
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
خالد بن يزيد بن معاوية بن أبي سفيان أبو هاشم: أمير حمص وباني الجامع المعروف اليوم بجماع خالد بن الوليد ومؤسس أول مجمع عربي للترجمة. مولده ووفاته في دمشق،، وكان شاعرا مجيدا، وديوانه ضائع لم يصلنا منه سوى النزر القليل.وقد رأى ابن النديم ديوانه ووصفه قال: (وله شعر كثير في هذا المعنى رأيت منه نحو خمسمائة ورقة) قال وهو أول من ترجم له كتب الطب والنجوم وكتب الكيمياء ورأيت من كتبه كتاب الحرارات كتاب الصحيفة الكبير كتاب الصحيفة الصغير كتاب وصيته إلى ابنه في الصنعة. (يعني صنعة الكيمياء)وفي البيان والتبيين للجاحظ: (وكان خالد بن يزيد بن معاوية، خطيباً شاعراً، وفصيحاً جامعاً، وجيِّدَ الرَّأَي كثيرَ الأدب، وكان أول من ترجم كتب النُّجوم والطِّبّ والكيمياء)،قال ابن خلكان: (وله رسائل دالة على معرفته وبراعته، وأخذ الصناعة =يعني الكيمياء= عن رجل من الرهبان يقال له مريانس الراهب الرومي، وله فيها ثلاث رسائل تضمنت إحداهن ما جرى له مع مريانس الراهب المذكور، وصورة تعلمه منه، والرموز التي أشار إليها، وله فيها أشعار كثيرة مطولات ومقاطيع دالة على حسن تصرفه وسعة علمه .... وكانت وفاته سنة خمس وثمانين للهجرة رحمه الله تعالى).قال البلاذري في أنساب الأشراف: (وكان خالد على حمص فبنى مسجدها، وكان له أربعمائة عبد يعملون في المسجد، فلما فرغوا من بنائه أعتقهم)،وفي مسالك الأبصار: (خالد بن الوليد. يقال أنه خارج حمص. ولا يصحّ. وإنما هو خالد بن يزيد بن معاوية، بقول جزم. فإن عمر بن الخطاب كان قد عزل خالدا عن حمص وأشخصه إلى المدينة. فمات بها، وَوَجَدَ عليه عمر بعد موته).وأمه فاختة بنت أبي هاشم بن عتبة ربيعة وتلقب حبة.وفي زواج مروان بن الحكم من أمه قصص اخترعتها الشعوبية تشفيا من بني أمية. كالكلمة التي قالها لخالد محمد بن عمرو بن سعيد بن العاصي لما قدم الشام غازياً، فأتى عمته أمية بنت سعيد، وهي عند خالد بن يزيد بن معاوية قال الراوي:، فدخل خالد فرآه، فقال: ما يقدم علينا أحد من أهل الحجاز إلا اختار المقام عندنا على المدينة، فظن محمد أنه يعرض به، فقال له: وما يمنعهم من ذلك، وقد قدم قوم من أهل المدينة (يعني مروان) على النواضح ، فنكحوا أمك وسلبوك ملكك، وفرغوك لطلب الحديث وقراءة الكتب، وعمل الكيميا الذي لا تقدر عليه). ثم حكى قصة مروان وكيف قتلته أم خالد مع جواريها. (وفي بلاغات النساء شعر فاحش نسب إلى مروان يعير به خالدا)ويذكر المسعودي أن البيعة كانت لمروان بن الحكم بالخلافة على أن يكون خالد ولي عهده (انظر كلام المسعودي في صفحة هذا الديوان)وقد ترجم له ابن العديم في بغية الطلب ترجمة واسعة تقع في زهاء عشرين صفحة هي أنفس ما كتب عن خالد ويليها ما حكاه ياقوت في "معجم الأدباء" في ترجمته والترجمتان شاهدان على كلف الإثنين بخالد وقد جعلت ما حكاه ياقوت يرمته في صفحة القصيدة البائية:أتعجــــب أن كنـــت ذا نعمـــةٍ وأنــك فيهــا شــريف مهيبــ؟