
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
المَــرءُ يَجمَــعُ وَالزَمـانُ يُفـرق
وَيَظــل يَرقــع وَالخطــوب تمـزق
وَلَئِن يُعــادي عــاقِلاً خَيــر لَـهُ
مِــن أَن يَكـون لَـهُ صـَديق أَحمَـق
فَاِربَـأ بِنَفسـِكَ أَن تصـادِق اِحمَقاً
إِن الصـديقَ عَلـى الصـَديقِ مُصـدق
وَزن الكَلامِ اِذا نَطَقـــت فَإِنَّمــا
يُبـدي عُقـول ذَوي العُقولِ المنطِق
وَمـن الرِجـالِ اِذا اِستَوَت اِخلاقُهُم
مِـن يُستَشـارُ اِذا اِستَشـيرَ فَيَطرق
حَتّـــى يَخــل بِكُــلِّ واد قَلبَــه
فَيَـرى وَيعـرف مـا يَقـول فيَنطُـق
فَبِــذاكَ يوثــق كُـل أَمـر مُطلَـق
وَبِــذاكَ يُطلــق كـل أَمـر موثـق
لا أَلفينَــك ثاوِيــاً فــي غُربَـة
إِن الغَريــب بِكُــلِّ ســَهم يُرشـَق
مــا النــاسُ إِلّا عـامِلانِ فَعامِـل
قَـد مـاتَ مِـن عَطَـش واخـر يَغـرَق
وَإِذا اِمــرُؤ لَسـَعَتهُ أَفعـى مَـرَّة
تَرَكَتــهُ حيــنَ يَجـر حَبـل يفـرق
وَالنـاسُ فـي طَلَـبِ المَعاشِ وَإِنَّما
بِالجِــد يُـرزَقُ مِنهُـم مَـن يُـرزَق
لَـو يُرزَقـونَ النـاسَ حسب عُقولُهُم
أَلفيــت اِكثَـر مـن تَـرى يَتَصـَدَّق
لكِنَّــهُ فَضــل المَليــكِ عَلَيهِــم
هـــذا عَلَيـــهِ موســِع وَمضــيق
وِاِذا الجَنــاَة وَالعَـروسُ تَلاقيـا
وَرَأَيــت دَمــع نَــوائِح يَـترقرق
سـَكت الَّـذي تَبـع العَـروس مبهَتاً
وَرَأَيـت مِـن تَبـع الجَنـازَةِ يَنطق
بَقـي الأولـى إِما يَقولوا يَكذبوا
وَمَضـى الأَولـى ما يَقولوا يصدقوا
إِن الأَريــبَ اِذا تفكـر لَـم يَكـد
يَخفـى عَلَيـهِ مِـن الاِمـورِ الأَوفَـق
فَهنـاكَ تَشـعب مـا تَفـاقَم صـدقه
وَيــداكَ ترتــق كـل اِمـر يَفتـق
وَاِذا اِستَشَرت ذَوي العُقولِ فَخَيرُهُم
عِنـد المَشـورَةِ مـن يَحـن وَيشـفق
لَـو سـارَ الـف مدجَـج فـي حاجَـة
لَــم يَقضــِها إِلّا الَّــذي يَـترفق
إِن التَرَفُّـــق لِلمُقيــمِ موافــق
وَاِذا يُســافِر فَــالتَرَفُّق أَوفَــق
صالح بن عبد القدوس بن عبد الله بن عبد القدوس الأزدي الجذامي، أبو الفضل.شاعر حكيم، كان متكلماً يعظ الناس في البصرة، له مع أبي الهذيل العلاف مناظرات، وشعره كله أمثال وحكم وآداب، اتهم عند المهدي العباسي بالزندقة، فقتله في بغداد. قال المرتضى: (قيل رؤي ابن عبد القدوس يصلي صلاة تامة الركوع والسجود، فقيل له ما هذا ومذهبك معروف؟ قال: سنة البلد، وعادة الجسد، وسلامة الولد!) وعمي في آخر عمره.