
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
قَـد حملـت نشـرك يـا معطـاره
صــباً بنجــد طيَّبــت عــراره
ســرت بريّــاك فظــن صــاحبي
قَــد فَــضَّ داريٌّ لنــا عطـاره
خمـرت وَجهـاً لـو رأَتـه لبسـت
شـمس الضـحى مـن خجـلٍ خمـاره
رأَت نســاء الحـي بـرق حـاجرٍ
يزجـى الـى خبـت النقا عشاره
حســبنه خلــف الـبيوت ضـرماً
فرحــن وهنــا يقتبسـن نـاره
زرَّ علــى السـحب بنجـدٍ جيبـه
وحـــلَّ فـــي تهامــةٍ أَزراره
ياهــل طرقــت طنبــاً لغلمـةٍ
تحـرس فـي نجـم القنا أَقماره
فبالخبــا ريّاالشـباب سـجفها
تمنــع عنـه قومهـا مـن زاره
تشـير لـي خلـف القنـا بمعصم
فعمتــه قــد فصــمت ســواره
لَـو ينتَضـي موتورهم من جفنها
ســيفاً لـرد مـدركاً أَو تـاره
أَو أَدركوا في الطعن رمح قدّها
عـافوا القنا واِعتقلوا خطاره
احبــب بليـل ميَّـةٍ وقـد غـدا
يَقضـي أَخـو اللهو بها أَوطاره
يَسـتاف طـوراً فيـه ورد خـدها
وَتــــارة يلثـــم جلّنـــاره
حــتىّ إِذا كـف الصـباح لطمـت
وَجــه الـدجي ومزقـت أَطمـاره
وَصــار بالصــبح كعبـد محـرم
بـــات يشــد بالصــفا أَزاره
أَرخـت عـن الواشي لها غدائراً
ســوداً أَحــال ليلهـا نهـاره
وانصـرفت تسـتاف مـن أردانها
لطيــم مســك يســحقون فـاره
قلـت اِسـتعرت لحـظ ظـبي رامةٍ
قـالت بهـا لحظـي هو اِستعاره
يـا من رأَى لي بالكناس ناشئاً
يعقــد فــوق بانــة زنّــاره
عـــاقرني ورديـــة مازجهــا
خـداً أَرى فـي كأسـها احمراره
يـدير كأسـاً قـد غـدت تصـبغه
حمرتهــا عــن خـد مـن أَداره
علـى ريـاض حـاك ريعان الصبا
فيـــه رداء لبســـت بهــاره
اعـرس منهـا النـور فـي مفّوف
كـانَت دنـانير الحيـا نثـاره
ذو عبــقٍ كأَنَّمــا قــد عطـرت
نفحــة عــرس حســن أَزهــاره
لاحَ بنــاد البشــر منـه قَمَـرٌ
قـال الـورى سـبحان من أَناره
بـورك فـي أُفـق السماح طالعاً
بــدر نــدى لا نَختَشـي سـراره
إِذا تَصـــَدَّت لنـــدى بنــانه
أَجــرت عبــاب كــرم تيــاره
يـا رائدي الأَفـراح إِنَّ غصـنها
أَينـع قومـوا فـاِجتَنوا ثماره
بشــراكم فــي فرحـةٍ لمثلهـا
محمــد قــد أَكـثر اِستبشـاره
يـا خيـر زاكٍ غرسـت كف العلا
مـن قبـل فـي طينتهـا نجـاره
قلــت لمرتـاد النـدى مغلّسـاً
في السير يمم في الركاب داره
حــيّ بممـدود الـرواق أَغلبـا
يلبـس عـن شـد الحبـا وقـاره
لَــو تَســتَطيع هاشـم لمجـدها
لفَّــت علــى رؤوســها فخـاره
وَغلمـة منـه علـى نـار القرى
بــانت تقـص بالنـدى أَخبـاره
فَمــا دَجَــت ليلـة سـار وهـم
لخابطيهـــا يوقــدون نــاره
