
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
الفَرَزْدَقُ هُوَ هَمَّامُ بْنُ غَالِبِ بْنِ صَعْصَعَةَ المُجَاشِعِيُّ التَّمِيمِيُّ، لُقِّبَ بِالفَرَزْدَقِ لِجَهَامَةِ وَجْهِهِ وَغِلَظِهِ، وَهُوَ مِنْ اشْهَرِ الشُّعَرَاءِ الْأُمَوِيِّينَ، وَعَدَّهُ ابْنُ سَلَّامٍ مِنْ شُعَرَاءِ الطَّبَقَةِ الْأُولَى الإِسْلَامِيِّينَ، وَكَانَ الفَرَزْدَقُ مِنْ بَيْتِ شَرَفٍ وَسِيَادَةٍ في قومِهِ فَكَانَ شَدِيد الفَخْرِ بِهُمْ وَكَانَ لِسَانَهُمْ عِنْدَ الْخُلَفَاءِ وَالْوُلَاةِ، وَلَهُ مَعَ جَرِيرٍ وَالاخْطَلِ اهَاجٍ مَشْهُورَةٌ عُرِفَتْ بِالنَّقَائِضِ، وَكَانَ مُتَقَلِّبًا فِي وَلَائِهِ السِّيَاسِيِّ وتَعَرَّضَ لِلسّجْنِ وَالمُلَاحَقَةِ مِنْ قِبَلِ عَدَدٍ مِنْ الوُلَاةِ، وَقَدْ عُمِّرَ حَتَّى خِلَافَةِ هِشَامِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ وَمَاتَ سَنَةَ 110 لِلْهِجْرَةِ.
الأَخْطَلُ هُوَ غِياثُ بنُ غَوثٍ، مِن بَنِي تَغلبَ، شاعِرٌ مِنْ فُحولِ الشُّعراءِ الأُمويِّينَ، وقد اتُّفِقَ عَلى أنَّهُ والفرزدقَ وجريراً فِي الطَّبقةِ الأُولى مِنَ الشُّعراءِ الإِسلامِيِّينَ، نَشأَ في بادِيَةِ الجَزيرةِ الفُراتيَّةِ فِي العِراقِ، وظلَّ هُوَ وقومُهُ على النّصرانيَّةِ ولمْ يَدْخُلوا الإِسلامَ، وقد امْتازَ شِعرُهُ بِالصَّقلِ والتّشْذِيبِ مِن غَيرِ تَكَلُّفٍ، وَشُبِّهَ بِالنَّابِغَةِ الذُّبيانيِّ لِصِحَّةِ شِعرِهِ، وَكانَ الأخطلُ مُقرَّباً مِن خُلفاءِ بَنِي أُميَّةَ وأَكْثَرَ مِنْ مَدْحِهم وهجاءِ أعدائِهم، توفيَ فِي حُدودِ سَنَةِ 90 لِلْهِجْرَةِ.
عُبَيد بن حُصين بن معاوية بن جندل، النميري، أبو جندل.من فحول الشعراء المحدثين، كان من جلّة قومه، ولقب بالراعي لكثرة وصفه الإبل وكان بنو نمير أهل بيتٍ وسؤدد.وقيل: كان راعَي إبلٍ من أهل بادية البصرة.عاصر جريراً والفرزدق وكان يفضّل الفرزدق فهجاه جرير هجاءاً مُرّاً وهو من أصحاب الملحمات.وسماه بعض الرواة حصين بن معاوية.
جريرُ بنُ عطيَّةَ الكَلبِيُّ اليَربُوعِيِّ التّميميُّ، ويُكَنَّى أَبا حَزْرَةَ، وهو شاعِرٌ أُمَوِي مُقدَّمٌ مُكثِرٌ مُجيدٌ، يُعدُّ فِي الطّبقةِ الأُولى مِن الشُّعراءِ الإِسلامِيِّينَ، وُلِدَ فِي اليَمامةِ ونَشأَ فِيها وانْتقلَ إِلى البَصرَةِ، واتَّصَلَ بِالخُلفاءِ الأُمَوِيِّينَ وَوُلاتِهِم، وكانَ يُهاجِي شُعراءَ زَمانِهِ ولمْ يَثبُتْ أَمامَهُ إِلَّا الفَرزْدَقُ والأَخْطَلُ، وقد قَدَّمَهُ بعضُ النُّقادِ والرُّواةُ على الفَرزدقِ والأَخطَلِ وذُكِرَ أنَّ أَهلَ الْبَادِيَةِ وَالشُّعرَاءِ بِشِعْرِ جريرٍ أَعجَبُ، وأَنَّهُ يُحْسِنُ ضُروباً مِنَ الشِّعرِ لا يُحسِنُها الفَرَزْدَقُ والأَخْطَلُ، وقدْ تُوُفِّيَ فِي سَنَةِ 110 لِلهِجْرَةِ.
