
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جفــونٌ دمعهــا يجــري
لطــول الصــد والهجـرِ
وقلـــبٌ تــرك الوجــد
بــه جمــراً علـى جمـرِ
لقـد ذقـت الهـوى طعمي
ن مــن حلــوٍّ ومـن مـرِّ
ومــن كـان مِـنَ الأحـرا
ر يســلو ســلوة الحـرِّ
ولا ســيما وفــي الغـر
بـة أودى أكـثر العمـر
تعرّيــت كغصــن البــا
ن بيـن الـورق والخضـر
وشــــاهدت أعاجيبـــاً
وألوانــاً مــن الـدهر
فطــابت بـالنّوى نفسـي
علــى الإمسـاك والفطـر
علـى أنـي من القوم ال
بهاليــل بنــى الغــرّ
بنـى ساسان والحامي ال
حمـى فـي سـالف العصـر
تغرّبنـــا إلــى أنــا
تناءينــا إلــى شــهر
فظــلّ الــبينُ يرمينـا
نــوى بطنـاً إلـى ظهـر
كمـــا تفعــل الريــح
بكُثْـبِ الرمـل فـي البر
فطبنــا نأخــذ الأوقـا
ت فـي العسر وفي اليسر
فمــا تنفــكُّ مـن صـمّي
ومــا تفــترُّ مـن مـتر
فـأحلى مـا وجدنا العي
ش بيـن الكمـد والخمـر
فنحـن النـاس مـل النا
س فـي الـبرّ وفي البحر
أخــذنا جزيــة الخلـق
مــن الصـين إلـى مصـر
إلــى طنجـة بـل فـي ك
ل أرضٍ خيلُنـــا تســري
إذا ضــاق بنــا قطــرٌ
نــزلْ عنــه إلـى قطـر
لنـا الـدنيا بما فيها
مــن الإســلام والكفــر
فنصــطاف علــى الثلـج
ونشــتو بلــد التمــر
فنحـــن الميزقـــانيو
ن لا نــدفع عــن كــبر
هــمُ شــتّى فسـلني عـن
هــمُ ينبيــك ذو خــبر
فمنـــا كـــل كمّـــاذٍ
اللبوســات مــع الهـرّ
ومنــــا كـــل صـــلاّجٍ
بكيـــذٍ وافـــرٍ نكــر
قــد اســتكفى بكفّيــه
عــن الــثيِّب والبكــر
فلا يخشــى مــن الإثــم
ولا يؤخــــذ بـــالمهر
ولا يحـــذر مــن حيــضٍ
ولا حمـــلٍ علــى طُهــر
ومنــا الكـاغ والكـاغ
ة والشيشـق فـي النحـر
وأشـــــــــكالٌ وأغلالٌ
مــن الجلـد أو الصـُّفر
ومــــن دروز أو حـــر
زأو كــــوز بالـــدغر
ومــــن درّع أو قشـــّع
أو دمّـــع فــي القــرّ
ومـــن رعّـــس أو كــبّ
س أو غلّــس فـي الفجـر
وحــــاجورٌ وكــــذّابا
تُ أهــل الأوجـه الصـفر
ومــــن شــــطَّب أو ركّ
ب للضـــربات والعقــر
ومــن مَيْســَر أو مَخْــطَ
ر واســـتنغَزَ للثغـــر
ومـن ناكـذ فـي القينو
ن مــن جـوفِ أبـي شـمر
ومــن رشّ وذو المكــوى
ومــن درمَــكَ بــالعطر
ومـــن دكّـــك أو فــكّ
ك أو بلّغـــك بـــالحر
ومـــن قـــصّ لإســرائي
ل أو شــبراً علـى شـبر
ومـــن بشــْرَك أو نــوْ
ذك أو أشــرَك بــالهبر
ومـــن قـــدّس أو نــمّ
س أو شـــولس بالشــعر
ومنــــا العشـــيريون
بنــو الحملــة والكـرّ
ومنــــا المصـــطانيو
ن مــن ميــزَقَ بالأســر
ومنـــا كــلّ زمكــدان
غــدا محــدودب الظهـر
ومنـــا كـــلّ مطــراش
مــن المكلـوذة البـتر
وفـي المدرجـة الغـبرا
ء منــا ســادة الغـبر
ومنـــا كـــلُّ قنّـــاءٍ
علــى الإنجيـل والـذكر
ومـن سـاق الـولا بالما
ء أو قــوْسِ أبــي حجـر
ومــن طفْشــَلَ أو زَنْــكَ
لَ أو ســطّل فــي السـر
ومــن زقّــى الشـغاثات