ورجحت في وفاته ما رجحه الاثنان قال ياقوت: (وتوفي خالد بن يزيد سنة تسعين، وقيل سنة خمسٍ وثمانين، وشهده الوليد بن عبد الملك وقال: لتلق بنو أمية الأردية على خالدٍ فلن يتحسروا على مثله أبداً.)وانظر أيضا ما حكاه ابن العديم حول وفاته في صفحة القصيدة:إن سرك الشرف العظيم مع التقي وتكــون يــوم أشــد خـوف وائلاوفيما رواه ابن العديم تحديد مكان داره في دمشق عن أبي الحسن بن سميع أنه قال: وخالد بن يزيد بن معاوية بن أبي سفيان داره دار الحجارة باب الدرج شرقي المسجد)وعن أبي عبد ربّ الزاهد قال: قلت لأبي الأخضر مولى خالد بن يزيد: قد علِمَ علمْ العرب والعجم ففي ذلك وجد بناء هذه الدار، يعني دار الحجارة.وعن رجاء بن حيوة قال: قال خالد بن يزيد كنت معنياً بالكتب، وما أنا من العلماء ولا من الجهال.وعن الزبير بن بكار قال: حدثني محمد بن سلام عن بعض العلماء قال:ثلاثة أبيات من قريش توالت خمسة في الشرف، كل رجل منهم من أشرف أهل زمانه: خالد بن يزيد بن معاوية ابن أبي سفيان بن حرب، وأبو بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام بن المغيرة، وعمرو بن عبد الله بن صفوان بن أمية بن خالد.وهو القائل لما محا عبد الملك اسمه من ديوان بني أمية: (أبا لحرمان يتهددني؟ يد الله فوق يده مانعة، وعطاؤه دونه مبذول)قال محمد كرد علي في ترجمة خالد في "خطط الشام"(حكيم آل مروان وعالم قريش، أنشأ بعلمه مملكة باقية بقاء الدهر، فقد أمر بإحضار جماعة من فلاسفة اليونانيين ممن كان ينزل مصر وقد تفصح بالعربية، وأمرهم بنقل الكتب في الصنعة من اللسان اليوناني والقبطي إلى العربي" والصنعة صنعة الكيمياء. فترجمت له كتب فيها كما ترجمت له كتب في الطب والنجوم. وممن نقل له اصطفن القديم، نقل كتب الكيمياء، وكان خالد بصيراً بالطب أخذه عن يحيى النحوي وأخذ الكيمياء عن مريانس الرومي وأتقن هذين العلمين وألف فيهما وله رسائل وكتب في غير هذه الأغراض، دالة على معرفته وبراعته، وله شعر كثير ومقاطيع دالة على حسن تصرفه وسبقه. وكان من الطبقة الثانية من تابعي أهل الشام وقيل عنه قد علم علم العرب والعجم، ...إلخ)وينقل القفطي في أخبار الحكماء عن ابن السنبدي الذي صاحب المكلفين من قبلَ الوزير أبي القاسم علي بن أحمد الجرجاني سنة 435هـ لوضع فهرس لخزانة الكتب بالقاهرة قال وانفذ القاضي أبا عبد الله القضاعي وابن خلف الوراق ليتوليا ذَلِكَ وحضرت لأشاهد مَا يتعلق بصناعتي فرأيت من كتب النجوم والهندسة والفلسفة خاصة ستة آلاف وخمسمائة جزء وكرة نحاس من عمل بطليموس وعليها مكتوب حملت هَذِهِ الكرة من الأمير خالد بن يزيد بن معاوية وتأملنا مَا مضي من زمانها فكان ألفاً ومائتين وخمسين سنة ...