
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
لــم لا تســيل لَـكَ العُيـون دِماءهـا
أَو لَيــسَ وَجهــك نُورهــا وَضــياءها
وَعَلـى م يـا كَهـف الأَرامـل لَـم تـذب
مِنــا القُلــوب ألـم تَكُـن سـوداءها
يــا غاديــاً بِحفــاظ ملــة أَحمَــد
مهلا فَلا تَشــــمت بِهـــا أَعـــداءها
شــَيخ العراقيـن الَّـذي اِجتَمعـت بِـهِ
أَعــداد فَضــل لَــم نطــق احصـاءها
نَفــس لَــهُ طـابَت فـودَّت أَنفـس الـد
دُنيــا جَميعــاً أَن تَكُــون فِــداءها
وَصـــَفت ســـَريرته فَلَـــو فَتشــتها
أَنكــرت مِــن بِنـت الكُـروم صـَفاءها
حَملـــت جَنـــازته رِقـــاب مَعاشــر
مِـــن راحَـــتيهِ تَطــوقت نَعماءهــا
نَعـــم كَـــأطواق الحَمــام تلامعــت
بطلا الكِــرام فَلــم تَطــق إخفاءهـا
وَبِــهِ مرَرَنــا فـي جَـداول قَـد جَـرَت
دَفعـــاً وَكـــانَ مســبّباً إجراءهــا
أَرض الغـــريّ وَقبــل كــانَت مَيتــة
فَاِنصـــاع وَهُــوَ مبــادر إحياءهــا
أَلقــى بِواديهــا الشـَريف عَصـاً لَـهُ
كَعَصـــا الكَليــم فَفجــرّت صــمّاءها
أَحيــا بِــهِ البيـدا فَتلـك طُيورَهـا
مَهمــا اِحتَسـَت أَهـدَت إِلَيـهِ دُعاءَهـا
لَــو أَن نــاراً تَشــتَكي عَطَشــاً لَـهُ
لَأَبـــلّ وَهِـــيَ صـــَحيحة أَحشـــاءها
لاقَــت مَجــاري المــاء جثــةَ ناسـِكٍ
أَفنـــى بِطاعَـــة رَبّـــهِ أَعضــاءَها
مــا طَهَّرتــه بِمائهــا مِــن ريبــة
بـــل إنَّــهُ وَاللَــه طَهَّــر ماءَهــا
ضــَجّ الــوَرى مُــذ غَســَّلوه كَأَنَّمــا
أَيـــدي المغســل قَلَّبــت أَحشــاءَها
أَسـَفاً لَقَـد عقـدوا الرِداءَ عَلى أَمري
عَقــدت عَلَيــهِ المكرمــات رداءهــا
وَمَشــَت مَلائِكــة الســَما زمـراً إِلـى
جَنــبيهِ لَــو كشــف الإِلَــه غَطاءَهـا
وَبَكَــت بُكــاء الثــاكلات وَلَـم أَخـل
إِلّا عَلــى الــدين الحَنيــف بكاءهـا
لا غـــروَ أَن مَطــرت عَلَيــهِ ســَحائب
تَركـــت كلجـــة زاخـــر بِطحاءهــا
وَدّت مَلائكـــة الســَماء لَــو أَنَّهــا
قَـــد غَســـَّلته فَأَســبلت أَنواءهــا
فَهُنـــاك نـــادوا لِلصـــَلاة وَإِنَّــهُ
مِمَــن يُجيــب إِلــى الصـَلاة نِـداءها
وَعَلَيـــهِ كَبَّـــرت الأَكــفّ وَقبــل ذا
كَــم أَكــثروا فــي شـُكره إِيماءهـا
وَأَروه وَالعَليـــا مَعـــاً بِقَـــرارة
يَســـتاف كُـــل موحـــد حَصـــباءها
هُــوَ نعمــة للعــالمين فَــإِن مَضـى
كَرهــت نُفــوس العــارِفين بقاءَهــا
تَتَنـــاوح العلمــا بحافــة قَــبره
كُـــل تَـــراه بَصـــخرها حنســاءها
ملــك قَــد اتخــذ العَطــاء فَريضـة
فَبهمــــه أَن يَعجلــــن أَداءهــــا
أَن تَبكـــه حُزنـــاً شــَريعة أَحمَــد
فَلَقَـــد بَكَــت رَجلاً يشــيد بِناءهــا
وَيَحـــوط بيضــتها وَيَحمــي ثَغرَهــا
وَيَـــذود عَنهــا مرغمــا اعــداءها
وَبعبئهــا قَــد قــامَ مضـطلعاً وَقَـد
عَجــز الــوَرى أَن يَحملـوا أَعباءَهـا
صـــَفّى وَهَـــذب بِالرِياضـــة نَفســه
وَلِـــوَجه خـــالقه أَطــالَ عَناءَهــا
وَلَعَلهـــا مـــا اتعبتـــه لِأَنَّهـــا
قَدســـية لَـــم تَتَبـــع أَهواءَهـــا
مـــا رَأيـــه إِلا شـــبا صمصـــامةٍ
صــَقلت فَهــاب الكــافِرون مضــاءَها
وَتَــراه يقـدم فـي الخطـوب مبـادراً
إِذ لا يُبــالي مــا يَكُــون وَراءَهخـا
وَلربمـــا دَهَــت البِلاد ملمــة قَــد
أَذهَلـــت مِـــن أَهلِهـــا آراءهـــا
فحمــى كَمــا يَحمـي السـموأل بَلـدة
شــَكَت العَــدو لَــهُ فَحــاطَ فَناءَهـا
يـا ديمـة الـوادي الَّذي يَغني الوَرى
إِن أَردفــت شــهب الســِنين غلاءهــا
يـا منهـل الصـادي الَّـذي مـا أَعطشت
مِـــن مُهجـــة الأَوكـــان رواءهـــا
يـا لَيثنـا العادي عَلى القَوم الأَولى
قَــد أَضــمرت بَــل أَظهـرت بغضـاءها
فَلأَبكينــــك مـــا شـــدت قَمريـــة
فَـــوق الأَراك وَجـــاوَبت وَرقاءهـــا
وَعَليــك إِســماعيل بِالصــَبر الَّــذي
قَــد أَوصــَت الحكمــا بِـهِ أَبناءَهـا
فز بالعلى يا ابن العلى وَأَخا العلى
إِن العُلــى عقــدت عَليــك لِواءهــا
وَحكيـــت بِالعَليــا أَبــاك وَإِنَّمــا
شــَرف البَنيــن إِذا حَكَــت آباءهــا
يمنــاك قَــد خَلقــت لَنــا مَبسـوطة
كَيميـــن حـــاتم لا تمــل عَطاءَهــا
مِــن قــاس فيـكَ سـِواكَ فَهُـوَ مجـادل
إِذ قــاسَ بِــالطُود الأَشــم هباءهــا
فَســَقَت ضــَريح أَبيــك ديمــة رَحمـة
حلَّــت عَلَيــهِ يَــد الإِلَــه وَكاءهــا
وَتَـــوكلت فيـــهِ مَلائكـــة الســَما
زُمـــراً تَطُــوف صــباحها وَمَســاءَها
جعفر بن حمد بن محمد حسن بن عيسى كمال الدين.شاعر عراقي، من أهل الحلة، ولد في إحدى قراها واشتهر في النجف.وفي (شعراء الحلة) للخاقاني، نماذج من شعره ونثره.له (الجعفريات -ط) في رثاء أهل البيت، و(سحر بابل وسجع البلابل -ط) من شعره.