
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
يسـالم أمـن الـدهر مـن لا له عذرُ
أيرجـو وفـاءً منـه إذ عهـدُه غـدرُ
قصـارى بقـاء المرء لو طال للفنا
ولكـن طـول الحـرص مـن عقلـه قصر
ومــوت غــدٍ كـالموت قبـل وإنمـا
أمــانيه بــالآتي تخـادعه الغمـر
فمنهـا خلقنـا كـم وفيهـا نعيدكم
دليـلٌ علـى الحـالين أنهمـا قهـر
أليــس المنايــا سـالباتٍ وجـودَه
بطــيِّ الـثرى حـتى ينبِّهـه النشـر
كمـا سـلبت طسـماً وعـاداً وجرهمـاً
قـديماً وعيسـى لم يَفُتها ولا الخضر
يمـوت الفـتى حيـاً إذا سـاء عمره
ويحيـى الفتى ميتاً إذا حسُنَ الذكر
كــذاك علـيٌّ فـي الحيـاة وبعـدها
علــيُّ مقــامٍ ذو ثنــاءٍ لـه قـدر
تــأرجت الــدنيا بطيــب وجــوده
فيـا حبـذاك النشـر طاب به الحشر
فمـا وجـدت مصـرٌ علـى سـالفٍ مضـى
كمـا وجـدت يـوم المصـاب بـه مصر
ومـا زهـرة الـدنيا أوان قطافهـا
وتخلفـه فـي ذاتـه الزَهـر والزُهر
هـو البحـر علمـاً لا يرى نهر سائل
لكنـز ومـا الطائي إذ دونه البحر
لـه الفضـل مبسـوطٌ وللنـاس منيـة
ومـــرآه تنـــوير وألفـــاظه درُّ
ويعــرب عــن مسـتقبل هـل مضـارعٌ
لــرأي لــه مــضٍ إذا جُـزِم الأمـر
نتـائج فصـلٍ فـي القضـايا بمنطـق
يـبرهن أن لا شـكل فـي حـده الفكر
فمـن فهمـه بـدرٌ ومـن حكمـه هـدى
وفــي علمـه بحـرٌ وفـي حلمـه بـر
يضـيء لأهـل العصـر كـالظهر رأيـه
مـتى ليـل إشـكال دجـا طلع الفجر
ثبـوت علـى الأهـوال إن هاج بحرها
ولـم يسـتفزَّا بَـرَّه المـدُّ والجـزر
فللـه هـذا العلـم والحلم والتقى
وللمجـد ذاك القـدر والنفع والضر
ففـي كـل حـال مـن مزايـاه مشـرق
وفــي كـل وجـه مـن مروآتـه بـدر
لئن حســدت دنيــاه قــبراً يضـمُّه
فكـم حسـد الـدنيا بصـحبته القبر
وإن مـر صـبري بعـد أن مـر للثرى
حميـداً فعنـد الخطب فيه حلا الصبر
وإن أصـبح الغلبـان طوعـاً لـدهره
فكـم بـات مغلوبـاً لهمَّتـه الـدهر
فحسـبك مـن دنيـاك يـا قلـب إنـه
قد استوحش المأنوس واستأنس القفر
ولكـن بهـذا عـادة الـدهر قد جرت
بـأن كـثير النفـع ليـس لـه عمـر
قليــتَ عليــاً كــرَّم اللَـه وجهـه
يُفــدَّى كمــا فُـدِّي بخارجـةٍ عمـرو
لـه كـل أجـر فـي الحياة بما سعى
مـن اللـه إذ فـي مـوته عظم الأجر
فللـه مـا أبـدى وأبـدع فيـه مـن
كمــال كمــا للـه فـي مـوته سـر
علي بن حسن بن إبراهيم الأنكوري المصري.شاعر، أديب، مولده ووفاته في القاهرة. اتصل بالخديوي عباس الأول، فكان شاعره. ولم يكن يتكسب بالشعر، مكتفياً بما له من مال وعقار.له: (الإشعار بحميد الأشعار)، و(الدرج والدرك) في مدح خيار عصره وذم شرارهم، و(رحلة)، وكتاب في (الخيل)، و(سيفنة) في الأدب.