إلخ)وفي التحفة اللطيفة للسخاوي في ترجمة عكرمة (ولما مات مولاه ابن عباس، وكان رقيقاً باعه ابنه علي من خالد بن يزيد بن معاوية بأربعة آلاف دينار، فقيل له: بعت علم أبيك، فاستقاله علي من خالد ثم أعتقه)قال ابن حمدون: وتزوج خالد بن يزيد بن معاوية نساءً هنّ أشرفُ منه، منهن أمُّ كلثوم بنت عبد الله بن جعفر بن أبي طالب، وآمنة بنت سعيد بن العاصي، ورملة بنت الزبير بن العوام، ففي ذلك يقولُ بعضُ الشعراء يحرِّضُ عليه عبد الملك بن مروان:عليــكَ أميــرَ المـؤمنين بخالـدٍ ففــي خالــدٍ عمّــا تحـبُّ صـُدودُإذا مـا نظَرنـا فـي مناكحِ خالدٍ عرفنـا الـذي ينـوي وأيـن يريدفطلَّقَ آمنة بنتَ سعيد فتزوجها الوليد بن عبد الملك.ومن أولاد خالد:هاشم الذي به كنيوعبد الرحمن بن خالد قال أسامة في لباب الآداب: وكان رجلاً فقيهاً فاضلاً موسراً كثير الغزو والحج، أعطى حتى بلغت عطاياه قواعد المسجد، (ثم حكى قصة من أخبار جوده)ويزيد بن خالد الذي مدحه موسى شهوات بقوله:قــم فصــوت إذا أتيــت دمشـقاً: يايزيــد بــن خالـد بـن يزيـديايزيــد بـن خالـد إن تجبنـبي يلقنــي طــائري بنجـم السـعودوسمي موسى شهوات لقوله في يزيد بن معاوية:لســت منــا، وليـس خالـدُ منـا مــا نضــيعُ الصــلاةَ للشـهواتِوحرب بن خالد بن يزيد والد المحدث مسلمة بن حرب وممدوح الشاعر داود بن سلم بالقصيدة التي يقول فيها:ولمــــا دفعــــت لأبــــوابهم ولاقيــت حربــاً لقيـت النجاحـاوجـــدناه يحمـــده المجتــدون ويــأبى علـى العسـر إلا سـماحاويغشـــون حـــتى يــرى كلبهــميهــاب الهريـر وينسـى النباحـاومن حرب هذا اشترى الوليد العامودين الأخضرين اللذين تحت قبة النسر في جامع دمشقوسعيد بن خالد. أخباره قليلة.ومحمد بن خالد بن يزيد صاحب القصة مع ناهض بن ثومة الكلابي وأبي الهيثم بن يزيد التنوخي في وصف إحدى قصور حلب رواها ابن العديم في "بغية الطلب" بصورة تختلف عن رواية ابن قتيبة في عيون الأخبار
الأَخْطَلُ هُوَ غِياثُ بنُ غَوثٍ، مِن بَنِي تَغلبَ، شاعِرٌ مِنْ فُحولِ الشُّعراءِ الأُمويِّينَ، وقد اتُّفِقَ عَلى أنَّهُ والفرزدقَ وجريراً فِي الطَّبقةِ الأُولى مِنَ الشُّعراءِ الإِسلامِيِّينَ، نَشأَ في بادِيَةِ الجَزيرةِ الفُراتيَّةِ فِي العِراقِ، وظلَّ هُوَ وقومُهُ على النّصرانيَّةِ ولمْ يَدْخُلوا الإِسلامَ، وقد امْتازَ شِعرُهُ بِالصَّقلِ والتّشْذِيبِ مِن غَيرِ تَكَلُّفٍ، وَشُبِّهَ بِالنَّابِغَةِ الذُّبيانيِّ لِصِحَّةِ شِعرِهِ، وَكانَ الأخطلُ مُقرَّباً مِن خُلفاءِ بَنِي أُميَّةَ وأَكْثَرَ مِنْ مَدْحِهم وهجاءِ أعدائِهم، توفيَ فِي حُدودِ سَنَةِ 90 لِلْهِجْرَةِ.
عُبَيد بن حُصين بن معاوية بن جندل، النميري، أبو جندل.من فحول الشعراء المحدثين، كان من جلّة قومه، ولقب بالراعي لكثرة وصفه الإبل وكان بنو نمير أهل بيتٍ وسؤدد.وقيل: كان راعَي إبلٍ من أهل بادية البصرة.عاصر جريراً والفرزدق وكان يفضّل الفرزدق فهجاه جرير هجاءاً مُرّاً وهو من أصحاب الملحمات.وسماه بعض الرواة حصين بن معاوية.