غــــداءاتٍ وبالعصـــر
ومــــن دشــــَّش أو رشَّ
ش أو قشـــَّش يســـتدري
ومــن يزنــقُ أو يخــن
قُ أو يـــذلق بالــدّبر
ومنـــا كـــلُّ مســتعشٍ
مــن النعــارة الكـدر
ومــن شـدّد فـي القـول
ومــن رمّـد فـي القصـر
ومــن يــزرع الهــادو
ر تكســيحاً مـن البـذر
إلــى أن يقــع التنـب
ل فــي محصــدة الجـزر
ومــن قنْــوَنَ أم بنْــو
نَ أو طيَّـــن بالشـــعر
ومنــا منفــذ الطيــن
وأصـحاب اللحـى الحمـر
ومَـــنْ شــقَّف بالمــاء
ومـــن شــقَّف بــالجمر
ومــنْ كـدى علـى كيسـا
ن فـي السـرِّ وفي الجهر
ومنـا النـائح المبكـي
ومنـا المنشـد المطـري
ومــن ضــرّب فــي حــبِّ
علـــيٍّ وأبـــي بكـــر
ومــن يــروي الأسـانيد
وحشـــو كـــلِّ قمطـــرّ
ومنّـــا كـــلّ ممــرورٍ
غـدا غيـظ بنـي البظـر
ومـن يكحـل مـن مسـتعر
ضٍ دمعتـــــه تجــــري
وفــي الموقــف منـا ك
لُّ جبــارٍ أخــي الصـبر
مــتى يحـفُ يقـل بشـبا
شــة الخشـنى فـي خصـر
وقـــرّاع أبــي موســى
لـــديه دبّــة الــبزر
ولا ينطــــسُ أو يلـــح
ن مــا يطلــب بالقسـر
وجـــــرّار عيـــــالاتٍ
عليهـــم أثــر الضــرُّ
ومـــن ينفــذ ســبحاتٍ
وحلـــوى وأبــا شــكر
ومنّــا حــافر الطــرس
بلا خــــرطٍ ولا جهــــر
وبركـــــوشٌ وبركــــك
ومعطــى هالــك الجـزر
ومــن قرْمَــطَ أو ســرْمَ
ط أو خطَّــط فــي ســفر
وحـــــرّاقٍ وبـــــزّاقٍ
بنــي الشـّخِّير والنشـر
ومــن ذكّـر والقـوم ال
زكوريــون فــي الصـدر
ومــن دهشــم بــالكرش
ويســتبرد فــي النهـر
ومــن يعطـي الضـماناتِ
مــن الزنكلــة العفـر
ويشــرى عــشّ ؤرضــوانِ
بنــذر الثمــن النـزر
ومـــن حنّـــن كفّيـــه
وحــفَّ الطّســت كــالحرّ
ومنّــا الشـيخ هفصـويه
ويحيـــى وأبــو زكــر
ومـن كـان علـى رأي اب
ن ســيرين مــن العـبر
وشـــــكّاكٍ وحكّـــــاكٍ
ومعطـــى بلــح الأجــر
وســمقون عليــه السـر
مـل الكحـل وذو الغـزر
ومــن ربّــى ومـن فتّـى
وأجـــرى عقــد الــزرّ
ومنّــا قافــة الــرزق
وأهــل الفـال والزجـر
ومــن يعمــل بالزيــج
وبـــالتنور والجفـــر
ومنـــا البشـــتداريو
ن تحـت الرحـل كـالحمر
ومــن مــرّق فـي مصـطب
ة الفتيــان فــي قـدر
ومنـــا كـــلّ مـــراسٍ
جســـورٍ جاهـــلٍ هــزر
يــرى الخــشّ فيــأتيه
بلا خــــوفٍ ولا ذعــــر
فيســتل الــذي يخشــا
ه مــن شصوصــةً الخـزر
ويبقـى منـه ممـا يصـل
ح للمحنـــة والســـّبر
فقـــد أنـــزل فيـــه
ملـك المـوت علـى قـبر
فهـــذا هالــكٌ لســعاً
وهـــذا كفُّـــه يــبري
وقــد يلتمــس الخــبز
بمكـــروهٍ مــن الأمــر
ومنّـــا كـــلُّ نطّـــاسٍ
علــى الـبزرك مسـتجري
ومنــا كــلُّ مــن شـرش
ر بـــالهلاّب والكســـر
إذا حــاف علبــه بخـت
ه ســـــقَّف بــــالنحر
ومنـــا كـــلُّ إســطيلٍ
نقــيِّ الــذهن والفكـرْ
ومنـــا كـــلُّ ســـبّاعٍ
عظيــم الليـث والبـبر
ومــــن قــــرّد أو دبّ
ب مــن كــلّ فـتىً غمـر
