
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
لِمَـنِ القَـوام السـَّمْهَرِيُّ سـِنانُه
مـا أَرهفـتْ مـن لحظِهـا أَجفانُهُ
إِن كـان نازَعَـك الهـوى إنكارُهُ
فَمِـنَ الـذي بعـث الهوى عِرفانُهُ
ظَبْــيٌ صــوارمُ مُقلــتيْه أَسـِنّةٌ
فبنـــاظريْه ضــرابُه وطِعــانُهُ
لَهِــجٌ بكــأس جُفــونه وقَـوامُه
أَبــداً نزيـفُ رحيقهـا سـكْرانُهُ
كَفَلَــتْ ســُلافةُ خـدّه مـن صـُدغِه
أَنْ لا يُفــارق وَرْدَهـات ريْحـانُهُ
وبنفسـيَ الرَّشـأُ المُتَرْجِـمُ طَرْفُهُ
عــن بابــل هاروتُهـا إِنسـانُهُ
لا وَصـْلَ إِلاّ مـا تَجـود به النوى
مــن طيفِــه فوِصــاله هِجْرانُـهُ
حكَّمْتُــه فقضــى علــيّ قضــاؤه
وهَــوى الأَحبّــةِ جـائرٌ سـُلطانُهُ
أَدمـى جُفـونَ الصـَّبِّ صـَبُّ دمـوعهِ
ســَعةً وضــاق بســرّه كتمــانُهُ
ضـمِن الفريق فراق أَغصان اللِّوى
أَفبَيْنُـهُ ضـمن الجـوى أَمْ بـانُهُ
يـا فضـلُ مـا للفضل هيض جناحهُ
فَبَــدَتْ زَمــانته وضـاع زمـانُهُ
قَعَـد السـّماحُ بـه وكم من ناهضٍ
ضــاقت لُبــانتُه فضـاق لَبـانُهُ
ومخلَّــفٍ مـا كـان يبلـغُ شـَأْوَهُ
لـو لـم يكن بيد القضاءِ عِنانُهُ
ومــروَّعٍ ســكنتْ خوافــقُ أَمنِـهِ
لـولا جمـالُ الـدين عـزَّ أَمـانُهُ
مَـنْ نـال قاصـيةَ المطالب جودُهُ
والغيـث مـا ملأَ الرُّبـى هَطَلانُـهُ
واســتوعبت غُـرَرَ الكلام فُنـونُه
واستوسـقت ثمـرَ العلـى أَفنانُهُ
أَذكــى الأَنـامِ إِشـارةً وعبـارةً
مــا المـرءُ إِلاّ قلبُـهُ ولسـانُهُ
ففروعُــه تُنْبيــك عـن أَعراقـه
وكفـاك مِـنْ خَبَـر النسيبِ عِيانه
وإِذا أَردتَ مَحَلَّــه مــن مجــده
فــترقّ حيــث ســماؤه إِيـوانُه
شــرفٌ تفيّــأَتِ الملــوك ظلالَـه
وعُلــىً علــى هِمّــاته بنيـانُه
مـا أَغمدوا سيفَ ابن ذي يزنٍ به
إِلاّ تقاصـــر عنــدها غُمْــدانه
جَــدٌّ تمكَّــنَ مـن ذُؤابـة مَنْصـِبٍ
لـو نالهـا العَيّـوق جُـنّ جَنانه
فَلِبَيْـتِ مـال المُلـك مِنْ عَزَماته
طمّــاحُ طَــرْفِ كفايــةٍ يقظـانُهُ
يغــدو عليــه ثقيلـةً أكمـامُه
ويــروح عنــه خفيفـةً أَردانـه
لا تَجْــزَع الأَهـواءُ ثـاقبَ رأْيـه
والــرأْيُ مملـوكٌ عليـه مَكـانه
مُســـْتَظْهِرٌ بـــوُلاته فكُفــاتُهُمْ
نـــوّابُه وَثِقـــاتهم أَعــوانه
يعْـــدوهُمُ تـــأْنيبهُ ويَخُصــُّهُمْ
تهـــذيبُه ويَعُمُّهُـــمْ إِحســانهُ
وإِذا انتضــوْا أَقلامهـم لِمُلِمَّـةٍ
أَبصــرتَ مَــنْ كُتّــابُه فرسـانُه
ميثــاقهُ حَــرَمٌ لخــائف بأْسـِه
يُغْنيــك عــن أَيْمـانِهِ إِيمـانهُ
وَقَـفَ الحسـابُ عليـهِ رَكْضَ إِصابةٍ
لا الــبرقُ يـدركها ولا سـَرْعانُه