عبيد الله بن قيس بن شريح بن مالك، من بني عامر بن لؤي، ابن قيس الرقيات.شاعر قريش في العصر الأموي. كان مقيماً في المدينة.خرج مع مصعب بن الزبير على عبد الملك بن مروان، ثم انصرف إلى الكوفة بعد مقتل ابني الزبير (مصعب وعبد الله) فأقام سنة وقصد الشام فلجأ إلى عبد الله بن جعفر بن أبي طالب فسأل عبد الملك في أمره، فأمّنه، فأقام إلى أن توفي.أكثر شعره الغزل والنسيب، وله مدح وفخر. ولقب بابن قيس الرقيات لأنه كان يتغزل بثلاث نسوة، اسم كل واحدة منهن رقية
وجمع أبو الفرج الأصفهاني أخباره في ذيل بيتين هما من الأصوات المائة المختارة قال:صوت من المائة المختارة من رواية جحظة عن أصحابهأمسـى الشـباب مودعـاً محمـودا والشـيب مؤتنـف المحـل جديـداوتغيـر الـبيض الأوانـس بعدما حملتهــن مواثقــاً وعهــوداثم نسب الغناء وساق نسب يزيد وأخباره قال: وكان يلقب مودقاً، سمي بذلك لحسن وجهه وحسن شعره وحلاوة حديثه، فكانوا يقولون: إنه إذا جلس بين النساء ودقهن.وأول أخباره تولعه بفتاة من بني جرم تسمى وحشية، انظر قصتها معه في صفحة البيتين:فـإن شـئت يـا مياد زرنا وزرتمولم ننفس الدنيا على من يصيبهاأيــذهب ميــادٌ بألبـاب نسـوتي ونســوة ميــادٍ صـحيحٌ قلوبهـاوهي قصة طريفة يمكن إخراجها في مسلسل من مسلسلات الباديةونقل أبو الفرج أخبار يزيد مع بني سدة عن راوية اسمه أبو عثمان سعيد بن طارق، ولم أعثر على ذكر له في غير هذه الصفحة من الأغاني.وانظر في هذه الموسوعة ديوان حكيم بن أبي الخلاف السدري
عُمَرُ بنُ عبدِ اللَّهِ بنِ أَبِي رَبِيعةَ، مِنْ بَنِي مَخزُومٍ إِحدَى بُطونِ قَبيلَةِ قُريشٍ، يُكنّى أَبا الخَطَّابِ، وُلِدَ فِي اللَّيلَةِ الّتِي تُوفِّيَ فِيها عُمرُ بنُ الخطّابِ رضيَ الله عنهُ فَسُمِّيَ باسْمِهِ، وهُوَ أَشْهَرُ شُعراءِ عَصْرِهِ فِي الغَزَلِ والنَّسِيبِ، وهُوَ مَنْ جَعلَ العَرَبَ تُقرُّ لِقُرَيشٍ بِالشِّعْرِ ولا تُنازِعُها فِيهِ، وجُلُّ شِعرِهِ فِي الغَزَلِ والتّشبيبِ بِالنِّساءِ، وقدْ نفاهُ عُمرُ بنُ عبدِ العَزيزِ إلى دُهلك حينَ رُفِعَ إليهِ أَنَّهُ يَتَعرَّضُ لِلنّساءِ الحَواجِّ ويُشبِّبُ بِهِنَّ، وقدْ عاشَ ثَمانينَ سنةً، فَتكَ مِنْها أَربَعِينَ سَنَةً، ونَسكَ أَرْبَعِينَ سنةً، فَقدْ تابَ وترَكَ قَولَ الشِّعرِ، ثُمّ غَزا فِي البَحرِ فاحْتَرَقَتْ السَّفينةُ بِهِ وبِمَنْ مَعَهُ، فَماتَ فِيها غَرقاً. وكانَتْ وفَاتُهُ حَوالَي سَنةِ 93 لِلْهِجْرَةِ.
جَميلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَعْمَرٍ، أَحَدُ بَنِي عُذْرَةٍ مِنْ قُضاعَةَ، كَانَتْ مَنازِلُهُمْ فِي وَادِي القُرَى قُرْبَ المَدينَةِ المُنَوَّرَةِ، وَجَميلٌ شاعِرٌ إِسْلاميٌّ فَصِيحٌ مُقَدَّمٌ، كَانَ راوِيَةَ هُدْبَةَ بْنِ الخَشْرَمِ، وَكَانَ كُثَيِّرُ عَزَّةَ راوِيَةَ جَمِيلٍ، وَهُوَ مِنْ أَشْهَرِ الشُّعَراءِ اَلْعُذْريِّينَ، وَمِن عُشّاقِ العَرَبِ الَّذِينَ تَيَّمَهُمْ الحُبُّ، وَصاحِبَتُهُ بُثَيْنَةُ هِيَ مِنْ بَناتِ قَوْمِهِ وَأَغْلَبُ شِعْرِهِ فِيهَا، وَلَمْ يَمْنَعْهُ زَواجُها بِغيرِهِ فَبَقِيَ يُلاحِقُها حَتَّى شَكَاه قَوْمُها إِلَى السُّلْطانِ فَأَهْدَرَ دَمَهُ، ثُمَّ رَحَلَ إِلَى اليَمَنِ، وَبَعْدَهَا قَصَدَ مِصْرَ وَوَفَدَ عَلَى عَبْدِ العَزِيزِ بْنِ مَرْوانَ فَأَكْرَمَهُ، فَأَقَامَ قَلِيلاً فِيها ثُمَّ مَاتَ، وَكَانَتْ وَفاتُهُ حَوَالَيْ سَنَةِ 82 لِلْهِجْرَةِ.
