
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أَبْـــدى الســـُلُوَّ خديعـــة للاّئِمِ
وَحَنـا الضـّلوعَ علـى فـؤادٍ هـائِمِ
ورأَى الرّقيـبَ يَحُـلُّ ترجمـةَ الهوى
فاســتقبلَ الواشــي بثغـرٍ باسـم
ومضــى يُناضــِل دونَــه كتمــانه
مــا الحــبّ إِلاّ للمحــب الكـاتم
مــن فَــضَّ خَتْـمَ لسـانِه عـن سـِرِّه
ختمـــت أَنــاملَه ثنيّــةُ نــادِم
ومُهَفْهَــفٍ لعِــبَ الصــِّبا بقَـوامِه
لَعِـبَ النُّعـامى بالقضـيب النـاعم
حَــرَمَ الوِصــالَ وأُرْهِفَـتْ أَجفـانُهُ
فأَتــاك ينظـر صـارماً مِـنْ صـارم
وَلَكَــمْ جـرى طرْفـي يعـاتِبُ طَرْفَـه
لـو يسـمعُ السـّاجي حـديث السّاجِم
إِنــي لأرْحَـمُ نـاظريْه مـن الضـَّنا
لــو أَنّ مرحومــاً يَــرِقُّ لِراحــم
للــهِ موقفُنـا وقـد ضـرَب الـدُّجى
سـِتراً علينـا مـن جُفـون النـائِم
وفمــي يُقَبّــلُ خاتِمــاً فـي كفـه
قُبَلاً تغــالط عــن فــمٍ كالخـاتم
كيـف السـّبيلُ إِلـى مَراشـِفِ ثَغْـره
عيـنُ الرّقيـب قـذاةُ عيْـن الحائِم
نَلْحـى الوُشـاةَ وإِنّ بيـن جُفوننـا
لَمَــدامعاً تَســْعى لهــا بنمـائِم
يـا أَيُّهـا المُغْـرى بأَخبار الهوى
لا تُخْــدَعَنّ عنــا لخـبير العـالم
إِســْأَل فَــدَيْتُك بالصـبابة لِمَّـتي
واسـأَلْ بنُـورِ الـدين صَدْرَ الصارِم
ومُعَطّفــــاتٍ ترتمــــي بأَجنَّـــةٍ
ومُثَقَّفــــاتٍ تهتـــدي بلَهـــاذِم
ومُسـَوَّمات لسـت تـدري فـي الـوغى
بقـــوائِم يُـــدْرِكْن أَم بقــوادمِ
كـلُّ ابـن سابقةٍ إِذا ابتدر المَدى
فلغيـــر غُرَّتِــه يميــنُ اللاطــم
يرمــي بفارســه أَمــامَ طريــده
حـتى يُـرى المهـزومُ خَلْـفَ الهازم
يُنْمـى إِلـى مَلِـكٍ إِذا قُسـِم النّدى
والبـأْسُ كـان المُكتنـى بالقاسـم
مُتَســَرْبِلٌ بــالحزم سـاعةَ تَلْتقـي
حَلَـقُ البِّطـان علـى جـواد الحازم
مـا بَيْـنَ مُنْقَطَـع الرِّقـاب وسـيْفه
إِلاّ اتصـــالُ يمينـــه بالقــائِم
سـامَ الشـآم ويـا لَهـا مِـن صفقةٍ
لـولاه مـا أَعْيَـتْ علـى يـد سـائم
وَلَشــَمَّرَتْ عنهـا الثّغـور وأَصـبحت
فيهـا العواصـم وهـي غيـرُ عواصم
تلـك الـتي جَمَحَـتْ علـى مَنْ راضها
ودعــوْتَ فانقــادتْ بغيـر شـكائم
وإِذا ســعادتُك احتَبَـتْ فـي دوْلـةٍ
قـام الزّمـان لهـا مَقـام الخادم
يا ابن الملوك وحسبُ أَنصار الهدى
مـا عنـدَ رأْيـك مـن ظُـبىً وعزائِم
قـومٌ إِذا انتضـت السـيوفَ أَكفُّهـم
قلـتَ الصـواعقُ فـي مُتـون غمـائِم
مــن كـل منصـور البيـان بعُجمـةٍ
وهـل الأُسـود الغُلْـبُ غيـرُ أعـاجم
أَو مُفْصـِحٍ يَقْري الصّوارم في الوَغى
أَســخى هنــاك بنفسـه مـن حـاتِم
حصــــِّنْ بلادك هيْبـــةً لا رهبـــةً
فالـدِّرعُ مـن عُـدَدِ الشجاع الحازم
وارْمِ الأَعــادي بــالعَوادي إِنهـا
كَفلَــتْ بفَــلّ قــديمهم والقـادم
أَهلاً بمــا حملــتْ إليـك جيـادُهم
مـا فـي ظهـور الخيـلِ غيرُ غنائِم
واسـأَل فـوارسَ حاكموك إِلى القنا
فـي الحرب كيف رأَوْا لسان الحاكم
