
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
رقـى العـذال أم خدع الرقيبِ
سـقت ورد الخـدود من القلوبِ
وآبــاء الصـبابة أم بنوهـا
يروضــون الشــبيبة للمشـيب
وقفنـا موقـف التوديـع نوطي
نجـوم الـدمع آفـاق الغـروب
تعجــب مـن عنـاق جـر دمعـاً
وتقبيـــل يشــيع بــالنحيب
وقـد ضـاق العنـاق فلو فطنا
دخلنـا فـي المخانق والجيوب
ونحــن ألاك نطلـب مـن بعيـدٍ
لعزتنــا ونــدرك مـن قريـب
تبســطنا علــى الآثـام لمـا
رأينـا العفو من ثمر الذنوب
ولـولا الصاحب إخترع القوافي
لمـا سـهل الخلاص مـن النسيب
ومـن يثنـى الـى ليـث هصـور
لـواحظه عـن الرشـأ الربيـب
وكيـف يمـس حـد السـيف طوعاً
قريـب الكـف مـن غصـن رطيـب
وشــبهنا فكنــت أبـا نـؤاس
ولكـن جـل عـن قـدر الخصـيب
ومــن يـك مثـل عبـاد ابـوه
يعــش بيـن الأنـام بلا ضـريب
أحرز الخائف الجاني وكنز ال
مقـل المقتفـي وأخـا الغريب
أمـا لـك غيـر بأسك من عتاد
ولا غيـر العظـائم مـن ركـوب
تــروض مصـاعب الأيـام قهـراً
وتحمــل علــى عــود صــليب
وتبـذل دون تـاج الملك نفساً
متيمـــة بتنفيــس الكــروب
وجربـت الملـوك فمـا اصـابت
لـداء الملـك غيـرك من طبيب
فمـن غصـب الإمـارة إذ حواها
فمـا تحـوى الوزارة بالغصوب
توارثهـا الكفـاة وتقتضـيها
مناســب معــرق فيهـا نسـيب
تمــائمكم منـاطقكم إذا مـا
جفــت بحضــور شــبان وشـيب
دعيتـم فـي المهود بها وعدت
لكـم قبـل التصـدر والركـوب
ولـو صـدقتك جـن الليـل عني
شــغفت بفــن إنســي عجيــب
مـع القرنيـن مـن قلـم وطرس
أو البــدين مـن طـاس وكـوب
أشـق الفكـر عـن لفـظ بـديع
فيقـدم بـي علـى معنـى غريب
محمد بن عبد الله بن محمد المخزومي القرشي، أبو الحسن السلامي. من أشعر أهل العراق في عصره. ولد في رخ بغداد. وانتقل إلى الموصل، ثم إلى أصبهان، فاتصل بالصاحب بن عباد فرفع منزلته وجعله في خاصته. ثم قصد عضد الدولة بشيراز فحظي عنده ونادمه وأقام في حضرته إلى أن مات، فضعفت أحوال السلامي بعده. ومات رقيق الحال. وكان عضد الدولة يقول: إذا رأيتُ السلامي في مجلسي طننت أن عطارد قد نزل من الفلك إليّ! نسبته إلى دار السلام (بغداد)، له (ديوان شعر -ط) جمعة صبيح رديف ببغداد.