مَجْنونُ لَيْلَى مِنْ أَشْهَرِ الشُّعَراءِ اَلْعُذْريينَ فِي العَصْرِ الأُمَويِّ، وَقَدْ اُخْتُلِفَ فِي وُجودِهِ فَقِيلَ هوَ اسْمٌ مُسْتَعَارٌ لَا حَقيقَةَ لَهُ، وَتَعَدَّدَتْ الْآرَاءُ فِي اسْمِهِ كَذَلِكَ وَأَشْهَرُها أَنَّهُ قَيْسُ بْنُ الْمُلَوَّحِ بْنُ مُزاحِمٍ، مِنْ بَني عامِرِ بْنِ صَعْصَعَةَ، لُقِّبَ بِمَجْنونِ بَني عامِرٍ، وَيَغْلُبُ عَلَيْهِ لَقَبُ مَجْنُونِ لَيْلَى، ولَيلَى هي محبوبتُهُ اَلَّتِي عَشِقَها وَرَفْضَ أَهْلُها تَزْويجَها لَهُ، فَهَامَ عَلَى وَجْهِهِ يُنْشِدُ الأَشْعارَ وَيَأْنَسُ بِالْوُحُوشِ، فَكانَ يُرَى فِي نَجْدٍ وَحِيناً فِي الحِجَازِ حِيناً فِي الشّامِ، إِلَى أَنْ وُجِدَ مُلْقىً بَيْنَ أَحْجارِ إِحْدَى الأَوْدِيَةِ وَهُوَ مَيِّتٌ، وَكَانَتْ وَفاتُهُ نَحْوَ سَنَةِ 68 لِلْهِجْرَةِ.
قيسُ بنُ ذَرِيح الليثيِّ، مِنْ بَنِي عبدِ مَناةَ بنِ كِنانةَ، شاعِرٌ مِنْ عُشّاقِ العَرَبِ المَشهورِينَ، وصاحِبَتُهُ لُبْنَى بنتُ الحُبابِ الكَعْبِيَّةِ الَتِي اشْتُهِرَ بِها، كانَ مِنْ سُكّانِ المَدِينةِ، وَقيلَ هُوَ رَضِيعُ الْحُسينِ بنِ عليِّ بنِ أَبِي طالِبٍ رَضِيَ اللهُ عنْهُما أَرْضَعَتْهُ أُمُّ قَيسٍ. وقَدْ تَزَوَّجَ قَيسٌ مِنْ لُبْنَى بَعْدَ أَنْ عَشِقَها ثُمَّ طَلَقَها بعدَ أنْ أَجْبَرَهُ أَهْلُهُ عَلَى طَلاقِها، فَنَدِمَ عَلَى ذَلكَ وساءَتْ حَالُهُ وَلَهُ مَعها قِصَصٌ وأَخْبَارٌ عَدِيدَةٌ، وَشِعْرُهُ عالِي الطّبقَةِ فِي التَشْبِيبِ وَوَصْف الشّوقِ والْحَنِينِ، تُوفِّيَ نَحوَ سَنَةِ 68 لِلْهِجْرَةِ.
ذُو الرُّمَّةِ هُوَ غَيلانُ بنُ عُقْبَةَ العَدَوِيِّ، وُلِدَ فِي بادِيةِ نَجْدٍ وكانَ يَحْضُرُ إِلى اليَمامَةِ والبَصْرَةِ. كانَ شَدِيدَ القِصَرِ دَمِيماً يَضْرِبُ لَونُهُ إِلى السَّوادِ، وَهُوَ مِنْ فُحُولِ الشُّعراءِ فِي العَصْرِ الأُمَوِيِّ، عدَّهُ ابنُ سلَّامٍ فِي طَبقاتِهِ مِنْ شُعراءِ الطَّبَقَةِ الثّانِيَةِ الإِسْلامِيِّينَ، قالَ عَنْهُ أَبُو عَمْرِو بنُ العَلاءِ: فُتِحَ الشِّعرُ بامْرِئِ القَيسِ وخُتِمَ بِذِي الرُّمَّةِ. وقَدْ امْتازَ فِي شِعْرِهِ بِإِجادَةِ التَّشْبِيهِ، وَهُوَ مِنْ عُشَّاقِ العَرَبِ كانَ يُشبِّبُ بِمَيَّةَ المِنْقَرِيَّةِ واشْتُهِرَ بِها، تُوفِّيَ نَحْوَ سَنَةِ 117 لِلهجْرَةِ.
