
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
لَـوْ كُنْـتُ أَبْكِي لِلْحُمُولِ لَشَاقَنِي
لِلَيْلَـى بِـأَعْلَى الْوَادِيَيْنِ حُمُولُ
يُطَالِعُنـا مِـنْ كُـلِّ حِـدْجٍ مُخَـدَّرٍ
أَوَانِــسُ بِيــضٌ مِثْلُهُــنَّ قَلِيـلُ
يُشـَبِّهُها الـرَّائِي مَهـاً بِصَرِيمَةٍ
عَلَيْهِـنَّ فَيْنَـانُ الْغُصـُونِ ظَلِيـلُ
عَقِيلَتُهُــنَّ الْهَيْجُمَانَـةُ عِنْـدَها
لَنَـا لَـوْ تُحَيّـا نَعْمَـةٌ وَمَقِيـلُ
وَفِتْيَـانِ صـِدْقٍ قَـدْ بَنَيْتُ عَلَيْهِمُ
خِبَــاءً بِمَوْمَــاةِ الْفَلَاةِ يَجُـولُ
كَمَا جَالَ مُهْرٌ فِي الرِّبَاطِ يَشُوقُهُ
عَلَـى الشَّرَفِ الْأَقْصَى الْمَحَلِّ خُيُولُ
تَلَاقَـتْ بَنُـو كَعْـبٍ وَأَفْنَاءُ مَالِكٍ
بِـأَمْرٍ كَصـَدْرِ السـَّيْفِ وَهْوَ جَلِيلُ
تَـرَى كُلَّ مَشْبُوحِ الذِّرَاعَيْنِ ضَيْغَمٍ
يَخُــبُّ بِــهِ عَـارٍ شـَوَاهُ عَسـُولُ
أَغَـرَّ مِـنَ الْفِتْيَانِ يَهْتَزُّ لِلنَّدَى
كَمَـا اهْتَـزَّ عَضْبٌ بِالْيَمِينِ صَقِيلُ
كَـأَنَّ الْمَـذَاكِي حِينَ جَدَّ جَمِيعُنا
رَعِيــلُ وُعُــولٍ خَلْفَهُــنَّ وُعُـولُ
عَلَيْهِــنَّ أَوْلَادُ الْمُقَـاعِسِ قُرَّحـاً
عَنَاجِيــجُ فـي حُـوٍّ لَهُـنَّ صـَهِيلُ
كَـأَنَّ عَلَـى فُرْسـَانِها نَضْخَ عَنْدَمٍ
نَجِيــعٌ وَمِسـْكٌ بِـالنُّحُورِ يَسـِيلُ
إِذَا خَرَجَتْ مِنْ غَمْرَةِ الْمَوْتِ رَدَّها
إِلَى الْمَوْتِ صَعْبُ الْحَافَتَيْنِ ظَلِيلُ
فَمَـا تَرَكُـوا في عامِرٍ مِنْ مُنَوِّهٍ
وَلَا نِســـْوَةٍ إِلَّا لَهُـــنَّ عَوِيــلُ
تَرَكْـنَ بَحِيـراً وَالذُّهابَ عَلَيْهِما
مِـنَ الطَّيْـرِ غَايـاتٌ لَهُـنَّ حُجُولُ
سَلامَةُ بْنُ جَنْدَلٍ السَّعْدِيُّ، مِنْ قَبِيلَةِ سَعْدِ بْنِ زَيْدِ مَناةَ بِنْ تَمِيمٍ، شاعِرٌ جاهِلِيٌّ مِنْ المُقِلِّينَ وَأَحَدُ وُصّافِ الخَيْلِ، عَدَّهُ ابْنُ سَلّامٍ مِنْ فُحُولِ الشُعَراءِ ووضعَهُ فِي الطَّبَقَةِ السّابِعَةِ، وَكانَ سلامةُ مِنْ فُرْسانِ قَبِيلَةِ تَمِيمٍ، وَأَكْثَرُ شِعْرِهِ فِي الحَماسَةِ وَالفَخْرِ، وَهُوَ مِنْ شُعَراءِ الأَصْمَعِيّاتِ وَالمُفَضَّلِيّاتِ، تُوُفِّيَ بَعْدَ سَنَةِ 15ق.هـ المُوافَقَةِ لِسَنَةِ 608هـ.