
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جَـازَتْ مُلِمَّـاتُ الزَّمَـانِ حُـدُودَهَا
وَاســْتَفْرَغَتْ أَيَّامُهَــا مَجْهُودَهَـا
وَقَضـَتْ عَلَيْنَـا بِـالْمَنُونِ فَعَوَّضـَتْ
بِـالْكَرْهِ مِنْ بِيضِ اللَّيَالِي سُودَهَا
بِـاللَّهِ مَـا بَـالُ الْأَحِبَّـةِ أَعْرَضَتْ
عَنَّـا وَرَامَـتْ بِـالْفِرَاقِ صـُدُودَهَا
رَضـِيَتْ مُصـَاحَبَةَ الْبِلَى وَاسْتَوْطَنَتْ
بَعْـدَ الْبُيُـوتِ قُبُورَهَـا وَلُحُودَهَا
حَرِصـَتْ عَلَـى طُـولِ الْبَقَاءِ وَإِنَّمَا
مُبْـدِي النُّفُـوسِ أَبَادَهَا لِيُعِيدَهَا
عَبَثَـتْ بِهَـا الْأَيَّـامُ حَتَّـى أَوْثَقَتْ
أَيْدِي الْبِلَى تَحْتَ التُّرَابِ قُيُودَهَا
فَكَأَنَّمَــا تِلْـكَ الْجُسـُومُ صـَوَارِمٌ
تَحْـتَ الْحِمَامِ مِنَ اللُّحُودِ غُمُودُهَا
نَسـَجَتْ يَـدُ الْأَيَّـامِ مِـنْ أَكْفَانِهَا
حُلَلاً وَأَلْقَــتْ بَيْنَهُــنَّ عُقُودَهَــا
وَكَسـَا الرَّبِيـعُ رُبُوعَهَـا أَنْوَارَهُ
لَمَّـا سـَقَتْهَا الْغَادِيَـاتُ عُهُودَهَا
وَسـَرَى بِهَـا نَشـْرُ النَّسِيمِ فَعَطَّرَتْ
نَفَحَـاتُ أَرْوَاحِ الشـَّمَالِ صـَعِيدَهَا
هَـلْ عِيشـَةٌ طَـابَتْ لَنَـا إِلَّا وَقَـدْ
أَبْلَـى الزَّمَـانُ قَدِيمَهَا وَجَدِيدَهَا
أَوْ مُقْلَــةٌ ذَاقَـتْ كَرَاهَـا لَيْلَـةً
إِلَّا وَأَعْقَبَــتِ الْخُطُــوبُ هُجُودَهَـا
أَوْ بِنْيَـةٌ لِلْمَجْـدِ شـِيدَ أَسَاسـُهَا
إِلَّا وَقَـدْ هَـدَمَ الْقَضـَاءُ وَطِيـدَهَا
شـَقَّتْ عَلَـى الْعَلْيَـا وَفَاةُ كَرِيمَةٍ
شـَقَّتْ عَلَيْهَـا الْمَكْرُمَـاتُ بُرُودَهَا
وَعَزِيــزَةٍ مَفْقُــودَةٍ قَــدْ هَـوَّنَتْ
مُهَـجُ النَّوَافِـلِ بَعْـدَهَا مَفْقُودَهَا
مَــاتَتْ وَوُســِّدَتِ الْفَلَاةَ قَتِيلَــةً
يَـا لَهْـفَ نَفْسِي إِذْ رَأَتْ تَوْسِيدَهَا
يَـا قَيْـسُ إِنَّ صـُدُورَنَا وَقَدَتْ بِهَا
نَــارٌ بِأَضــْلُعِنَا تَشـُبُّ وَقُودَهَـا
فَـانْهَضْ لِأَخْـذِ الثَّـأْرِ غَيْـرَ مُقَصِّرٍ
حَتَّـى تُبِيـدَ مِـنَ الْعِدَاةِ عَدِيدَهَا
عَنْتَرَةُ بنُ شَدّادٍ مِنْ قَبِيلَةِ عَبسٍ، وَأُمُّهُ حَبَشِيَّةٌ اسْمُها زَبِيبَةٌ، فكانَ أَحَدَ أَغْرِبَةِ العَرَبِ وَهُمْ ثَلاثَةٌ: عَنْتَرَةُ وَخُفافُ بنُ نَدْبَةَ وَالسُّلَيكِ. يُعَدُّ عَنْتَرَةُ أَشْهَرَ فُرْسانِ العَرَبِ وَشُجْعانِهِمْ فِي الجاهِلِيَّةِ، وَقَدْ مَحا عَنْ نَفْسِهِ عارَ مَوْلِدِهِ بِما أَظْهَرَهُ مِنْ شَجاعَةٍ فِي القِتالِ والدِّفاع عنْ قومِهِ، فَاعْتَرَفَ بِهِ أَبُوهُ وَأَلْحَقَهُ بِنَسَبِهِ، وَقد شَهِدَ حَرْبَ داحِسَ وَالغُبَراءِ فَحَسُنَ فِيها بَلاؤُهُ، وَعُرِفَ بِحُبِّهِ لِابْنَةِ عَمِّهِ عَبْلَةَ، وَهُوَ مِنَ الشُّعَراءِ الفُحُولِ المُتَقَدِّمِينَ المُجِيدِينَ، وَأَحَدُ شُعَراءِ المُعَلَّقاتِ، وَقَدْ جَعَلَهُ ابْنُ سَلَّامٍ مِن شُعَراءِ الطَّبَقَةِ السَّادِسَةِ فِي طَبَقاتِهِ، وَتُوُفِّيَ نَحْوَ عامِ 22 ق.هــ.