هُوَ هَمَّامُ بْنُ غَالِبِ بْنِ صَعْصَعَةَ بْنِ نَاجِيةَ بْنِ عِقَالِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سُفْيَانَ بْنِ مُجَاشِعِ بْنِ دَارِمِ بْنِ مَالِكِ بْنِ حَنْظَلَةَ بْنِ مَالِكِ بْنِ زَيْدِ مَنَاةَ بْنِ تَمِيمٍ. وَيُكَنَّى ابا فِرَاسٍ. وَقَدْ غَلَبَ عَلَيْهِ لَقَبُ الفَرَزْدَقِ لِجَهَامَةِ وَجْهِهِ وَغِلْظَةٍ، وجَاءَ فِي (الاشْتِقَاق) لِابْنِ دُرَيْدٍ: وَالْفَرَزْدَقُ الخَبْزَةُ الْغَلِيظَةُ تَتَّخِذُ مِنْهَا النِّسَاءُ الفتوتَ.
وَالفَرَزْدَقُ مِنْ بَنِي مُجَاشِعٍ إِحْدَى بُطُونِ قَبِيلَةِ تَمِيمٍ وَالَّتِي تُعَدُّ مِنْ اشْهَرِ القَبَائِلِ العَرَبِيَّةِ وَاكْثَرِهَا عَدَدًا، وَيَنْتَسِبُ الفَرَزْدَقُ لِبَيْتِ سِيَادَةٍ وَشَرَفٍ فِي بَنِي تَمِيمٍ، وَقَدْ اكْثَرَ الفَرَزْدَق مِنْ الْفَخْرِ بِآبَائِهِ وَأجدادِهِ فِي شِعْرِهِ، فَقد كانَ جَدُّهُ صَعْصَعَةُ بْنُ نَاجِيةَ سَيِّدًا مُطَاعًا وَوَفَدَ إِلَى النَّبِيِّ صلّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ وَاسْلَمَ، وَهُوَ مُحْيِي الوَئِيدِ قَبْلَ الْإِسْلَامِ، وَفِيهِ يَقُولُ الفَرَزْدَقُ مُفْتَخِرًا:
وَجَدِّي الَّذِي مَنَعَ الْوَائِدَاتِ وَاحْيَا الوَئِيدَ فَلِمَ تُوادِ
وَكَذَلِكَ كَانَ وَالِدُهُ غَالِبُ سَيِّدًا مِنْ سَادَاتِ قَوْمِهِ وَكَرِيمًا مِعْطَاءً يَقُولُ فِيهِ الفَرَزْدَقُ:
لِلَّهِ عَينَا مَنْ رَاى مِثْلَ غَالِبٍ قَرَى مِئَةً ضَيْفاً وَلَمْ يَتَكَلَّمِ
وَجَدَّتُهُ لِابِيهِ هِيَ لَيْلَى بِنْتُ حَابِسٍ المُجَاشِعِيَّةِ التَّمِيمِيَّةِ وَهِيَ أُخْتُ الصَّحَابِيِّ الاقْرَعِ بْنِ حَابِسٍ الذي كَانَ سَيِّدًا مِنْ سَادَاتِ تَمِيمٍ، وَكَانَ الفَرَزْدَق يَفْخَرُ بِهِ كَمَا فِي قَوْلِهِ:
إِنَّ الْاقَارِعَ وَالحتَّاتَ وَغَالِباً وَابا هُنَيدَةَ دَافَعُوا لِمَقَامِي
امّا أُمُّهُ فَهِيَ لِينَةُ بِنْتُ قَرَظَةَ الضَّبِّيَّةُ التَّمِيمِيَّةُ مِنْ بَنِي ضَبَّةَ مِنْ تَمِيمٍ، وَللفرزدقِ ـخ أسنُّ منهُ يُدعى الاخْطَلُ واسمُهُ هميمُ وقد تُوُفِّيَ قَبْلَهُ، وَلَهُ أُخْتٌ وَاحِدَةٌ هِيَ جِعْثِنُ كَانَ جَرِيرٌ يَذْكُرُهَا فِي شِعْرِهِ فِي هِجَاءِ الفَرَزْدَقِ.
وَقَدْ كَانَ الفَرَزْدَقُ مِزْوَاجًا مِطلَاقَاً، يُقَالُ إِنَّهُ تَزَوَّجَ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ مَرَّةً، وَاشْهُرَ زَوْجَاتِهِ النَّوار وَهِيَ مِنْ بَنِي تَمِيمٍ، أُمًّا اوْلَادُهُ فَقَدْ اسْمَاهُمْ اسْمَاءً غَرِيبَةً وَهُمْ: لَبَطَةُ وَسَبَطَةُ وَخَبَطَةُ وَرَكَضَةُ، وَامَّا بَنَاتُهَ فَخَمْسٌ اوْ سِتُّ بَنَاتٍ.