وســـــمّانٍ ووســــنانٍ
ومـــن قتّــت كــالكبر
ودكّــــاكٍ الســـفوفات
لريــح الجـوف والخصـر
ومنا ذو الوفا الحرّ ال
مدلِّـــــج ذو الكــــرّ
ومنــــا شـــعراء الأر
ض أهـل البـدو والحضـر
ومنــا ســائر الأنصــا
ر والأشــراف مــن فهـر
ومنــا قيِّـم الـدين ال
مطيــع الشـائع الـذكر
يكــدى مـن معـزّ الـدو
لــة الخـبز علـى قـدر
ومــن يطحــن مـا يطـح
ن بالشـــدة والكســـر
ومطلـــــــــيُّ دن الأخّ
مــع المصـموع كـالبثر
ومنـــا كـــلُّ مشــقاعٍ
مــن الفتيـان كـاللغر
يلــذ الشـورز الوجـدا
ن بـــالخبّ وبـــالمكر
إلـى أن يأكـل الخشـبو
ب كرســاً أكــلّ مضــطر
ومـا في البيت غير الب
تّ أو باريـــة القفــر
ومــا للشــوزر السـوء
ســوى الغيلـة والغـدر
وأن يصــــميه حــــتى
تــراه طافــح الســكر
فتجـري فيـه كيـذات ال
بهاليــــل ولا يـــدري
ومنــا ســعفة الريــح
لضــرب الكلــب والهـرّ
وذو القصــعة والمسـرا
د والمكنــاس والعشــر
وفــي الأسـواق والأنهـا
ر والبيـــدر والقصــر
ومــن يقــراء بالسـبع
وإدغــام أبــي عمــرو
وأصــــحاب المقـــالات
مــن الفــاجر والــبرِّ
ومــن علاّفــةٍ ركّبـت ال
بـــاز مـــع الصـــقر
ومنّــــا الكـــابليون
ومـــن يلعــب بــالجرّ
ومـن يمشـي علـى الحبل
ومــن يصــعد بــالبكر
ومنّــا الزنــج والـزُّط
ســوى الكبّاجـة السـُّمر
ومنــا مـن صـما يومـاً
فقــد هـرّب فـي المصـر
ومنّـــا كــل ذي ســمتٍ
خشــوع القــنِّ كـالحبر
يرقّـــي وتـــراه بــا
كيـــاً دمعتــه تجــري
فــإن كبّــن فـي السـرّ
فبالمـــذقان يســتذري
وإن كــــرّس لا والـــل
ه لا تــمَّ إلــى الظهـر
ومـــن صـــاح بــآمين
مــن المزلــق والـذعر
ســخام القــصّ قـد نـقّ
عهـم مثـل بنـي النّمـر
فـــذا بقّالنــا ســطلٌ
وذا اســـتأذنا خـــرّي
وذا قصــــابنا عســـمٌ
وذا الــبزاز لا تــبري
ومــــن ردّهـــم غُـــلِّ
ف مــن غالبــة الحجـر
ومنّــا كــل مــن يــم
رح فـي الإسـطبل كالمهر
ومـــن كـــدّة بهلــولٍ
تخطّـــى ثــمّ كــالحجر
ومــن يخــرج باليــاب
س يـوم الفطـر والنحـر
ومنــا مــن تمشـّى يـم
ســح البلـدان كالنسـر
ومــن يـأوي المصـاطيب
مــع المذلقــة الضـُّمر
ومــن يـأوي الشـغتثات
مـع العقّـة فـي السـتر
وأصـــحاب التجـــافيف
مــن الثــامول الصـبر
وأصـــحاب الشـــقاعات
مــن المشــّاطح العكـر
بنـو التّضـريب والتدري
بِ والتّفـــتيق والأطــر
تــرى للقمــل فـي كـلِّ
شـــقاعٍ مــائتي وكــرِ
ومــن دمَّـج فـي الثلـج
وفــي الوحــل بلا طمـر
ولا ينظــــر إلاّ كــــا
لحـــاً ذا نظــرٍ شــزر
فلا يــــبرح أو يـــأخ
ذ مــا يأخــذ بالصـقر
ومـن الغمّيـر منـا فـت
يــةٌ مــن رغــلٍ قــذر
هــمُ بيــتُ المشــاميل
مــع النّــابير الحفـر
غــدوا مثـل الشـياطين
عليهــم أثــرُ الفقــر
فيــــأتون ببربـــازا
ر كالقفيـا مـن المجري
وعبّـــــوه أنــــابيرٌ
مــن الزغبــل والــبرِّ