يفـديك سـبط الراحـتين ذويـد
قـد قبضـت مـن لؤمهـا ديناره
لَــو كـان ضـرع ديمـة بنـانه
مــا بـلَّ قسـبا حـالبٌ قطـاره
أَو عصــرت راحتــه مـا سـمحت
بقطــرة يغســل فيهــا عـاره
تَقـول لـي فـي مـدحكم قرائحي
هَـذا أَوان الشـعر يـا مهياره
فَقــامَ منــي للثنــاء أَفـوهٌ
يحكــم فــي مـديحكم أَشـعاره
ســرت لـه مـن نحـوكم صـنائعٌ
نبهــن بعــد رقــدةٍ افكـاره
مثــل الحسـام حـلَّ فيـه صـدأ
ثــم القيــون صــقلت غـراره
يـا مُستَشـاراً يوم أعوز الورى
فيــه حصـيف الـرأي مستشـاره
لَقَــد بنـت قومـك بيـت سـؤددٍ
أَضــحى عليــك مرخيـا سـتاره
فاِشـتَركت في المجد قدما ونرى
عنــدك يـا واحـدها انحصـاره
حملـت عبـأ منـه لَـو نـاء بهِ
سـوى الحسـين لاشـتكى أَوقـاره
فَــتى سـرى مـن رأيـه بكـوكب
لـو سـاير النجـم غـدا سيّاره
يا من به قد أَودع الفضل الَّذي
مـا بلغـت كـل الـورى معشاره
يضـم منـك الليـل خيـر ناسـك
عاقــد فــي خشــوعه أَسـحاره
كَـم ذي لِسـانٍ طـالع عـن شدقه
كالصــل جــاء نازعـا وجـاره
إِذا الكَلام جــاش يومـا بحـره
قــال سـواي لـم يعـم غمـاره
يعقــده بــالعي منــك فيصـل
أَضــحى فنيــق كلــم هــداره
وَيَغتَــدي لســانه مــن صـمته
ميتـا يَـرى فـي فمـه إِقبـاره
يـا من رأت منه بمضمار العلا
ســبقا فظنــت تَقتَفـي آثـاره
خلفـك عجـزاً عَـن بلـوغ سـابقٍ
إِلـى العلا لـن تلحقـي غبـاره
تقاصـــري عــن العلا عــاجزةً
بوعـك فيهـا لـم تطـل أَشباره
أَدرك مجـــد قـــومه موطــداً
موســى فـاعلى بعـدها منـاره
مــا اِنتسـبت لقـومه أَكرومـة
إِلّا وزرَّ فوقهــــا أَطمــــاره
ظـلَّ السـماح خابطـا عـن مبركٍ
حـــتىّ أَنــاخَ بهــم عشــاره
هـم أَعتقـوا رق الزَمان وغدوا
يَســتَعبِدون بالنَــدى أَحـراره
فأَســـروا بمنّهـــم طليقـــه
وأَطلقـــوا بمنِّهـــم أَســاره
حسن بن الملا محمد بن يوسف بن إبراهيم بن إسماعيل بن سلمان بن عبد المهدي.من أكابر شعراء عصره، أديب وخطيب كانت صنعته الأحزمة المطرزة المعروفة ب(الحيص) وكان يجتمع في حانوته الكثير من الأدباء والشعراء مع أنه لا يعرف القراءة أو الكتابة!كان أحد أجداده سادناً على مقام الإمام المهدي في سوق الهرج في الحلة، هاجر والده من الحلة واستوطن بغداد في أواسط القرن الثالث عشر في عهد الحاج محمد صالح كبة (1287هـ) ثم توفي والده في الحلة سنة ( 1293هـ)ذكره محسن الأمين في أعيان الشيعة وقال: وكان يحذو حذو مهيار في شعره ويعارض قصائده ..توفي في الحلة 23 ذي الحجة 1318هـ ودفن بالنجف الأشرف.