وُلِدَ الفَرَزْدَقُ فِي البَصْرَةِ فِي حُدُودِ عَام 20 لِلْهِجْرَةِ، وَعَاش فِي طُفُولَتِهِ حَيَاة البَدَاوَة، فَكَان يَرْعَى الْغَنَمَ لِاهْلِهِ الَّذِينَ كَانُوا يتَنقَّلُونَ مِنْ ارْضِ الْعِرَاقِ الْاسْفَلِ إلَى اعَالِي نَجدٍ وَاطْرَافِ الْيَمَامَةِ، وهيَّأتْ هَذِهِ النَّشْاةُ لِلْفَرَزْدَقِ بِيئَةً سَاهَمْتْ فِي تَشْكِيلِ مَوْهِبَتِهِ الشِّعْرِيَّةِ وصقْلِها، وَاكْتَسَبَ مِنْهَا الْفَصَاحَةَ وَقُوَّةَ الشَّكِيمَةِ وَالْجَفَاءَ وَالْغِلْظَةَ، وَقَد بَدَتْ عليهِ عَلَامَاتُ النُّبوغِ وَالَمَيْلِ إِلَى قَوْلِ الشِّعْرِ مُنْذ طُفُولَتِه فَقَدْ ذُكِرَ انَّهُ كَانَ يَرْعَى غنماً لِأُمِّه فَهَجَم عَلَيْهَا ذِئْبٌ وَاخَذَ مِنْهَا كبشاً، وَهَرَبَ الفَرَزْدَقُ فَلَامَتْه أُمُّهُ فَقَالَ:
وَمَا كُنْتُ مِضياعاً ولكنَّ هِمَّتِي
وَاوْرَدَ ابْنُ سلّامٍ فِي طَبَقَاتِهِ انَّ اوَّلَ شِعْرٍ قَالَهُ الْفَرَزْدَقُ ان بَنِي فُقَيْمٍ خَرجُوا يطْلبُونَ دَماً لَهُم فِي قَوْمٍ فصالَحُوا مِنْهُ عَلَى دِيَةٍ، فَقَالَ حِينَ رَجعُوا:
لَقَد آبَتْ وُفُودُ بَنِي فُقَيْمٍ بِالْامِ مَا تَؤُوبُ بِهِ الْوُفُودُ
فَشكَوهُ إِلَى ابِيهِ واسْتَعدُوهُ مِنْهُ فَقَالَ: هُوَ اوغدُ مِنْ ذَاكَ، لَيْتَه يَقُول شِعرًا. فَقَالَ الفَرَزْدَقُ
تَعَذَّرْتَ مِنْ شَتمَ الْعَشِيرَةِ مُولِياً وَلَا بُدَّ لِلمَظنونِ انْ يَتَعذَّرا
فَلَمَّا سَمِعَهُ ابوهُ قَالَ: انْتَ صَاحِبُ الاوَّلِ.
وَقَدْ ظَهَرَتْ مَقْدِرَتُهُ فِي فَنِّ الْهِجَاءِ مُنْذُ نُعُومَةِ اظْفَارِهِ فَكَانَ يُهاجِي شُعَرَاءَ قَوْمِهِ وَكَانُوا يَخْشَوْنَ مَعَرَّةَ لِسَانِهِ، وَقَدْ وَرَدَ انَّ عَلِيَّ بنُ ابِي طَالِبٍ رضي اللهُ عنه حِينَ جَاءَ الْبَصْرَةَ بَعْد مَعْرَكَةِ الْجَمَلِ جَاءَهُ غَالِبٌ ابُو الفَرَزْدَقِ وَقَالَ لَهُ: إنّ بُنِيَّ هَذَا مِنْ شُعَرَاءِ مُضَرَ فَاسْمَعْ مِنْهُ، فَقَالَ عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: عَلِّمْهُ الْقُرْآنَ.
وَقَد تزوّج الْفَرَزْدَق اثْنَتَيْ عَشْرَةَ مرّة، فَكَان لِسُوءِ خُلُقِهِ وجفائِهِ مِزواجاً لَا يَستَقِرُّ مَعَ امْرَاةٍ، وَإِحْدَى زَوْجَاتِه هِي النّوار ابْنَةُ عَمِّهِ، وَكَانَ لَهُ مَعَهَا قِصَّةٌ مُلَخَّصُهَا انَّهَا طُلِّقَتْ مِنْ زَوْجِهَا فَكَانَ الفَرَزْدَقُ وَلِيِّهَا إذْ كَانَ اقْرَبَ اهْلِهَا لَهَا، ثُمَّ خَطَبَهَا رَجُلٌ فَطَلَبَتْ مِنَ الفَرَزْدَقِ أنْ يُزَوِّجَها لَه، فَجَمَعَ الفَرَزْدَقُ قَوْمَهُ مِنْ بَنِي مُجَاشِعٍ وَقَال: تَعْلَمُونَ انِّي وَلِيُّ النّوارِ وَأُشْهِدُكُمْ انِّي زوّجْتُها مِنْ نَفْسِي، ولمّا عَلِمْت النّوار بِمَا فَعَلَهُ وَكَانَت تَنْفِرُ مِنْهُ لِسُوءِ خُلُقِهِ لَجَات إلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ فِي