
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
ســلمت لعصـرنا هـذا وبـاؤا
وقـد سـاء الجميـع بـه وباءُ
وسـامحنا الزمـان بمـا جناه
إذا غيطـاس كـان لـه البقاء
فــديت بمـن كرهـت وهـم ثلاث
فثـالثهم قضـى فيـه القضـاء
فمـا تركـوا لغيرِ المقت لما
رأوا أن الكـبير لـك الفداء
أيا ابن فلان يا لكع المخازي
لـك الـويلات مـا هذا الشقاء
فلـم يهملـك حـزب الجـن إلا
وموتــك والحيـاة إذاً سـواء
فيـا ليـت الكلاب لهـم وبـاء
فننظـر كيـف يأخـذك الوبـاء
فمـا بـك حاجة في الكون إلّا
لتأخـذ مـن خصـائلك النسـاء
أبشــر أنفـك المرغـوم لمـا
علـى غيطـاس عانـدك القضـاء
فللأصـل العلـى فـي كـل مجـدٍ
وللنســل التشــبث والوفـاء
ســلالات البتــول بنــو علـيٍّ
فنعـم المـاء طهـراً والإنـاء
شــريف مـن شـريفٍ مـن شـريفٍ
إلـى المختـار يسمو الانتهاء
فـإن سـمح الوبـاء وأنـت حيٌّ
أســماحه وإن صــعب العـزاء
هنيئاً قــد سـلمت لكـل مجـدٍ
فللـدنيا ومـن فيهـا الهناء
حياتـك كـم بهـا تحيـا نفوسٌ
فـإن مرضـت فـأنت لهـا شفاء
لـك الـدنيا بمـا فيها فداء
فللــدنيا ومـن فيهـا رضـاء
إذا نظرتـك عيـنٌ كـان حـرزاً
وملـء العيـن قولـك والحباء
بهـذا العصـر فضلك صار ظهراً
وهـل يقوى على الشمس الخفاء
فقـد طـالت يد الطاعون فينا
وأعيــا الطـب واشـتد البلاء
فــراح وراحــت الأرواح فيـه
وأخلفــه لأجفــاني البكــاء
وقــد ولـى بكـل نفيـس نفـسٍ
لطيـف الشـكل يعشـقه البهاء
فـراح إلى النعيم وصار قلبي
علـى نـار الجحيم له العناء
فـي اسـفي علـى ذاك المحيـا
وأجفــاني يكســرها الحيـاء
وفـي زمـن الهنـاء أقول أرخ
لغيطــاس بــه بــاهى بقـاء
علي بن حسن بن إبراهيم الأنكوري المصري.شاعر، أديب، مولده ووفاته في القاهرة. اتصل بالخديوي عباس الأول، فكان شاعره. ولم يكن يتكسب بالشعر، مكتفياً بما له من مال وعقار.له: (الإشعار بحميد الأشعار)، و(الدرج والدرك) في مدح خيار عصره وذم شرارهم، و(رحلة)، وكتاب في (الخيل)، و(سيفنة) في الأدب.