
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
لِغَيْـرِ الْعُلَا مِنِّـي الْقِلَـى وَالتَّجَنُّبِ
وَلَوْلَا الْعُلَا مَا كُنْتُ فِي الْعَيْشِ أَرْغَبُ
مَلَكْـتُ بِسـَيْفِي فُرْصـَةً مَا اسْتَفَادَهَا
مِـنَ الـدَّهْرِ مَفْتُولُ الذِّرَاعَيْنِ أَغْلَبُ
لَئِنْ تَـكُ كَفِّـي مَـا تُطَـاوِعُ بَاعَهَـا
فَلِـي فِـي وَرَاءِ الْكَـفِّ قَلْـبٌ مُـذَرَّبُ
وَلِلْحِلْــمِ أَوْقَـاتٌ وَلِلْجَهْـلِ مِثْلُهَـا
وَلَكِـنَّ أَوْقَـاتِي إِلَـى الْحِلْـمِ أَقْرَبُ
أَصـُولُ عَلَـى أَبْنَـاءِ جِنْسـِي وَأَرْتَقِي
وَيُعْجِــمُ فِــيَّ الْقَــائِلُونَ وَأُعْـرِبُ
يَــرَوْنَ احْتِمَــالِي عِفَّـةً فَيَرِيبُهُـمْ
تَــوَفُّرُ حِلْمِــي أَنَّنِـي لَسـْتُ أَغْضـَبُ
تَجَــافَيْتُ عَـنْ طَبْـعِ اللِّئَامِ لِأَنَّنِـي
أَرَى الْبُخْـلَ يُشـْنَا وَالْمَكَارِمَ تُطْلَبُ
وَأَعْلَـمُ أَنَّ الْجُـودَ فِي النَّاسِ شِيمَةٌ
تَقُـومُ بِهَـا الْأَحْـرَارُ وَالطَّبْعُ يَغْلِبُ
فَيَـا ابْـنَ زِيَـادٍ لَا تَرُمْ لِي عَدَاوَةً
فَـإِنَّ اللَّيَـالِي فِـي الْـوَرَى تَتَقَلَّبُ
وَيَالِزِيَـادٍ إِنْزَعُـوا الظُّلْـمَ مِنْكُـمُ
فَلَا الْمَـاءُ مَـوْرُودٌ وَلَا الْعَيْـشُ طَيِّبُ
لَقَـدْ كُنْتُـمُ فِـي آلِ عَبْـسٍ كَوَاكِبـاً
إِذَا غَــابَ مِنْهَـا كَـوْكَبٌ لَاحَ كَـوْكَبُ
خُسـِفْتُمْ جَمِيعـاً فِـي بُـرُوجِ هُبُوطِكُمْ
جَهَـاراً كَمَـا كُـلُّ الْكَـوَاكِبُ تُنْكَـبُ
عَنْتَرَةُ بنُ شَدّادٍ مِنْ قَبِيلَةِ عَبسٍ، وَأُمُّهُ حَبَشِيَّةٌ اسْمُها زَبِيبَةٌ، فكانَ أَحَدَ أَغْرِبَةِ العَرَبِ وَهُمْ ثَلاثَةٌ: عَنْتَرَةُ وَخُفافُ بنُ نَدْبَةَ وَالسُّلَيكِ. يُعَدُّ عَنْتَرَةُ أَشْهَرَ فُرْسانِ العَرَبِ وَشُجْعانِهِمْ فِي الجاهِلِيَّةِ، وَقَدْ مَحا عَنْ نَفْسِهِ عارَ مَوْلِدِهِ بِما أَظْهَرَهُ مِنْ شَجاعَةٍ فِي القِتالِ والدِّفاع عنْ قومِهِ، فَاعْتَرَفَ بِهِ أَبُوهُ وَأَلْحَقَهُ بِنَسَبِهِ، وَقد شَهِدَ حَرْبَ داحِسَ وَالغُبَراءِ فَحَسُنَ فِيها بَلاؤُهُ، وَعُرِفَ بِحُبِّهِ لِابْنَةِ عَمِّهِ عَبْلَةَ، وَهُوَ مِنَ الشُّعَراءِ الفُحُولِ المُتَقَدِّمِينَ المُجِيدِينَ، وَأَحَدُ شُعَراءِ المُعَلَّقاتِ، وَقَدْ جَعَلَهُ ابْنُ سَلَّامٍ مِن شُعَراءِ الطَّبَقَةِ السَّادِسَةِ فِي طَبَقاتِهِ، وَتُوُفِّيَ نَحْوَ عامِ 22 ق.هــ.