
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
حَسـَنَاتِي عِنْـدَ الزَّمَـانِ ذُنُـوبُ
وَفِعَـــالِي مَذَمَّـــةٌ وَعُيُـــوبُ
وَنَصــِيبِي مِـنَ الْحَبِيـبِ بِعَـادٌ
وَلِغَيْــرِي الـدُّنُوُّ مِنْـهُ نَصـِيبُ
كُـلُّ يَـوْمٍ يَبْـرَى السـِّقَامَ مُحِبٌّ
مِـنْ حَبِيـبٍ وَمَـا لِسـُقْمِي طَبِيبُ
فَكَـأَنَّ الزَّمَـانَ يَهْـوَى حَبِيبـاً
وَكَــأَنِّي عَلَـى الزَّمَـانِ رَقِيـبُ
إِنَّ طَيْـفَ الْخَيَالِ يَا عَبْلَ يَشْفِي
وَيُـدَاوَى بِـهِ فُـؤَادِي الْكَئِيـبُ
وَهَلَاكِـي فِـي الْحُـبِّ أَهْوَنُ عِنْدِي
مِـنْ حَيَاتِي إِذَا جَفَانِي الْحَبِيبُ
يَـا نَسـِيمَ الْحِجَازِ لَوْلَاكِ تَطْفَى
نَـارُ قَلْبِي أَذَابَ جِسْمِي اللَّهِيبُ
لَــكِ مِنِّــي إِذَا تَنَفَّســْتُ حَـرٌّ
وَلِرَيَّــاكِ مِــنْ عُبَيْلَــةَ طِيـبُ
وَلَقَـدْ نَـاحَ فِـي الْغُصُونِ حَمَامٌ
فَشــَجَانِي حَنِينُــهُ وَالنَّحِيــبُ
بَـاتَ يَشـْكُو فِـرَاقَ إِلْـفٍ بَعِيدٍ
وَيُنَـادِي أَنَـا الْوَحِيدُ الْغَرِيبُ
يَا حَمَامَ الْغُصُونِ لَوْ كُنْتَ مِثْلِي
عَاشـِقاً لَـمْ يَرُقْـكَ غُصـْنٌ رَطِيبُ
فَـاتْرُكِ الْوَجْـدَ وَالْهَـوَى لِمُحِبٍّ
قَلْبُــهُ قَـدْ أَذَابَـهُ التَّعْـذِيبُ
كُـلُّ يَـوْمٍ لَـهُ عِتَابٌ مَعَ الدَّهـ
ــرِ وَأَمْـرٌ يَحَـارُ فِيهِ اللَّبِيبُ
وَبَلَايَــا مَـا تَنْقَضـِي وَرَزَايَـا
مَـا لَهَـا مِـنْ نِهَايَـةٍ وَخُطُـوبُ
سـَائِلِي يَـا عُبَيْـلَ عَنِّي خَبِيراً
وَشـُجَاعاً قَـدْ شـَيَّبَتْهُ الْحُـرُوبُ
فَســَيُنْبِيكِ أَنَّ فِـي حَـدِّ سـَيْفِي
مَلَــكَ الْمَـوْتِ حَاضـِرٌ لَا يَغِيـبُ
وَســِنَانِي بِالــدَّارِعَيْنِ خَبِيـرٌ
فَاسـْأَلِيهِ عَمَّـا تَكُـونُ الْقُلُوبُ
كَـمْ شـُجَاعٍ دَنَـا إِلَـيَّ وَنَـادَى
يَا لَقَوْمِي أَنَا الشُّجَاعُ الْمَهِيبُ
مَـا دَعَـانِي إِلَّا مَضَى يَكْدِمُ الْأَرْ
ضَ وَقَــدْ شـُقَّتْ عَلَيْـهِ الْجُيُـوبُ
وَلِسـُمْرِ الْقَنَـا إِلَـيَّ انْتِسـَابٌ
وَجَــوَادِي إِذَا دَعَــانِي أُجِيـبُ
يَضـْحَكُ السـَّيْفُ فِي يَدِي وَيُنَادِي
وَلَـهُ فِـي بَنَـانِ غَيْـرِي نَحِيـبُ
وَهْـوَ يَحْمِـي مَعِـي عَلَى كُلِّ قِرْنٍ
مِثْلَمَـا لِلنَّسـِيبِ يَحْمِي النَّسِيبُ
فَـدَعُونِي مِـنْ شـُرْبِ كَـأْسِ مُدَامٍ
مِــنْ جَـوَارٍ لَهُـنَّ ظَـرْفٌ وَطِيـبُ
وَدَعُــونِي أَجُــرُّ ذَيْــلَ فَخَـارٍ
عِنْـدَمَا تُخْجِـلُ الْجَبَانَ الْعُيُوبُ
عَنْتَرَةُ بنُ شَدّادٍ مِنْ قَبِيلَةِ عَبسٍ، وَأُمُّهُ حَبَشِيَّةٌ اسْمُها زَبِيبَةٌ، فكانَ أَحَدَ أَغْرِبَةِ العَرَبِ وَهُمْ ثَلاثَةٌ: عَنْتَرَةُ وَخُفافُ بنُ نَدْبَةَ وَالسُّلَيكِ. يُعَدُّ عَنْتَرَةُ أَشْهَرَ فُرْسانِ العَرَبِ وَشُجْعانِهِمْ فِي الجاهِلِيَّةِ، وَقَدْ مَحا عَنْ نَفْسِهِ عارَ مَوْلِدِهِ بِما أَظْهَرَهُ مِنْ شَجاعَةٍ فِي القِتالِ والدِّفاع عنْ قومِهِ، فَاعْتَرَفَ بِهِ أَبُوهُ وَأَلْحَقَهُ بِنَسَبِهِ، وَقد شَهِدَ حَرْبَ داحِسَ وَالغُبَراءِ فَحَسُنَ فِيها بَلاؤُهُ، وَعُرِفَ بِحُبِّهِ لِابْنَةِ عَمِّهِ عَبْلَةَ، وَهُوَ مِنَ الشُّعَراءِ الفُحُولِ المُتَقَدِّمِينَ المُجِيدِينَ، وَأَحَدُ شُعَراءِ المُعَلَّقاتِ، وَقَدْ جَعَلَهُ ابْنُ سَلَّامٍ مِن شُعَراءِ الطَّبَقَةِ السَّادِسَةِ فِي طَبَقاتِهِ، وَتُوُفِّيَ نَحْوَ عامِ 22 ق.هــ.