
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
إِذا مُـتُّ فَـادْفِنِّي إِلَى أَصْلِ كَرْمَةٍ
تُـرَوِّي عِظامِي فِي التُّرابِ عُرُوقُها
وَلا تَــدْفِنَنِّي بِــالْفَلاةِ فَــإِنَّنِي
أَخـافُ إِذا مـا مُتُّ أَنْ لا أَذُوقُها
أُباكِرُهـا عِنْـدَ الشـُّرُوقِ وَتـارَةً
يُعـاجِلُنِي بَعْـدَ الْعِشـِيِّ غَبُوقُهـا
وَلِلْكَــأْسِ وَالصـَّهْباءِ حَـقُّ مُنَعَّـمٍ
فَمِـنْ حَقِّهـا أَنْ لا تُضـاعَ حُقُوقُها
أُقَوِّمُهــا زِقّــاً بِحِــقٍّ بِــذاكُمُ
يُسـاقُ إِلَيْنـا تَجْرُهـا وَنَسـُوقُها
وَعِنْـدِي عَلَـى شُرْبِ الْعُقارِ حَفِيظَةٌ
إِذا ما نِساءُ الْحَيِّ ضاقَتْ حُلُوقُها
وَأُعْجِلْـنَ عَـنْ شـَدِّ الْمَـآزِرِ وُلَّهاً
مُفَجَّعَـةَ الْأَصـْواتِ قَـدْ جَـفَّ رِيقُها
وَأَمْنَـعُ جـارَ الْبَيْـتِ مِمَّا يَنُوبُهُ
وَأُكْـرِمُ أَضـْيافاً قِراهـا طُرُوقُها
أَبُو مِحجَن الثَّقَفِيّ، عبد الله بن حبيبِ، أسلمَ سنةَ 9 للهجرة، وكانَ فَارِساً شَاعِراً من معاقِري الخَمْرِ، أَقَامَ عَلَيْهِ عُمَر بن الخطّابِ الحَدَّ مراتٍ وَلم ينْتَهِ فنفاهُ إِلى جزيرةٍ فِي البَحْرِ يُقَال لَهَا "حَضَوْضَى" وَبعث مَعَه حارساً فهربَ مِنْهُ على سَاحل البَحْر، وَلِحَق بِسَعْد بن أبي وَقّاص فحبسَهُ بأمرٍ من عُمَر، ثمَّ تاب عن الخَمْرِ بعد معركةِ القادسيَّةِ ولهُ في ذلك قِصَّةٌ مشهورةٌ، توفِّي في أَذربيجان سنة 30هـ/650م.