
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أَقَـــدَّكَ الغصــنُ أَم الــذابلُ
ومُقْلتــاك الهنــدُ أَم بابــلُ
ســِحْران هــذا طــاعنٌ ضــاربٌ
وتلـــك فيهــا خَبَــلٌ خابــل
واكبــدي مِـنْ فـارغٍ لـم يـزل
لــي مــن هَــواه شـُغُلٌ شـاغل
ظبْــيٌ مــتى خــاتلته قانصـاً
رجعـــت والمُقْتَنــص الخاتــل
لِمَّتُــــه أَم أَرقـــمٌ هـــائِجٌ
ذا ســائِف طــوراً وذا نابــل
يشــربُ كأْســاً طلَعـتْ فـي يـدٍ
كوكبُهـــا فـــي قمــرٍ آفــل
كـــأَنه والجــامُ فــي كفــه
بــدر الـدُّجى فـي شـَفَقٍ ناهـلُ
غصـنُ النَّقـا يحمـل شمسَ الضحى
يـا حبّـذا المحمـول والحامـلُ
أَســمرُ كالأســمر مــن لحظــه
لــه ســِنان جيــدُه العامِــلُ
مَلاحـــةٌ بالبخـــل مقرونـــةٌ
كـــلُّ مَليـــحٍ أَبــداً باخــلُ
إِذا نــأَى مثَّلــه فـي الكَـرى
هــواه فهـو القـاطع الواصـلُ
أَشـكو ضـنا جسـمي إِلـى خصـره
وكيـف يشـفي الناحـلَ الناحـلُ
يُنكِــرُ مــا أَلقـاه مـن صـَدِّهِ
وأَيُّ فعـــل مــا لــه فاعــل
مَـنْ لـي علـى البُعـد بميعادِه
وإِنْ لــواني دَينِــيَ الماطِــلُ
وكيـف لـي بالوَصـْل مـنْ طيفـه
وذو الهــوى يُقْنِعــه الباطـل
أَرى دِمـاءَ الأُسـْد عنـد الـدُّمى
أُنْظُـرْ مَـنِ المقتـولُ والقاتـل
مِـنْ كـلّ لاهـي القلـب من ذاهلٍ
بــه فســلْ أَيُّهمــا الــذاهلُ
يـا صـاحِ ما أَحلى مَذاقَ الهوى
لــو كــان فيـه عـاذِلٌ عـادِل
مـا لِـيَ لا أَلحـظ عيـنَ المَهـا
إِلاّ دهــاني ســِرْبها الخــاذل
ومــا لَــه ينْفِــر مـن لِمَّـتي
كـــأَنه مـــن أَســـدٍ جافِــلُ
مــا زال يُنْســي نـأْيُه هَجْـرهُ
حتّــى لأَنســى عــامَه القابـل
قضـــيّة جـــائِرة مــا لهــا
غيــرُ مُجيــر الـدين مستاصـِل
وكيـف أَخشـى مـن لطيـف الحشا
ظُلْمـاً وتـاج الدولـة الـدائل
كثَّـــرَ حُســـّاديَ حــتى لقَــدْ
تنبّـــه الهاجـــد والغافــل
وكـاد يُعْطـي فـي نَـداه الصِّبا
لــو أَنّ شـيْباً بالنّـدى ناصـل
القــائدُ الخيــلَ مغافيرُهــا
يــزأَرُ فيهــا الأَسـد الباسـلُ
مُشـــَمِّرٌ للبــأس عــن ســاقه
والجيــش فــي عِثْيــره رافـلُ
مـاضٍ فمـا أَورد صـادي القنـا
إِلاّ تـــروّى الأَســـَلُ النّاهــل
ينــاهز الأَعــداء مَــنْ عُرْفُـهُ
غــازٍ بأَنفــال العُلـى قافِـل
لــم ينــجُ مِـنْ سـطوته عانـدٌ
ولــم يَخِــبْ فــي ظِلِّــه آمـل
يُزْجي الندى حتّى إِذا ما اعتدى
فالــدَّمُ مــن ســطوته هاطــلُ
مـا سـاجَلَتْهُ المُـزْن إِلاّ انثنى
مُســْتحيِياً مِــنْ طَلِّـه الوابـلُ
لا يتنـــاهى فَيْـــضُ معروفِــه
وأَيُّ بحـــرٍ مـــا لَــهُ ســحلُ
ســـَما بـــه نــابِهُ آبــائِه
حيــنَ أَســَفّ النســب الخامـل
وامتــاز بـالعلم علـى أَهلـه
وهـل يسـاوي العـالمَ الجاهـل
يـا مُحْيـيَ العـدل ويـا مُسـْرِف
البـذل فـأَنت الجـائر العادل
