
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
سـَلِمتَ أَميـرَ المُـؤمِنينَ عَلى الدَهرِ
وَلا زِلـتَ فينـا باقِيـاً واسِعَ العُمرِ
حَلَلــتَ الثُرَيّــا خَيـرَ دارٍ وَمَنـزِلٍ
فَلا زالَ مَعمــوراً وَبـورِكَ مِـن قَصـرِ
فَلَيـسَ لَـهُ فيمـا بَنـى الناسُ مُشبَهٌ
وَلا مـا بَنـاهُ الجِنُّ في سالِفِ الدَهرِ
وَمــا زالَ يَرعــاهُ الإِمـامُ بِرَأيِـهِ
وَبِـالعُزِّ وَالتَقـديمِ وَالنَهـيِ وَالأَمرِ
فَتَـمَّ فَمـا فـي الحُسـنِ شـَيءٌ يُريدُهُ
لِســانٌ وَلا قَلــبٌ بِقَــولٍ وَلا فِكــرِ
ســَيُثني عَلَيــهِ مِـن مَحاسـِنِ قَصـرِهِ
مَــدائِحَ لَيســَت مِــن كَلامٍ وَلا شـِعرِ
يُشــيرُ إِلــى رَأيٍ مُصــيبٍ وَحِكمَــةٍ
وَجَـودٍ لَـدى الإِنفاقِ بِالبيضِ وَالصُفرِ
جِنــانٌ وَأَشــجارٌ تَلاقَــت غُصــونُها
فَـأَورَقنَ بِالأَثمـارِ وَالـوَرَقِ الخُضـرِ
تَـرى الطَيـرَ فـي أَغصـانِهُنَّ هَواتِفاً
تَنَقَّــلُ مِــن وَكـرٍ لَهُـنَّ إِلـى وَكـرِ
هَجَــرتَ ســِواها كُــلَّ دارٍ عَرَفتَهـا
وَحَــقَّ لِــدارٍ غَيــرِ دارِكَ بِـالهَجرِ
وَبُنيــانُ قَصــرٍ قَـد عَلَـت شـَرَفاتُهُ
كَصــَفِّ نِسـاءٍ قَـد تَرَبَّعـنَ فـي الأُزرِ
وَأَنهــارُ مــاءٍ كَالسَلاســِلِ فُجِّــرَت
لِتُرضــِعَ أَولادَ الرَيــاحينِ وَالزَهـرِ
وَميـدانُ وَحـشٍ تَركُـضُ الخَيـلَ وَسـطَهُ
فَيُؤخَـذُ مِنهـا مـا يَشـاءُ عَلـى قَدرِ
إِذا مـا رَأَت مـاءَ الثُرَيّـا وَنَبتَـهُ
يَسـيرُ وَثَـوبُ الكَلـبِ فيهِـنَّ وَالصَقرِ
عَطايــا إِلَــهٍ مُنعِـمٍ كـانَ عالِمـاً
بِأَنَّـكَ أَوفـى النـاسِ فيهُـنَّ بِالشُكرِ
حَكَمـتَ بِعَـدلٍ لَـم يَـرى الناسُ مِثلَهُ
وَداوَيـتَ بِـالرُفقِ الجُمـوحَ وَبِالقَهرِ
وَلا بَــأسَ أَنكــى مِـن تَثَبُّـطِ حـازِمٍ
وَلا دِرعَ أَوقـى لِلنُفـوسِ مِـنَ العُمـرِ
وَمـا زِلـتَ حَـيَّ المُلـكِ تُرجى وَتُتَّقى
وَتَفتَـرِسُ الأَعـداءَ بِـالبيضِ وَالسـُمرِ
وَمـا لَيـثُ غـابٍ يَهـدِمُ الجَيشَ خَوفُهُ
بِمَشـيَةِ وَثّـابٍ عَلـى النَهـيِ وَالزَجرِ
يَجُــرُّ إِلــى أَشــبالِهِ كُــلَّ لَيلَـةٍ
عَقيـرَةَ وَحـشٍ أَو قَـتيلاً مِـنَ السـَفرِ
إِذا مــا رَأوهُ طــارَ جَمعُهُـمُ مَعـاً
كَمـا طَيَّرا النَفخُ التُرابَ عَنِ الجَمرِ
جَريــءٌ أَبــيٌّ يَحسـِبُ الأَلـفَ واحِـداً
بَعيـدٌ إِذا مـا كَـرَّ يَومـاً مِنَ الفَرِّ
يُزَعـــزِعُ أَحشـــاءَ البِلادِ زَئيــرُهُ
وَيُبطِـلُ أَبطـالَ الرِجـالِ مِـنَ الذُعرِ
إِذا ضــَمَّ قِرنـاً بَيـنَ كَفَّيـهِ خِلتَـهُ
يُعـاني عَروسـاً فـي غَلائِلِهـا الحُمرِ
فَحَـــرَّمَ أَرضَ الحــائِرينَ وَمائَهــا
فَهَيهـاتَ مَـن يَغدو عَلَيها وَمَن يَسري
بِــأَجرَأَ مِنــهُ حَــدَّ بَــأسٍ وَعَزمَـةٍ
إِذا ما نَزا قَلبُ الجَبانِ إِلى النَحرِ
فَكُـــلُّ أُنـــاسٍ يُشــهِرونَ أَكُفَّهُــم
دَعـاءً لَـهُ بِـالعِزِّ فيهِـم وَبِالنَصـرِ
عبد الله بن محمد المعتز بالله ابن المتوكل ابن المعتصم ابن الرشيد العباسي، أبو العباس.الشاعر المبدع، خليفة يوم وليلة. ولد في بغداد، وأولع بالأدب، فكان يقصد فصحاء الأعراب ويأخذ عنهم.آلت الخلافة في أيامه إلى المقتدر العباسي، واستصغره القواد فخلعوه، وأقبلو على ابن المعتز، فلقبوه (المرتضى بالله)، وبايعوه للخلافة، فأقام يوماً وليلة، ووثب عليه غلمان المقتدر فخلعوه، وعاد المقتدر، فقبض عليه وسلمه إلى خادم له اسمه مؤنس، فخنقه.وللشعراء مراث كثيرة فيه.