
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
يَـا صـَاحِبِي لَا تَبْـكِ رَبْعاً قَدْ خَلَا
وَدَعِ الْمَنَـازِلَ تَشـْتَكِي طُولَ الْبِلَى
وَاشـْكُو إِلَـى حَـدِّ الْحُسـَامِ فَـإِنَّهُ
أَمْضـَى إِذَا حَـقَّ اللِّقَـاءُ وَأَفْضـَلَا
مِـنْ أَيْـنَ تَـدْرِي الدَّارُ أَنَّكَ عَاشِقٌ
أَوْ عِنْــدَهَا خَبَــرٌ بِأَنَّـكَ مُبْتَلَـى
وَاللَّـهِ مَـا يُمْضـِي رَسـُولاً صـَادِقاً
إِلَّا السـِّنَانُ إِذَا الْخَلِيـلُ تَبَـدَّلَا
وَلَقَــدْ عَرَكْـتُ الـدَّهْرَ حَتَّـى إِنَّـهُ
لَـوْ لَمْ يَذُقْ مِنِّي الْمَرَارَةَ مَا حَلَا
وَكَــذَا سـِبَاعُ الْبَـرِّ لَـولا شـَرُّهَا
دَارَتْ بِهَا فِي الْغَابِ غِرْبَانُ الفَلَا
فَتَحَمَّلَا يَـــا صـــَاحِبَيَّ رِســَالَتِي
إِنْ كُنْتُمَـا عَـنْ أَرْضِ عَبْـسٍ تَعْـدِلَا
قُــولَا لِقَيْــسٍ وَالرَّبِيــعِ بِـأَنَّنِي
خَـطُّ الْمَشـِيبِ عَلَـى شَبَابِي مَا عَلَا
بَـلْ لَـوْ صـَدَمْتُ بِهِمَّتِـي جَبَلِي حَِرَى
قَسـَماً وَحَـقِّ أَبِـي قُبَيْـسَ تَزَلْـزَلَا
لَـوْ لَـمْ تَكُـنْ يَـا قَيْسُ غَرَّكَ جَاهِلٌ
مَـا سـُقْتَ نَحْـوَ دِيَارِ عَنْتَرَ جَحْفَلَا
وَاللَّــهِ لَــوْ شــَاهَدْتَهُ وَرَأَيْتَـهُ
مَــا كــانَ آخِــرُهُ يُلَاقِـي الْأَوَّلَا
يَـا قَيْـسُ أَنْـتَ تَعُـدُّ نَفْسـَكَ سَيِّداً
وَأَبُــوكَ أَعْرِفُــهُ أَجَــلَّ وَأَفْضـَلَا
فَــاتْبَعْ مَكَــارِمَهُ وَلَا تُـذْرِي بِـهِ
إِنْ كُنْــتَ مِمَّـنْ عَقْلُـهُ قَـدْ أُكْمِلَا
فَاحْـذَرْ فَـزَارَةَ قَبْـلَ تَطْلُبُ ثَأْرَهَا
وَتُرِيــكَ يَوْمــاً نَـارُهُ لَا تُصـْطَلَى
فَــدِمَا بَنِـي بَـدْرٍ عَلَيْـكَ قَدِيمَـةٌ
وَبَنِــي فَـزَارَةَ قَصـْدُهَا أَنْ تَغْفَلَا
وَاللَّـهِ مَـا خَلَّيْـتُ فِـي أَوْطَـانِهِمْ
إِلَّا النَّـوَائِحَ صـَارِخَاتٍ فِـي الْفَلَا
عَنْتَرَةُ بنُ شَدّادٍ مِنْ قَبِيلَةِ عَبسٍ، وَأُمُّهُ حَبَشِيَّةٌ اسْمُها زَبِيبَةٌ، فكانَ أَحَدَ أَغْرِبَةِ العَرَبِ وَهُمْ ثَلاثَةٌ: عَنْتَرَةُ وَخُفافُ بنُ نَدْبَةَ وَالسُّلَيكِ. يُعَدُّ عَنْتَرَةُ أَشْهَرَ فُرْسانِ العَرَبِ وَشُجْعانِهِمْ فِي الجاهِلِيَّةِ، وَقَدْ مَحا عَنْ نَفْسِهِ عارَ مَوْلِدِهِ بِما أَظْهَرَهُ مِنْ شَجاعَةٍ فِي القِتالِ والدِّفاع عنْ قومِهِ، فَاعْتَرَفَ بِهِ أَبُوهُ وَأَلْحَقَهُ بِنَسَبِهِ، وَقد شَهِدَ حَرْبَ داحِسَ وَالغُبَراءِ فَحَسُنَ فِيها بَلاؤُهُ، وَعُرِفَ بِحُبِّهِ لِابْنَةِ عَمِّهِ عَبْلَةَ، وَهُوَ مِنَ الشُّعَراءِ الفُحُولِ المُتَقَدِّمِينَ المُجِيدِينَ، وَأَحَدُ شُعَراءِ المُعَلَّقاتِ، وَقَدْ جَعَلَهُ ابْنُ سَلَّامٍ مِن شُعَراءِ الطَّبَقَةِ السَّادِسَةِ فِي طَبَقاتِهِ، وَتُوُفِّيَ نَحْوَ عامِ 22 ق.هــ.