يـا أَنصـتَ النـاسِ إِلـى حكمـةٍ
يقبلهــا مَــنْ ســَمْعُه قابِــل
عَلا بـــك الفضـــلُ ذرى هِمَّــةٍ
عـن غُـرَّة الشـِّعْرى لهـا كاهـل
لـولا سـنا فضـلك يَجْلـو الدُّجى
مــا عُـرِف المفضـولُ والفاضـل
ولــم يغـامر جـودَك المعتفـي
ولــم يجــانب مجـدَك العـادل
فمـــن يكــن خَــصَّ بمعروفــه
فــأَنت مَــنْ إِحســانُه شــاملُ
بـوركتَ مـن غيـثٍ إذا مـا همى
روَّض منـــه الأَمَـــلُ الماحِــل
إِنْ هــزَّك العـزمُ فيـا طالمـا
أُرهِــف منـك الصـارمُ القاصـِل
ســيفٌ مــتى أَمّ نفـوس العِـدى
صــمَّم والنّصــر بهــا كافــل
فكنــتَ كالشـّمس سـمَتْ إِذ سـَمتْ
ونورُهــا فــي أُفقهــا ماثـل
وَأَيْـنَ يَنْـأَى مـن قلـوب الورى
مَــن حُبّــه فــي كلِّهـا نـازل
فـابْقَ حَيـاً يُنْبِـت رَوْضَ المنـى
وأَيْــن مِــنْ أَفعالـك القـائل
ودُمْ فمــا دُمْـتَ منـارَ الهُـدى
فللمعــــالي ســـَنَنٌ ســـابل
محمد بن نصر بن صغير بن داغر المخزومي الخالدي، أبو عبد الله، شرف الدين بن القيسراني. شاعر مجيد، له (ديوان شعر -خ) صغير. أصله من حلب، وولده بعكة، ووفاته في دمشق. تولى في دمشق إدارة الساعات التي على باب الجامع الأموي، ثم تولى في حلب خزانة الكتب. والقيسراني نسبة إلى (قيسارية) في ساحل سورية، نزل بها فنسب إليها، وانتقل عنها بعد استيلاء الإفرنج على بلاد الساحل. ورفع ابن خلكان نسبه إلى خالد بن الوليد، ثم شك في صحة ذلك لأن أكثر علماء الأنساب والمؤرخين يرون أن خالداً انقطع نسله. قال الصفدي في ترجمته: بعدما سماه (مهذب الدين أو عدة الدين ... حامل لواء الشعر في زمانه...وهو والد موفق الدين خالد وزير نور الدين الشهيد وجاء في أولاده جماعة فضلاء ووزراء وكتاب، وكان هو وابن منير شاعري الشام وجرت بينهما وقائع ونوادر وملح.... وصحب أبا عبد الله ابن الخياط الشاعر وبه تخرج وروى عنه شعره وكان عندي ديوان ابن الخياط وعليه خط ابن القيسراني وقد قرئ عليه ووقفت على ديوانه بخطه من أوله إلى آخره وملكت به نسخة عليها خطه) وقد اورد الصفدي في ترجمته مقامته المعروفة بظلامة الخالدي وهي مقامة طويلة يصف فيها مناما رأى فيه ابا تمام فشكى له واعظا سطا على شعره يمدح به الناس.قال ابن خلكان (أبو عبد الله محمد بن نصر بن صغير بن داغر بن محمد بن خالد بن نصر بن داغر بنعبد الرحمن بن المهاجر بن خالد بن الوليد المخزومي، الخالدي الحلبي الملقب شرف المعاليعدة الدين، المعروف بابن القيسراني، هكذا أملى علي نسبه بعض حفدته...وسمع منه الحافظان أبو القاسم ابنعساكر وأبو سعد ابن السمعاني، وذكراه في كتابيهما، وكذلك ابو المعالي الحظيري، وذكرهفي كتاب الملح أيضا. .. وظفرت بديوانه وجميعه بخطبه وأنا يومئذ بمدينة حلب ونقلت منه أشياء ...وكانت ولادتهسنة 478 بعكا. وتوفي ليلةالأربعاء الحادي والعشرين من شعبان سنة 548 ودفن بمقبرة باب الفراديس)