مَكَّةَ وَكَانَ وَاليهَا آنذاك، فلحقها الفَرَزْدَقُ وَنَزَلَ بِحَمْزَةَ بْنِ عبدِ اللهِ بنِ الزُّبيرِ، فَمَدَحَه وَمَدَح أباهُ، لَكِنَّ ابْنَ الزُّبَيْرِ مَالَ مَعَ النّوارِ وَامَرَهُ بِتَطْلِيقِهَا، فَغَضِب الفَرَزْدَقُ وَقَال: مَا امَرَنِي بِطَلَاقِهَا إلَّا ليثبَ عَلَيْهَا، فَاشْتَدَّ غَضَبُ ابْنِ الزُّبَيْرِ عَلَى الْفَرَزْدَق وهدّدَ بِقَتْلِه، ثَمَّ اصْلَحَ بينَمها نَفَرٌ مِنْ تَمِيمٍ، وَاصْلَح الْوَالِي بَيْنَهُ وَبَيْنَ نوارٍ فتزوَّجَها وَعَادَ بِهَا إلَى البَصْرَةِ، لَكِنّ الْعَلَاقَةَ لَمْ تَدُمْ بَيْنَهُمَا طَوِيلاً فدبَّتْ الخِلَافَاتُ بَيْنَهُمَا، حَتَّى اقنعتْهُ بِتَطْلِيقِهَا وَبَذَلَتْ لَهُ الْمَالَ فَفَعَلَ، ثُمَّ نَدِمَ عَلَى ذَلِكَ وَذَكَرَ ذَلِكَ فِي ابْيَاتٍ عَدِيدَةٍ مِنْهَا قَوْلُهُ :
نَـدِمْتُ نَدَامَـةَ الكُسـعِيِّ لَمَّـا غَــدَتْ مِنِّي مُطَلَّقَــةً نَـوَارُ
وَكـانَتْ جَنَّتِـي فَخَرَجْـتُ مِنْهَـا كَـآدَمَ حِيـنَ لَـجَّ بِها الضِّرارُ
وَكَان الْفَرَزْدَقُ مُقدَّما فِي قَوْمِهِ وَهُوَ لِسَانُهُم عِنْدَ الْوُلَاةِ وَالْخُلَفَاء، وَكَانَ شَدِيدَ الْفَخْرِ بِقَوْمِهِ وشُجاعاً في الدِّفَاعِ عَنْ حُقُوقِهِمْ، مِنْ ذَلِكَ احْتِجَاجُه عَلَى مُعَاوِيَةَ حَيْنَ مَنَعَ عَطَاءَ احَدِ رجالِ قَوْمِهِ وَهُوَ الحتّاتُ بَعْدَ مَوْتِهِ، ولجأ قَوْمُهُ لَهُ فِي رَفْعِ غَرَامَةٍ عَنْهُم فَتَكَلَّم بِلِسَانِهِم، وَوَرَدَ فِي (الْكَامِل) لِلْمُبَرِّدِ انَّ عجوزاً اسْتَجَارَت بِقَبْر ابِيه فأجارها وَسَعَى فِي امْرِهَا.
وَهُوَ فِي عَلَاقَتِهِ بالخُلفاءِ وَالْوُلَاةِ كَثِيرُ التقلّبِ لَا يستقرُّ عَلَى حَالٍ، فقد هاجمَ بعضَ الخُلفاءِ والولاةِ وتعرّضَ إثرَ ذلكَ لِلسّجنِ والمُطارَدةِ، فلَهُ قَصِيدَةٌ يَحْتَجُّ فِيهَا عَلَى مُعَاوِيَةَ فِي مُعَامَلَتِهِ لِبَعْضِ بَنِي تَمِيمٍ، فلمّا سَمِعَهَا وَالِيهِ عَلَى الْبَصْرَةِ زِيَادُ بْنُ ابِيه امَر بِإِحْضَار الْفَرَزْدَق فَهَرَبَ مِنْهُ مُتنقِّلاً بَيْنَ الْقَبَائِلِ، فَلَمْ تُجِرْهُ كَثِيرٌ مِنَ الْقَبَائِلِ لخوفِها مِن زِيَادٍ، وَأجَارَتْهُ بنو بَكْرِ بْنِ وَائِلٍ، فَقَالَ فِيهِمْ:
تَبَغَّـتْ جِـوَاراً فـي مَعَـدٍّ فَلَـمْ تَجِـدْ لِحُرْمَتِهَــا كَــالحَيِّ بَكْـرِ بْـنِ وَائِلِ
ابَـــرَّ وَاوْفَــى ذِمَّــةً يَعْقدُونَهَا وَخَيْـراً إِذَا سـَاوَى الذُّرَى بِالكَوَاهِلِ
ثمّ وَفَدَ عَلَى وَالِي الْمَدِينَةِ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ فَمَدَحَه، وَهُنَاك اجْتَمَعَ مَعَ الْحُطَيْئَةِ الَّذِي اثْنَى عَلَى شِعْرِ الْفَرَزْدَقِ وتنبَّا لَهُ بالنُّبوغِ، ثُمَّ انْتَقَلَ إلَى مَكَّةَ وَعَلَيْهَا مَرْوَانُ بنُ الحَكَمِ الَّذِي طَرَدَهُ مِنْهَا إذْ كَانَ يَتَرَدَّدُ فِيهَا عَلَى الحانات وَبُيُوتِ اللَّهْوِ، ثمّ تَوَجَّه قاصداً الْيَمَنَ فَبَلَغَه نَبَأُ مَوْتِ زِيَادٍ فَقَالَ:
وَقَفْــتُ بِـاعْلَى ذِي قَسَاءٍ مَطِيَّتِـي أُمَايِـلُ فـي مَـرْوَانَ وَابْـنِ زِيَـادِ
فَقُلْـتُ عُبَيْـدُ اللهِ خَيْرُهُمـا اباً وَادْنَاهُمــا عُرْفــاً لِكُــلِّ جَـوَادِ
وَكَان الفَرَزْدَقُ فِي بِدَايَةِ امَرَه ذَا مَيْلٍ زُبيريٍّ، فَقَد مَدْح مُصْعَبَ وَعَبْدَ اللَّهِ بْنَ الزُّبَيْرِ وَابْنَهُ حَمْزَةَ، وَلَكِنَّه انْقَلَبَ عَلَيْهِمْ بَعْدَ ذَلِكَ وَهَجَا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ الزُّبَيْرِ، وَحِينَ انْتَهَى الْامْرُ إلَى عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ اصْبَح الْفَرَزْدَقُ يَمْدَحُ وُلاةَ الأُمويينَ فِي الْعِرَاقِ وَيعْتَذَرُ عَنْ مَوَاقِفِه السَّابِقَةِ، وَاتَّصَل بِبِشْرِ بْنِ مَرْوَانَ اخِي الْخَلِيفَةِ ومدحهُ، ثُمَّ اتَّصَلَ بِالْحَجَّاج وَكَانَ قَدْ هَجَّاه مِنْ قِبَلُ، وَمِنْ قَوْلِهِ فِي هَذِهِ الْفَتْرَةِ:
إِذَا لَاقَـى بَنُـو مَرْوانَ سَلُّوا لِـدِينِ اللهِ اسْيَافاً غِضَابا
صـَوَارِمَ تَمْنَـعُ الْإِسـْلَامَ مِنْهُمْ يُوَكَّـلُ وَقْعُهُـنَّ بِمَـنْ ارَابـا
ثُمَّ كَانَ لَهُ مَدَائِحُ كَثِيرَةٌ لِلْوَلِيدِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ حِينَ وَلِيَ الْخِلَافَةَ، وَفِي هَذِهِ الْفَتْرَةِ حجَّ الْفَرَزْدَق فَصَادَف زَيْنَ الْعَابِدِينَ فَمَدَحَهُ بميميَّتِهِ المَشْهُورَةِ الَّتِي مَطْلِعِهَا:
هَذا الَّذي تَعرِفُ البَطحاءُ وَطاتَهُ وَالبَيتُ يَعرِفُهُ وَالحِلُّ وَالحَرَمُ
هَذا اِبنُ خَيرِ عِبادِ اللَهِ كُلِّهِمُ هَذا التَقِيُّ النَقِيُّ الطاهِرُ العَلَمُ
فَحَبَسَه هِشَامِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ فِي عسفَانَ بَيْنَ مَكَّةَ وَالْمَدِينَةِ، وَفِي اثْنَاءِ وِلَايَةِ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ عَلَى الْمَدِينَةِ قَدِمَ عَلَيْهِ الْفَرَزْدَق فَاكْرَمَهُ عُمَرُ وَاحْسَن ضِيَافَتِه، فاختبَرَهُ عُمَرُ فَوَجَدَهُ صَاحِبَ فُجُورٍ فَنَفَاهُ عَنْ الْمَدِينَةِ، وَقَدْ مَدَحَ الْفَرَزْدَقُ بَعْدَ ذَلِكَ عُمَرَ حِينَ وَلِيَ الْخِلَافَةَ. وَلَكِنَّ اكْثَرَ الْخُلَفَاء الَّذِين اتَّصَل بِهِم الْفَرَزْدَقُ وَمَدَحَهُم هُوَ سُلَيْمَانُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ فَهُوَ اوَّلُ خَلِيفَةٍ يُفِد عَلَيْهِ وَكَانَ قَدْ رَافَقَه إلَى الْحَجِّ مَعَ بَعْضِ الشُّعَرَاءِ، وَهُوَ الْخَلِيفَةُ الْوَحِيدُ الَّذِي رَثاه الْفَرَزْدَقُ. ثُمّ مَدْح الفَرَزْدَقُ يَزِيدَ بْنَ عَبْدِ الْمَلِكِ، وَآخَرُ مِنْ اتَّصَلَ بِهِم الْفَرَزْدَقُ مِنْ الْخُلَفَاءِ هِشَامُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ.
