
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أَطْـوِي فَيَافِي الْفَلَا وَاللَّيْلُ مُعْتَكِرُ
وَأَقْطَـعُ الْبِيـدَ وَالرَّمْضـَاءُ تَسْتَعِرُ
وَلَا أَرَى مُؤْنِسـاً غَيْـرَ الْحُسَامِ وَإِنْ
قَلَّ الْأَعَادِي غَدَاةَ الرَّوْعِ أَوْ كَثِرُوا
فَحَـاذِرِي يَـا سـِبَاعَ الْبَرِّ مِنْ رَجُلٍ
إِذَا انْتَضـَى سـَيْفَهُ لَا يَنْفَعُ الْحَذَرُ
وَرَافِقِينِــي تَــرِي هَامـاً مُفَلَّقَـةً
وَالطَّيْــرَ عَاكِفَـةً تُمْسـِي وَتَبْتَكِـرُ
مَـا خَالِـدٌ بَعْـدَمَا قَدْ سِرْتُ طَالِبَهُ
بِخَالِــدٍ لَا وَلَا الْجَيْــدَاءُ تَفْتَخِـرُ
وَلَا دِيَـــارُهُمُ بِالْأَهْـــلِ آنِســـَةٌ
يَأْوِي الْغُرَابُ بِهَا وَالذِّئْبُ وَالنَّمِرُ
يَـا عَبْلَ يُهْنِئْكِ مَا يَأْتِيكِ مِنْ نِعَمٍ
إِذَا رَمَـانِي عَلَـى أَعْـدَائِكِ الْقَدَرُ
يَا مَنْ رَمَتْ مُهْجَتِي مِنْ نَبْلِ مُقْلَتِهَا
بِأَســْهُمٍ قَــاتِلَاتٍ بُرْؤُهَــا عَســِرُ
نَعِيــمُ وَصــْلِكِ جَنَّــاتٌ مُزَخْرَفَــةٌ
وَنَــارُ هَجْــرِكِ لَا تُبْقِـي وَلَا تَـذَرُ
سـَقَتْكَ يَـا عَلَـمَ السـَّعْدِيِّ غَادِيَـةٌ
مِـنَ السـَّحَابِ وَرَوَّى رَبْعَـكَ الْمَطَـرُ
كَـمْ لَيْلَـةٍ قَـدْ قَطَعْنَا فِيكِ صَالِحَةٍ
رَغِيــدَةٍ صـَفْوُهَا مَـا شـَابَهُ كَـدَرُ
مَـعْ فِتْيَـةٍ تَتَعَـاطَى الْكَأْسَ مُتْرَعَةً
مِـنْ خَمْـرَةٍ كَلَهِيـبِ النَّـارِ تَزْدَهِرُ
تُـدِيرُهَا مِـنْ بَنَـاتِ الْعُرْبِ جَارِيَةٌ
رَشـِيقَةُ الْقَـدِّ فِـي أَجْفَانِهَـا حَوَرُ
إِنْ عُشْتُ فَهْيَ الَّتِي مَا عُشْتُ مالِكَتي
وَإِنْ أَمُـتْ فَاللَّيَالِي شَأْنُهَا الْعِبَرُ
عَنْتَرَةُ بنُ شَدّادٍ مِنْ قَبِيلَةِ عَبسٍ، وَأُمُّهُ حَبَشِيَّةٌ اسْمُها زَبِيبَةٌ، فكانَ أَحَدَ أَغْرِبَةِ العَرَبِ وَهُمْ ثَلاثَةٌ: عَنْتَرَةُ وَخُفافُ بنُ نَدْبَةَ وَالسُّلَيكِ. يُعَدُّ عَنْتَرَةُ أَشْهَرَ فُرْسانِ العَرَبِ وَشُجْعانِهِمْ فِي الجاهِلِيَّةِ، وَقَدْ مَحا عَنْ نَفْسِهِ عارَ مَوْلِدِهِ بِما أَظْهَرَهُ مِنْ شَجاعَةٍ فِي القِتالِ والدِّفاع عنْ قومِهِ، فَاعْتَرَفَ بِهِ أَبُوهُ وَأَلْحَقَهُ بِنَسَبِهِ، وَقد شَهِدَ حَرْبَ داحِسَ وَالغُبَراءِ فَحَسُنَ فِيها بَلاؤُهُ، وَعُرِفَ بِحُبِّهِ لِابْنَةِ عَمِّهِ عَبْلَةَ، وَهُوَ مِنَ الشُّعَراءِ الفُحُولِ المُتَقَدِّمِينَ المُجِيدِينَ، وَأَحَدُ شُعَراءِ المُعَلَّقاتِ، وَقَدْ جَعَلَهُ ابْنُ سَلَّامٍ مِن شُعَراءِ الطَّبَقَةِ السَّادِسَةِ فِي طَبَقاتِهِ، وَتُوُفِّيَ نَحْوَ عامِ 22 ق.هــ.