تلـك العَوامـلُ أَيّ أَفعـال العـدى
مــا ســكّنتْ حركاتهــا بجــوازم
هيهــاتَ يَطْمَــع فـي محلّـك طـامعٌ
طـال البنـاءُ علـى يميـن الهادم
كلّفـــتَ همتــك العُلُــوَّ فحلَّقــتْ
فكأَنّمــا هــي دعــوةٌ فـي ظـالم
قَطَنَـتْ بأَوطـان النجـوم فكـمْ لها
مــن مــاردٍ قَـذَفَت إِليـه براجـم
أَنشــأْتَ فــي حلـب غَمامـة رَأْفَـةٍ
أَمـــددت دِيمتَهـــا بنَــوْءٍ دائِم
أَلحقـتَ أَهـل الفقـر فيها بالغِنى
أَمْــنُ المؤمَّــلِ ثــروةٌ للعــادِمِ
وأَظـنّ أنّ النـاس لمّـا لـم يـرَوْا
عــدلاً كعــدلك أَرجفـوا بالقـائِم
فَتَهَــنَّ أَوصــاف العُلــى منظومـةً
فالــدُّرُّ أَنْفَســُه بكــفّ النــاظم
جاءتـك فـي حُلَـلِ النّباهـة حاسِراً
تختــال بيــن فضــائل ومكــارم
عربيـــة أَنســابُها لــو أَنهــا
لحقــت أُميّــةَ لانْتَمَــتْ فـي دارم
وَتَمَــلَّ غُــرَّةَ كــلِّ فِطْــرٍ بعــدهُ
مُتَســَرْبِلاً أَســنى ثــواب الصـائم
لا زامـل وجهُـك فـي عقـود سـُعوده
بــدرَ التَّمــام مُقَلّــداً بتمـائم
محمد بن نصر بن صغير بن داغر المخزومي الخالدي، أبو عبد الله، شرف الدين بن القيسراني. شاعر مجيد، له (ديوان شعر -خ) صغير. أصله من حلب، وولده بعكة، ووفاته في دمشق. تولى في دمشق إدارة الساعات التي على باب الجامع الأموي، ثم تولى في حلب خزانة الكتب. والقيسراني نسبة إلى (قيسارية) في ساحل سورية، نزل بها فنسب إليها، وانتقل عنها بعد استيلاء الإفرنج على بلاد الساحل. ورفع ابن خلكان نسبه إلى خالد بن الوليد، ثم شك في صحة ذلك لأن أكثر علماء الأنساب والمؤرخين يرون أن خالداً انقطع نسله. قال الصفدي في ترجمته: بعدما سماه (مهذب الدين أو عدة الدين ... حامل لواء الشعر في زمانه...وهو والد موفق الدين خالد وزير نور الدين الشهيد وجاء في أولاده جماعة فضلاء ووزراء وكتاب، وكان هو وابن منير شاعري الشام وجرت بينهما وقائع ونوادر وملح.... وصحب أبا عبد الله ابن الخياط الشاعر وبه تخرج وروى عنه شعره وكان عندي ديوان ابن الخياط وعليه خط ابن القيسراني وقد قرئ عليه ووقفت على ديوانه بخطه من أوله إلى آخره وملكت به نسخة عليها خطه) وقد اورد الصفدي في ترجمته مقامته المعروفة بظلامة الخالدي وهي مقامة طويلة يصف فيها مناما رأى فيه ابا تمام فشكى له واعظا سطا على شعره يمدح به الناس.قال ابن خلكان (أبو عبد الله محمد بن نصر بن صغير بن داغر بن محمد بن خالد بن نصر بن داغر بنعبد الرحمن بن المهاجر بن خالد بن الوليد المخزومي، الخالدي الحلبي الملقب شرف المعاليعدة الدين، المعروف بابن القيسراني، هكذا أملى علي نسبه بعض حفدته...وسمع منه الحافظان أبو القاسم ابنعساكر وأبو سعد ابن السمعاني، وذكراه في كتابيهما، وكذلك ابو المعالي الحظيري، وذكرهفي كتاب الملح أيضا. .. وظفرت بديوانه وجميعه بخطبه وأنا يومئذ بمدينة حلب ونقلت منه أشياء ...وكانت ولادتهسنة 478 بعكا. وتوفي ليلةالأربعاء الحادي والعشرين من شعبان سنة 548 ودفن بمقبرة باب الفراديس)