كمــا يقتســم البيــد
ر بــالقفزان والكســر
وظلّـــــوا يفتنــــون
علــى مالــك بالعســر
وخصــــوه بجــــوازات
ونصـــف فجلــه نمــري
سـقى اللـه بنـي ساسـا
ن غيثــاً دائم القطــر
تـرى العريـان منهم ظا
هــر الســُّمرة والخطـر
كنمــروذ بــن كنعــان
قـــويّ الصـــدر والأزر
رجــالٌ فطنــوا للثــق
ل والأغلال والإصـــــــر
خلنجيــون مــا حاضـوا
ولا بــاتوا علــى طهـر
رأوا مـن حكمـةٍ خرط ال
قلاداتِ مــــع العـــذر
يقولـــون لمــن رقّــى
تحـــوَّل فينــا تــزري
وراحــوا خـارج الـدار
بواريــةٍ مــع الحصــر
فحيثمـا اكـتروا قالوا
مــن الخشــني لا نكـري
إذا مـا سـمّروا القشقا
ش ذا العثنـون والزجـر
لقـــــوه بنثــــاراتٍ
مــن البنــدق والبسـر
وحيّــــــوه بـــــآلافٍ
مــن القنّــادر الفطـر
وكــم بيــن الغرابيـب
وبيــن الببـغ والقمـر
ألا إنــي حلبــت الـده
ر مــن شـطرٍ إلـى شـطر
وجبــت الأرض حــتى صـر
ت فـي التّطـواف كالخضر
وللغربــة فــي الحــرِّ
فعـالُ النـار في التّبر
ومــا عيـش الفـتى إلا
كحــال المــدِّ والجـزر
فبعـــضٌ منــه للخيــر
وبعـــضٌ منـــه للشــرّ
فـإن لمـت علـى الغـرب
ة مثلـي فاسـمعنْ عـذري
أمــالي أسـوةٌ فـي غـر
بــتي بالسـادة الطُّهـر
هــــمُ آل الحـــواميم
هــم الموفـون بالنـذر
هـــم آل رســول الــل
ه أهـل الفضـل والفخـر
بكوفـــان وطـــيِّ كــر
بلاكــمْ ثــمّ مــن قـبر
وبغــــداد وســــامرا
وبــاخمرى علـى السـكر
وفـي طـوس منـاخ الـرك
ب فـي شـعبان في العشر
وســـــلمانٌ وعمّــــارٌ
غريـــــبٌ وأبــــو ذرّ
قبــورٌ فــي الأقــاليم
كمثــل الأنجــم الزهـر
فــإن أظفــر بآمــالي
شـــفيتُ غُلّــة الصــدر
وألممــــت بأوطــــانٍ
قــويّ النهــي والأمــر
وقــد تخفــق فــوقي ع
زّةً ألويــــة النصـــر
وإمـــا تكــن الأخــرى
وعـــزُّ جــائز الكســر
فلا أُبْــتُ مــع الســفر
غــداة أوبــة الســَّفر
ولا عـــدْتُ مــتى عــدت
بلا عـــــزٍّ ولا وفــــر
وحسـبي القصـب المطحـو
ن فيـــه ورقُ الســـدر
وأثــــوابٌ تـــواريني
مـــن الإيـــذاء والأزر
مسعر بن مهلهل الخزرجي الينبوعي، أبو دلف. شاعر رحالة، كثير الملَح، تجاوز التسعين من عمره متنقلاً في البلاد. وكان يتردد إلى الصاحب ابن عباد فيرتزق منه ويتزوّد كتبه في أسفاره رآه ابن النديم، حوالي سنة 377 وعرّفه بالجوّالة. له رسالة في أخبار رحلته إلى إيران الغربية والشمالية وأرمينية، كانت مخطوطتها في مكتبة (مشهد) ونشرت في القاهرة سنة 1952 ثم في موسكو 1960. وهو صاحب (القصيدة الساسانية) التي أولها: جفون دمعها يجري لطول الصد والهجر وتشتمل على مجموعة كبيرة من الكلمات (غير القاموسية) مما كان في عاميّة العصر العباسي، أوردها الثعالبي مشروحة.وهو رابع من ترجم لهم الباخرزي من شعراء البدو والحجاز ولم يورد من شعره سوى القطعة اللامية التي اولها (لولا النبيُّ وصَفوُهُ وابْناهُما ثمَّ البَتولْ)