُغاديهــا بِإِخفــاءِ
فَـاِنظُر زَبَرجَـدَ خَـدٍّ صـارَ مِـن سَبَجٍ
وَصــَبَّ دَمعــاً عَلَيــهِ كُــلُّ بَكّـاءِ
يــا لَيـتَ إِبليـسَ خَلّانـي لِنُـدبَتِهِ
وَلَــم يُصــَوِّب لِأَلحــاظي بِأَشــياءِ
مـا لي رَأَيتُ فِلاحَ الناسِ قَد كَثُروا
وَلَـم يُقَـدَّر بِهِـم إِبليـسُ إِغـوائي
فَكَيــفَ أُفلِـحُ مَـع هَـذا وَذاكَ وَذا
أَم كَيـفَ يَثبُـتُ لـي في تَوبَةٍ رائي
عبد الله بن محمد المعتز بالله ابن المتوكل ابن المعتصم ابن الرشيد العباسي، أبو العباس.الشاعر المبدع، خليفة يوم وليلة. ولد في بغداد، وأولع بالأدب، فكان يقصد فصحاء الأعراب ويأخذ عنهم.آلت الخلافة في أيامه إلى المقتدر العباسي، واستصغره القواد فخلعوه، وأقبلو على ابن المعتز، فلقبوه (المرتضى بالله)، وبايعوه للخلافة، فأقام يوماً وليلة، ووثب عليه غلمان المقتدر فخلعوه، وعاد المقتدر، فقبض عليه وسلمه إلى خادم له اسمه مؤنس، فخنقه.وللشعراء مراث كثيرة فيه.