
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
سـائلي عـن كنهـه كم ذا تصولْ
لا تجاهـد مـا علـى هـذا حصولْ
ذا مقـامٌ لـم تفد عنه النقول
قـل لمـن يفهـم عنـي ما أقول
قصـر القـول فـذا شـرحٌ يطـول
كــل عقــل حـار فـي تخمينـه
قــال أمـرٌ غـاب عـن مظنـونه
طــالب الإظهــار عـن مكنـونه
ثَــمَّ ســرٌ غــامضٌ مــن دونـه
قصـرت واللَـه أعنـاق الفحـول
كـن عليمـاً وبـذا كـن جـاهلاً
إن هـذا المـترقى لهـو البلا
جــل عــن إدراكنـا ربـي علا
أنـــت لا تعـــرف إيــاك ولا
تـدري مـن أنت ولا كيف الوصول
ضــل عقــل فــي معـانٍ حجبـت
باعــدتنا كلمــا قــد قربـت
لسـت تـدري غيـر مـا قد وهبت
لا ولا تـــدري صـــفات ركبــت
فيـك حارت في خفاياها العقول
لــك نفــسٌ حـرت فـي مخبرهـا
فــي هيولاهــا وفــي عنصـرها
كــذب الفكــرة فــي منظرهـا
ايـن منـك الـروح فـي جوهرها
هـل تراهـا فـترى كيـف تجـول
الحــواس الخمـس مـا مصـدرها
والخــوافي منـك هـل تخبرهـا
عــــرف الأفلاك إذ تبصــــرها
وكــذا الأنفــاس هـل تحصـرها
لا ولا تــدري مـتى عنـك تـزول
أنـت تـدري إن سرا فيك الغذا
ســر وضـع النفـع فيـه والأذى
قــف علـى حـدٍ ولا تنطـق بـذا
أيـن منـك العقـل والفهم إذا
غلـب النـوم فقـل لي يا جهول
ضــاع عقــل منــك إذ تصـرفه
فـــي محــال وعســى تــوقفه
جــل كنــه اللَــه لا تكشــفه
أنــت أكــل الخـبز لا تعرفـه
كيـف يجـري فيـك أو كيف يؤول
إن عرفـت النفـس فاسمع حكمتي
تعــرف اللَــه عظيـم القـدرة
أو فقـل للنفـس عن هذا اسكتي
فــإذا كــانت طوايـاك الـتي
بيـن جنبيـك كـذا أنـت غفـول
خـل هـذا البحث يا من قد غوى
كـم هـوى غيـرك مـن هوّ الهوى
لا تظــن الـداء مـن هـذا دوا
كيف تدري من على العرش استوى
لا تقـل كيف استوى كيف النزول
ذي خفايـا لـم يفـد فيها مرا
الـورى فـي فهـم معناهـا ورا
نـزه اللَـه وقـف عن ذا السرى
كيـف يُحكَـى الـرب أم كيف يُرى
فلعمــري ليــس ذا إلا فضــول
أغلــق البــاب فلــن تـدخله
كيــف كيــف اللَـه أن تعقلـه
ســائل الكيــف فمــا أجهلـه
فهــو لا أيــن ولا كيــف لــه
وهـو رب الكيـف والكيـف يحول
فــاتبع أحكــام مــن أرسـله
بكتـــابٍ جـــل مــن أنزلــه
عـــز مولانــا فمــا أكملــه
وهـو فـوق الفـوق لا فـوق لـه
وهـو فـي كـل النواحي لا يزول
علي بن حسن بن إبراهيم الأنكوري المصري.شاعر، أديب، مولده ووفاته في القاهرة. اتصل بالخديوي عباس الأول، فكان شاعره. ولم يكن يتكسب بالشعر، مكتفياً بما له من مال وعقار.له: (الإشعار بحميد الأشعار)، و(الدرج والدرك) في مدح خيار عصره وذم شرارهم، و(رحلة)، وكتاب في (الخيل)، و(سيفنة) في الأدب.