وثنـى الخطـابَ إِليهِ فضلُ فصاحةٍ
لا قُســـّها منـــهُ ولا ســَحْبانهُ
هـذا وإِن تكـن اتّصـالات العُلـى
تقضــي بسـعدٍ فـالقَران قَرانـهُ
أَمحمـدُ بـنَ علـيّ اعتنـقَ الأَسـى
فكــري فضــاق بفـارسٍ مَيْـدانهُ
ما بالُ حادي المجد مغبرّ المدى
وأخـو الهُوَيْنـا روضـةٌ أَعطـانهُ
هَبْنـي جنيْـتُ علـى نَـداكَ جِنايةً
تُقضــى فــأَين جنـونهُ وجَنـانهُ
وأَنـا الـذي لا عَيْـبَ فيه لقائلٍ
مـا لـم يقُلْ هذا الزمان زمانهُ
فهـلِ المحامِـدُ ضـامِناتٌ عنك لي
مَعْنـىً علـى هـذا البيانِ بيانهُ
وهـي القوافي ما تناظرَ بالنَّدى
إلاّ وقـــام بفضــلِها برهــانهُ
مـا كـان بيـتُ فضـيلةٍ في فارسٍ
إِلاّ ومِـــنْ عربيَّـــتي ســَلْمانهُ
محمد بن نصر بن صغير بن داغر المخزومي الخالدي، أبو عبد الله، شرف الدين بن القيسراني. شاعر مجيد، له (ديوان شعر -خ) صغير. أصله من حلب، وولده بعكة، ووفاته في دمشق. تولى في دمشق إدارة الساعات التي على باب الجامع الأموي، ثم تولى في حلب خزانة الكتب. والقيسراني نسبة إلى (قيسارية) في ساحل سورية، نزل بها فنسب إليها، وانتقل عنها بعد استيلاء الإفرنج على بلاد الساحل. ورفع ابن خلكان نسبه إلى خالد بن الوليد، ثم شك في صحة ذلك لأن أكثر علماء الأنساب والمؤرخين يرون أن خالداً انقطع نسله. قال الصفدي في ترجمته: بعدما سماه (مهذب الدين أو عدة الدين ... حامل لواء الشعر في زمانه...وهو والد موفق الدين خالد وزير نور الدين الشهيد وجاء في أولاده جماعة فضلاء ووزراء وكتاب، وكان هو وابن منير شاعري الشام وجرت بينهما وقائع ونوادر وملح.... وصحب أبا عبد الله ابن الخياط الشاعر وبه تخرج وروى عنه شعره وكان عندي ديوان ابن الخياط وعليه خط ابن القيسراني وقد قرئ عليه ووقفت على ديوانه بخطه من أوله إلى آخره وملكت به نسخة عليها خطه) وقد اورد الصفدي في ترجمته مقامته المعروفة بظلامة الخالدي وهي مقامة طويلة يصف فيها مناما رأى فيه ابا تمام فشكى له واعظا سطا على شعره يمدح به الناس.قال ابن خلكان (أبو عبد الله محمد بن نصر بن صغير بن داغر بن محمد بن خالد بن نصر بن داغر بنعبد الرحمن بن المهاجر بن خالد بن الوليد المخزومي، الخالدي الحلبي الملقب شرف المعاليعدة الدين، المعروف بابن القيسراني، هكذا أملى علي نسبه بعض حفدته...وسمع منه الحافظان أبو القاسم ابنعساكر وأبو سعد ابن السمعاني، وذكراه في كتابيهما، وكذلك ابو المعالي الحظيري، وذكرهفي كتاب الملح أيضا. .. وظفرت بديوانه وجميعه بخطبه وأنا يومئذ بمدينة حلب ونقلت منه أشياء ...وكانت ولادتهسنة 478 بعكا. وتوفي ليلةالأربعاء الحادي والعشرين من شعبان سنة 548 ودفن بمقبرة باب الفراديس)