
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
لنــا بيـن بطـنِ الـواديين مُعَـرَّجُ
بحيــثُ الغَضــَاريَّانُ والظـلُّ سَجْسـَجُ
وفــي ملتقــى ظــلِّ الأَراكِ ومـائِهِ
نســيمٌ بأنفــاس الرُّبَــى يتــأَرَّجُ
وتصــفيقُ أَمــواهٍ لرقــصِ أَمالــدٍ
عليهــن أصــواتُ الحمــائمِ تَهْـزِجُ
وقـد نَسـَجَ النُّـوَّارُ بـالغيم أَبْرُداً
ولـم أَحْسـَبِ الأَبـرادَ بـالغيم تُنْسَج
ودارَ علــى الأَغصــانِ زَهْـرٌ كأنهـا
قـــدودٌ عليهـــن المُلاَءَ المُدَبَّــجُ
خليلـيَّ مـن قحطـانَ هـاجَ لِـيَ الأَسى
حمــامٌ بأَفْنَــانِ الغصــونِ مُهَيَّــج
أَحِــنُّ إلـى الـبرقِ اليمـانيْ لأَنَّـه
كقلـــبيَ خفَّــاقُ الجنــاحِ مُوَهَّــج
وقـد ضـَرَّجَ الـدمعَ الذي كان ناصعاً
بعينـــيَّ خـــدٌّ بالحيــاءِ مُضــَرَّج
بــدا فــي بيـاضٍ للشـبابِ وحُمْـرَةٍ
كـأنَّ عليـه النـارَ بالمـاء تُمْـزَج
فأمــا سـوادُ القلـب منـي فَحَـازَهُ
مـن الغـادةِ الحسـناء وسْنَانُ أَدْعَج
وليـلٍ تركـتُ الـبرقَ خَلْفِـيَ عـاثراً
وتحـتَ غُبـاري راشـحُ العِطْـفِ دَيْـزَجُ
ولا ناصــــرٌ إلا قنـــاةٌ وصـــارمٌ
ولا صــــاحبٌ إلا فتـــاةٌ وهَـــوْدَج
وقــد لَمَعــتْ زُرْقُ الأَســنَّةِ أَنجمـاً
وما إِنْ لها غيرُ القنا اللَّدْنِ أَبْرُج
فــأيقظَ جفــنَ الحــيِّ منِّـيَ صـاهلٌ
وَرَوَّعَــهُ شــَخْتُ الصــفيحين أَبلَــجُ
وقـالت هزبـرُ الغـابِ زارَ خيامَهـا
ومـــا زارهـــا إلا كَمِــيٌّ مُدَجَّــجُ
وأَســـمرُ مَيَّـــادٌ وَعَضــْبٌ كأَنمــا
يلــوحُ عليــه الزِّئْبَـقُ المُتَرَجْـرِجُ
أتَــأْنَفُ أَن نَســْرِي إليهـا بصـافنٍ
إلـى جـودِ إسـماعيلَ يَسـْرِي ويُدْلـجُ
محمد بن إبراهيم بن مفضل الأزدي، أبو عبد اللّه بن هانئ.شاعر أندلسي، من نسل ابن هانئ شاعر المغرب. له (ديوان) طالعه العماد الأصفهاني بمصر، ونقل عنه (في الخريدة) نحو 125 بيتاً.وقال :توفي في أواخر أيام الصالح ابن رزيك، قبل سنة 560 على ما سمعته من المصريين.