
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
لَمّـا تَفَـرّى الأُفـقُ بِالضـِياءِ
مِثـلَ اِبتِسامِ الشَفَّةِ اللَمياءِ
وَشـــَمَطَت ذَوائِبُ الظَلمـــاءِ
وَهَـمَّ نَجـمُ اللَيـلِ بِالإِغفـاءِ
قُـدنا لِعَيـنِ الوَحشِ وَالظِباءِ
داهِيَــةً مَحــذورَةَ اللِقــاءِ
شــائِلَةً كَـالعَقرَبِ السـَمراءِ
مُرهَفَـــةً مُطلَقَــةَ الأَحشــاءِ
كَمَــدَّةٍ مِــن قــالَمٍ ســَواءِ
أَو هُدبَـةٍ مِـن طَـرَفِ الـرِداءِ
تَحمِلُهــا أَجنِحَــةُ الهَــواءِ
تَســتَلِبُ الخَطــوَ بِلا إِبطـاءِ
وَمُخطَفـــاً مُوَثَّــقَ الأَعضــاءِ
خالَفَهـــا بِجَلــدَةٍ بَيضــاءِ
كَـأَثَرِ الشـِهابِ فـي السـَماءِ
وَيَعـرِفُ الزَجـرَ مِـنَ الـدُعاءِ
بِـــأُذُنٍ ســـاقِطَةِ الأَرجــاءِ
كَــوَردَةِ السَوســَنَةِ الشـَهلاءِ
ذا بُرثُــنٍ كَمِثقَــبِ الحِـذاءِ
وَمُقلَـــةٍ قَليلَــةِ الأَقــذاءِ
صــافِيَةٍ كَقَطــرَةٍ مِــن مـاءِ
تَنسـابُ بَيـنَ أَكَـمِ الصـَحراءِ
مِثــلَ اِنسـِيابِ حَيَّـةٍ رَقطـاءِ
آنَـسَ بَيـنَ السـَفحِ وَالفَضـاءِ
ســـِربَ ظِبــاءٍ رُتَّــعِ الأَطلاءِ
فـــي عـــازِبٍ مُنَـــوِّرٍ خَلاءِ
أَحـوى كَبَطـنِ الحَيَّةِ الخَضراءِ
فيـهِ كَنَقـشِ الحَيَّـةِ الرَقشاءِ
كَأَنَّهــا ضــَفائِرُ الشــَمطاءِ
يَصـطادُ قَبـلَ الأَيـنِ وَالعَناءِ
خَمسـينَ لا تَنقُـصُ فـي الإِحصاءِ
وَباعَنــا اللُحـومَ بِالـدِماءِ
يـا ناصِرَ اليَأسِ عَلى الرَجاءِ
رَمَيـتَ بِـالأَرضِ إِلـى السـَماءِ
وَلَـم تُصـِب شَيئاً إِلى الهَواءِ
فَحَسـبُنا مِـن كَـثرَةِ العَنـاءِ
هَناكَ هَذا الرَميُ بِاِبنِ الماءِ
عبد الله بن محمد المعتز بالله ابن المتوكل ابن المعتصم ابن الرشيد العباسي، أبو العباس.الشاعر المبدع، خليفة يوم وليلة. ولد في بغداد، وأولع بالأدب، فكان يقصد فصحاء الأعراب ويأخذ عنهم.آلت الخلافة في أيامه إلى المقتدر العباسي، واستصغره القواد فخلعوه، وأقبلو على ابن المعتز، فلقبوه (المرتضى بالله)، وبايعوه للخلافة، فأقام يوماً وليلة، ووثب عليه غلمان المقتدر فخلعوه، وعاد المقتدر، فقبض عليه وسلمه إلى خادم له اسمه مؤنس، فخنقه.وللشعراء مراث كثيرة فيه.