جريرُ بنُ عطيَّةَ الكَلبِيُّ اليَربُوعِيِّ التّميميُّ، ويُكَنَّى أَبا حَزْرَةَ، وهو شاعِرٌ أُمَوِي مُقدَّمٌ مُكثِرٌ مُجيدٌ، يُعدُّ فِي الطّبقةِ الأُولى مِن الشُّعراءِ الإِسلامِيِّينَ، وُلِدَ فِي اليَمامةِ ونَشأَ فِيها وانْتقلَ إِلى البَصرَةِ، واتَّصَلَ بِالخُلفاءِ الأُمَوِيِّينَ وَوُلاتِهِم، وكانَ يُهاجِي شُعراءَ زَمانِهِ ولمْ يَثبُتْ أَمامَهُ إِلَّا الفَرزْدَقُ والأَخْطَلُ، وقد قَدَّمَهُ بعضُ النُّقادِ والرُّواةُ على الفَرزدقِ والأَخطَلِ وذُكِرَ أنَّ أَهلَ الْبَادِيَةِ وَالشُّعرَاءِ بِشِعْرِ جريرٍ أَعجَبُ، وأَنَّهُ يُحْسِنُ ضُروباً مِنَ الشِّعرِ لا يُحسِنُها الفَرَزْدَقُ والأَخْطَلُ، وقدْ تُوُفِّيَ فِي سَنَةِ 110 لِلهِجْرَةِ.
عبيد الله بن قيس بن شريح بن مالك، من بني عامر بن لؤي، ابن قيس الرقيات.شاعر قريش في العصر الأموي. كان مقيماً في المدينة.خرج مع مصعب بن الزبير على عبد الملك بن مروان، ثم انصرف إلى الكوفة بعد مقتل ابني الزبير (مصعب وعبد الله) فأقام سنة وقصد الشام فلجأ إلى عبد الله بن جعفر بن أبي طالب فسأل عبد الملك في أمره، فأمّنه، فأقام إلى أن توفي.أكثر شعره الغزل والنسيب، وله مدح وفخر. ولقب بابن قيس الرقيات لأنه كان يتغزل بثلاث نسوة، اسم كل واحدة منهن رقية
وجمع أبو الفرج الأصفهاني أخباره في ذيل بيتين هما من الأصوات المائة المختارة قال:صوت من المائة المختارة من رواية جحظة عن أصحابهأمسـى الشـباب مودعـاً محمـودا والشـيب مؤتنـف المحـل جديـداوتغيـر الـبيض الأوانـس بعدما حملتهــن مواثقــاً وعهــوداثم نسب الغناء وساق نسب يزيد وأخباره قال: وكان يلقب مودقاً، سمي بذلك لحسن وجهه وحسن شعره وحلاوة حديثه، فكانوا يقولون: إنه إذا جلس بين النساء ودقهن.وأول أخباره تولعه بفتاة من بني جرم تسمى وحشية، انظر قصتها معه في صفحة البيتين:فـإن شـئت يـا مياد زرنا وزرتمولم ننفس الدنيا على من يصيبهاأيــذهب ميــادٌ بألبـاب نسـوتي ونســوة ميــادٍ صـحيحٌ قلوبهـاوهي قصة طريفة يمكن إخراجها في مسلسل من مسلسلات الباديةونقل أبو الفرج أخبار يزيد مع بني سدة عن راوية اسمه أبو عثمان سعيد بن طارق، ولم أعثر على ذكر له في غير هذه الصفحة من الأغاني.وانظر في هذه الموسوعة ديوان حكيم بن أبي الخلاف السدري