عُمِّرَ الفرزدقُ حتَّى أدركَ خِلَافِةَ هِشَامِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ، وَتُوُفِّيَ فِي حَوَالَيْ سَنَةَ 110 لِلْهِجْرَة، وَرُوِيَ ايْضًا -كما اشَارَ المرزُبانيُّ- انَّهُ مَاتَ سَنَةَ 114 لِلْهِجْرَة. وَيُقَالُ إنّ سَبَبَ وَفَاتِه انَّهُ اصَابَتْهُ الدُّبَيْلَةُ وَهِيَ خُرَّاجٌ وَدُمَّلٌ كَبِيرٌ تَظْهَرُ فِي الْجَوْفِ فَتُقْتَلُ صَاحِبَهَا غَالِبًا، وَصَلَّى عَلَيْهِ بِلَالُ بْنُ ابِي بُرْدَةَ وَالِي البَصْرَةِ لِهِشَامٍ، وَدُفِنَ فِي الْبَصْرَةِ فِي مَقَابِرِ بَنِي تَمِيمٍ.
يُعَدُّ الفَرَزْدَقُ مِنْ اشْهَرِ شُعَرَاءِ الْعَصْرِ الأُمَوِيِّ، فَقَدْ كَانَ هُوَ والأخطلُ وَجَرِيرُ فِي الطَّبَقَة الْأُولَى مِنْ الشُّعَرَاء الْإِسْلَامِيِّين، وَقَدْ كَثُرَتْ بَيْنَهُم قَصَائِد الْهِجَاء الَّتِي سُمِّيَتْ بالنّقائِضِ، وَهُم شُعَرَاءُ مُتَسَاوُونَ فِي طَبَقَتِهِم عَمِدَ بَعْضُ النّقادِ إلَى الْمُفَاضَلَةِ بَيْنِهم وَتَفْضِيل احَدِهِمْ عَلَى الْآخَرَينِ.
ذكرَ المَرْزُبَانِيُّ فِي (مُعجم الشُّعراء) أنّ اكْثَرَ اهْلِ العِلْمِ يقدِّمونَ الفرزْدَقَ عَلَى جَرِيرٍ وَقَدْ فَضّلَهُ جَرِيرٌ عَلَى نَفْسِهِ فِي الشِّعْرِ، وَلَهُ فِي جَرِير:
لَيْس الْكِرَامُ بِنَاحِليكَ ابَاهُمُ حَتّى تُرَدَّ إلَى عَطِيَّة تَعْتَلُ
وَقَالَ جَرِيرٌ: مَا قَالَ لِي الفَرَزْدَقُ بيتاً إلَّا وَقَدْ أكْبيتُهُ ايْ قَلَبْتُهُ إِلَّا هَذَا الْبَيْتَ فَإِنِّي مَا ادْرِي كَيْفَ اقُولُ فِيهِ.
وَرَدَ فِي طَبَقَاتِ فُحُولِ الشُّعَرَاءِ انَّ الْحُطَيْئَةَ أُعْجِبَ بِشِعْرِ الفَرَزْدَقِ وتَنَبَّا لَهُ بِالتَّفَوُّقِ، فَبَعْدَ انْ سَمِعَ مَدحَهُ لِسَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ وَالِي الْمَدِينَةِ، قَالَ لَهُ: يَا غُلَامُ لَئِن بَقِيَتَ لتَبْرُزَنَّ عَلَيْنَا، يَا غُلَامُ انْجَدَتْ أُمُّك؟ قَالَ لَا بَل ابِي يُرِيد الْحُطَيْئَةُ إِنْ كَانَتْ أُمُّكَ انْجَدَتْ فَإِنِّي اصَبْتُهَا فاشْبَهتَنِي فالفاهُ لُقِّنَ الْجَوابَ.
وَمِنَ الَّذِينَ فَضَّلُوا الفَرَزْدَقَ مِنَ النُّقّادِ وَالرُّوَاةِ ابُو عَمْرِو بْنِ العَلَاءِ الَّذِي قَالَ: لَمْ ارَ بَدَوِيّاً اقَامَ فِي الحَضَرِ إِلَّا فَسَدَ لِسَانُهُ غَيْر رُؤْبَةَ وَالفَرَزْدَقِ.
وَيُروَى عَن يُونُسَ انَّهُ كَانَ يُفَضِّلُ الْفَرَزْدَقَ وَيَقُولُ لَوْلَا الفَرَزْدَقُ لَذَهَبَ شِعْرُ العَرَبِ.
وَقَالَ قُتَيْبَةُ بْنُ مُسلمٍ فِيمَا كَتَبَهُ إِلَى الحجَّاجِ حِينَ سَالَهُ عَن اشْعَرِ شُعَرَاءِ الجَاهِلِيَّةِ وَاشْعَرِ شُعَرَاءِ الإِسْلَامِ قَالَ اشْعَرُ الجَاهِلِيَّةِ امْرُؤُ الْقَيْسِ وَاضْرَبُهُم مَثَلًا طَرَفَةُ وَامَّا شُعَرَاءُ الوَقْتِ فالفَرَزْدَقُ افْخَرُهُم.
"الفرزْدقُ نَبعةُ الشِّعرِ"
(جرير/ ورد في كتاب طبقات فحول الشعراء).
(المرزُبانيّ/معجم الشُّعراء).
(يونس بن حبيب/ من كتاب الوافي بالفيات)
(أبو عبيدة/ ورد في كتاب الأغاني).