
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
هَـل الـدَهر ذُو سَمع يَعي فأعاتبه
أَفـي كُـل يـوم تَنتَحينـا مَصائبه
وَمَهمـا بَـدَت شـَمس النَهار تَلفعت
بِنقــع أثـارته عَلَينـا كَتـائبه
لَـهُ السـلم أَنـا لا نطيـق دِفاعه
يحاربنـا جَهـراً وَلَسـنا نُحـاربه
وَمن غالب الدَهر الخؤون وَإِن يَصل
عَلَيـهِ بِفتك القَلب فَالدَهر غالبه
هُـوَ الـدَهر مثل اللَيث مَهَّد ظَهره
لِيُركـب لَكـن كَيـفَ يَـأمَن راكبـه
فَقـل لملـوك أُلبِسـوا تاج ملكهم
لَقَد لبسوا ما الدَهر لا بد سالبه
فَلا يَفرَحـوا في غَفلة الدَهر عَنهُم
فَعمــا قَليــل يَنتَبهـن عَقـاربه
إِذا لَســبت قَومـاً عَقـارب صـرفه
فَهَيهـات أَن يَرقـى الَّذي هُوَ لاسبه
ردىً لَـم يَـزل يَردي رؤوس قَبيلنا
وَلَيـسَ يُـدانيهم وَلَسـنا نطـالبه
وَإنـا أُنـاس لَـم ترعنـا كَتيبـة
وَلَكننـا لَـم نمح ما اللَه كاتبه
وَكَـم قُضـبنا فلَّـت قَواضـب معشـر
لـو الدَهر كانَت مِن حَديد قَواضبه
أَيَغـدو حسين حَيث لم تصلت الظبا
وَلا صــهلت بَيـنَ الصـُفوف سـَلاهبه
وَلا ســَدَّدت ملـس الأَنـابيب دُونـه
وَلا صـين فـي نباذة النَبع جانبه
فَمـا باله أَعطَى يَد السلم طايعا
فَهَــل غَفلــت أَعمـامه وَأَقـاربه
نعـم جئتـه يـا مَـوت طالب رَوحه
سـؤالاً فأَعطـاك الَّـذي أَنتَ طالبه
وَإِنَّـك لَـو جـاذبته الـروح عنوة
أَراكَ المَنايا السُود حينَ تجاذبه
ذهبـت حسـيناً بِالسـَماحة وَالتُقى
وَبعـدك بَيـت المَجد ضاعَت مَذاهبه
غَـدَوت وَنضـو العـز أَهمله القَضا
وَمـن نَبغـه فليحمل الحَبل غاربه
وَقَفنـا صـُفوفاً فـي جَـوانب قَبره
فَلِلّـه مـن هيلـت عَليـهِ جَـوانبه
وَللكــل مِنــا زَفـرة بَرّحـت بِـهِ
تَعــطّ حَوايــاه بِهــا وَترائبـه
غَنينـا فَلـم نَنضـح مِياهاً بِقَبره
لمـا بلَّـه مِن لُؤلؤ الدَمع ذائبه
أُعـاتب قَـبراً ضـمَّن المَجـد لحده
وَربَّ فَصـــيح للجمــاد يُعــاتبه
عَتبــت وَلــم أَطـع بـردّ جَـوابه
كَغيلان فــي ربــع لمـيٍّ يخـاطبه
فَيـا ماجداً قَد خَصَّه اللَه بِالتُقى
وَعَمَّـت جَميـع المُسـلِمين مَـواهبه
لَـو أَنَّ اِبـن عُمـران رآك مشـمّراً
لِنَفـع اليَتـامى ظَـنّ إِنـكَ صاحبه
تَعاهـدهم بِالمـال صـُبحاً وَرَوحـة
فَكُــل يَــتيم ظــنّ إنَّـكَ كاسـبه
وَرَأَيــك وَحـي لَـم يَخُنـك بِمشـهد
كَمـا سـَيف عمرو لَم تَخنهُ مَضاربه
وَلـولا بُنـوك الأَكرمـون لَمـا رقت
مَـدامعنا وَالوَجـد لَـم يَطف لاهبه
وَمـاذا يضـُّر المَجد إِن غاب بَدره
وَلاحَـت كَمـا لاحَ المَنـار كَـواكبه
لَقَـد نـابَ عَنهُ في المَكارم نَجله
كَمـا نـابَ مَنصـوص الإِمامة نائبه
يَكـاد يُحـاكي كَفه الغَيث إِن هَمى
وَلَكنـه قَـد يَفـزع النـاس حاصبه
وَيَشـبه البَحـر الخضـمّ إِذا طَمـا
وَلَكنـه قَـد يَـذمم البَحـر شاربه
زَكــى جـدُّه بَيـنَ الأَنـام وَمَجـده
فَيا لَيتَ شعري ما يَرى فيهِ ثالبه
وَمــا صــنعه للمكرمـات تطبُّعـا
لِيعتادهـا لكنمـا الطَبـع جاذبه
يَـرى لاعِبـاً لَكنمـا الجـدّ لعبـه
فَأَمــا يَــتيم أَو سـِنان يُلاعبـه
لَـهُ الغُرة البَيضا فَإِن جاءَ وافد
تَهلّـل حَتّـى قـارن البَـدر حاجبه
فَهُـم مثل ماء المُزن ما ذم ساعة
أَوائلـــه مَحمـــودة وَعَــواقبه
فَيـا لَيتَ بَيت المَجد لا غابَ أَهله
وَيا لَيتَ بَيت اللؤم لا عادَ غائبه
خُـذوها كَعقـد الـدر ثاقب فكرتي
جَلاهـا وَيَـدري قيمـة الدر ثاقبه
وَلـو يَملـك الإِنسـان مقدار فهمه
إِذا كُل ما تَحت السما انا صاحبه
وَلا عَجـب أَن يَحـرم المـال عاقـل
وَيرزقـه مَـن لَيـسَ تَحصـى معايبه
فَكـم عارض يَجري عَلى الصَخر ماؤه
وَيَهـوي بِـأَرض تنبت الشيح حاصبه
سـَقت جـدثا فيـهِ الحسـين سَحائب
مِـن العَفو مَبعوث مِن اللَه ساكبه
وَصــارَ لاملاك الســَموات مهبطــاً
فَقَـد ضـَمّ نَـدباً ليسَ يَفزع نادبه
جعفر بن حمد بن محمد حسن بن عيسى كمال الدين.شاعر عراقي، من أهل الحلة، ولد في إحدى قراها واشتهر في النجف.وفي (شعراء الحلة) للخاقاني، نماذج من شعره ونثره.له (الجعفريات -ط) في رثاء أهل البيت، و(سحر بابل وسجع البلابل -ط) من شعره.