عُمَرُ بنُ عبدِ اللَّهِ بنِ أَبِي رَبِيعةَ، مِنْ بَنِي مَخزُومٍ إِحدَى بُطونِ قَبيلَةِ قُريشٍ، يُكنّى أَبا الخَطَّابِ، وُلِدَ فِي اللَّيلَةِ الّتِي تُوفِّيَ فِيها عُمرُ بنُ الخطّابِ رضيَ الله عنهُ فَسُمِّيَ باسْمِهِ، وهُوَ أَشْهَرُ شُعراءِ عَصْرِهِ فِي الغَزَلِ والنَّسِيبِ، وهُوَ مَنْ جَعلَ العَرَبَ تُقرُّ لِقُرَيشٍ بِالشِّعْرِ ولا تُنازِعُها فِيهِ، وجُلُّ شِعرِهِ فِي الغَزَلِ والتّشبيبِ بِالنِّساءِ، وقدْ نفاهُ عُمرُ بنُ عبدِ العَزيزِ إلى دُهلك حينَ رُفِعَ إليهِ أَنَّهُ يَتَعرَّضُ لِلنّساءِ الحَواجِّ ويُشبِّبُ بِهِنَّ، وقدْ عاشَ ثَمانينَ سنةً، فَتكَ مِنْها أَربَعِينَ سَنَةً، ونَسكَ أَرْبَعِينَ سنةً، فَقدْ تابَ وترَكَ قَولَ الشِّعرِ، ثُمّ غَزا فِي البَحرِ فاحْتَرَقَتْ السَّفينةُ بِهِ وبِمَنْ مَعَهُ، فَماتَ فِيها غَرقاً. وكانَتْ وفَاتُهُ حَوالَي سَنةِ 93 لِلْهِجْرَةِ.
الفَرَزْدَقُ هُوَ هَمَّامُ بْنُ غَالِبِ بْنِ صَعْصَعَةَ المُجَاشِعِيُّ التَّمِيمِيُّ، لُقِّبَ بِالفَرَزْدَقِ لِجَهَامَةِ وَجْهِهِ وَغِلَظِهِ، وَهُوَ مِنْ اشْهَرِ الشُّعَرَاءِ الْأُمَوِيِّينَ، وَعَدَّهُ ابْنُ سَلَّامٍ مِنْ شُعَرَاءِ الطَّبَقَةِ الْأُولَى الإِسْلَامِيِّينَ، وَكَانَ الفَرَزْدَقُ مِنْ بَيْتِ شَرَفٍ وَسِيَادَةٍ في قومِهِ فَكَانَ شَدِيد الفَخْرِ بِهُمْ وَكَانَ لِسَانَهُمْ عِنْدَ الْخُلَفَاءِ وَالْوُلَاةِ، وَلَهُ مَعَ جَرِيرٍ وَالاخْطَلِ اهَاجٍ مَشْهُورَةٌ عُرِفَتْ بِالنَّقَائِضِ، وَكَانَ مُتَقَلِّبًا فِي وَلَائِهِ السِّيَاسِيِّ وتَعَرَّضَ لِلسّجْنِ وَالمُلَاحَقَةِ مِنْ قِبَلِ عَدَدٍ مِنْ الوُلَاةِ، وَقَدْ عُمِّرَ حَتَّى خِلَافَةِ هِشَامِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ وَمَاتَ سَنَةَ 110 لِلْهِجْرَةِ.
جَميلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَعْمَرٍ، أَحَدُ بَنِي عُذْرَةٍ مِنْ قُضاعَةَ، كَانَتْ مَنازِلُهُمْ فِي وَادِي القُرَى قُرْبَ المَدينَةِ المُنَوَّرَةِ، وَجَميلٌ شاعِرٌ إِسْلاميٌّ فَصِيحٌ مُقَدَّمٌ، كَانَ راوِيَةَ هُدْبَةَ بْنِ الخَشْرَمِ، وَكَانَ كُثَيِّرُ عَزَّةَ راوِيَةَ جَمِيلٍ، وَهُوَ مِنْ أَشْهَرِ الشُّعَراءِ اَلْعُذْريِّينَ، وَمِن عُشّاقِ العَرَبِ الَّذِينَ تَيَّمَهُمْ الحُبُّ، وَصاحِبَتُهُ بُثَيْنَةُ هِيَ مِنْ بَناتِ قَوْمِهِ وَأَغْلَبُ شِعْرِهِ فِيهَا، وَلَمْ يَمْنَعْهُ زَواجُها بِغيرِهِ فَبَقِيَ يُلاحِقُها حَتَّى شَكَاه قَوْمُها إِلَى السُّلْطانِ فَأَهْدَرَ دَمَهُ، ثُمَّ رَحَلَ إِلَى اليَمَنِ، وَبَعْدَهَا قَصَدَ مِصْرَ وَوَفَدَ عَلَى عَبْدِ العَزِيزِ بْنِ مَرْوانَ فَأَكْرَمَهُ، فَأَقَامَ قَلِيلاً فِيها ثُمَّ مَاتَ، وَكَانَتْ وَفاتُهُ حَوَالَيْ سَنَةِ 82 لِلْهِجْرَةِ.
مَجْنونُ لَيْلَى مِنْ أَشْهَرِ الشُّعَراءِ اَلْعُذْريينَ فِي العَصْرِ الأُمَويِّ، وَقَدْ اُخْتُلِفَ فِي وُجودِهِ فَقِيلَ هوَ اسْمٌ مُسْتَعَارٌ لَا حَقيقَةَ لَهُ، وَتَعَدَّدَتْ الْآرَاءُ فِي اسْمِهِ كَذَلِكَ وَأَشْهَرُها أَنَّهُ قَيْسُ بْنُ الْمُلَوَّحِ بْنُ مُزاحِمٍ، مِنْ بَني عامِرِ بْنِ صَعْصَعَةَ، لُقِّبَ بِمَجْنونِ بَني عامِرٍ، وَيَغْلُبُ عَلَيْهِ لَقَبُ مَجْنُونِ لَيْلَى، ولَيلَى هي محبوبتُهُ اَلَّتِي عَشِقَها وَرَفْضَ أَهْلُها تَزْويجَها لَهُ، فَهَامَ عَلَى وَجْهِهِ يُنْشِدُ الأَشْعارَ وَيَأْنَسُ بِالْوُحُوشِ، فَكانَ يُرَى فِي نَجْدٍ وَحِيناً فِي الحِجَازِ حِيناً فِي الشّامِ، إِلَى أَنْ وُجِدَ مُلْقىً بَيْنَ أَحْجارِ إِحْدَى الأَوْدِيَةِ وَهُوَ مَيِّتٌ، وَكَانَتْ وَفاتُهُ نَحْوَ سَنَةِ 68 لِلْهِجْرَةِ.
قيسُ بنُ ذَرِيح الليثيِّ، مِنْ بَنِي عبدِ مَناةَ بنِ كِنانةَ، شاعِرٌ مِنْ عُشّاقِ العَرَبِ المَشهورِينَ، وصاحِبَتُهُ لُبْنَى بنتُ الحُبابِ الكَعْبِيَّةِ الَتِي اشْتُهِرَ بِها، كانَ مِنْ سُكّانِ المَدِينةِ، وَقيلَ هُوَ رَضِيعُ الْحُسينِ بنِ عليِّ بنِ أَبِي طالِبٍ رَضِيَ اللهُ عنْهُما أَرْضَعَتْهُ أُمُّ قَيسٍ. وقَدْ تَزَوَّجَ قَيسٌ مِنْ لُبْنَى بَعْدَ أَنْ عَشِقَها ثُمَّ طَلَقَها بعدَ أنْ أَجْبَرَهُ أَهْلُهُ عَلَى طَلاقِها، فَنَدِمَ عَلَى ذَلكَ وساءَتْ حَالُهُ وَلَهُ مَعها قِصَصٌ وأَخْبَارٌ عَدِيدَةٌ، وَشِعْرُهُ عالِي الطّبقَةِ فِي التَشْبِيبِ وَوَصْف الشّوقِ والْحَنِينِ، تُوفِّيَ نَحوَ سَنَةِ 68 لِلْهِجْرَةِ.