
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
الأَخْطَلُ هُوَ غِياثُ بنُ غَوثٍ، مِن بَنِي تَغلبَ، شاعِرٌ مِنْ فُحولِ الشُّعراءِ الأُمويِّينَ، وقد اتُّفِقَ عَلى أنَّهُ والفرزدقَ وجريراً فِي الطَّبقةِ الأُولى مِنَ الشُّعراءِ الإِسلامِيِّينَ، نَشأَ في بادِيَةِ الجَزيرةِ الفُراتيَّةِ فِي العِراقِ، وظلَّ هُوَ وقومُهُ على النّصرانيَّةِ ولمْ يَدْخُلوا الإِسلامَ، وقد امْتازَ شِعرُهُ بِالصَّقلِ والتّشْذِيبِ مِن غَيرِ تَكَلُّفٍ، وَشُبِّهَ بِالنَّابِغَةِ الذُّبيانيِّ لِصِحَّةِ شِعرِهِ، وَكانَ الأخطلُ مُقرَّباً مِن خُلفاءِ بَنِي أُميَّةَ وأَكْثَرَ مِنْ مَدْحِهم وهجاءِ أعدائِهم، توفيَ فِي حُدودِ سَنَةِ 90 لِلْهِجْرَةِ.
عُبَيد بن حُصين بن معاوية بن جندل، النميري، أبو جندل.من فحول الشعراء المحدثين، كان من جلّة قومه، ولقب بالراعي لكثرة وصفه الإبل وكان بنو نمير أهل بيتٍ وسؤدد.وقيل: كان راعَي إبلٍ من أهل بادية البصرة.عاصر جريراً والفرزدق وكان يفضّل الفرزدق فهجاه جرير هجاءاً مُرّاً وهو من أصحاب الملحمات.وسماه بعض الرواة حصين بن معاوية.
جريرُ بنُ عطيَّةَ الكَلبِيُّ اليَربُوعِيِّ التّميميُّ، ويُكَنَّى أَبا حَزْرَةَ، وهو شاعِرٌ أُمَوِي مُقدَّمٌ مُكثِرٌ مُجيدٌ، يُعدُّ فِي الطّبقةِ الأُولى مِن الشُّعراءِ الإِسلامِيِّينَ، وُلِدَ فِي اليَمامةِ ونَشأَ فِيها وانْتقلَ إِلى البَصرَةِ، واتَّصَلَ بِالخُلفاءِ الأُمَوِيِّينَ وَوُلاتِهِم، وكانَ يُهاجِي شُعراءَ زَمانِهِ ولمْ يَثبُتْ أَمامَهُ إِلَّا الفَرزْدَقُ والأَخْطَلُ، وقد قَدَّمَهُ بعضُ النُّقادِ والرُّواةُ على الفَرزدقِ والأَخطَلِ وذُكِرَ أنَّ أَهلَ الْبَادِيَةِ وَالشُّعرَاءِ بِشِعْرِ جريرٍ أَعجَبُ، وأَنَّهُ يُحْسِنُ ضُروباً مِنَ الشِّعرِ لا يُحسِنُها الفَرَزْدَقُ والأَخْطَلُ، وقدْ تُوُفِّيَ فِي سَنَةِ 110 لِلهِجْرَةِ.
عبيد الله بن قيس بن شريح بن مالك، من بني عامر بن لؤي، ابن قيس الرقيات.شاعر قريش في العصر الأموي. كان مقيماً في المدينة.خرج مع مصعب بن الزبير على عبد الملك بن مروان، ثم انصرف إلى الكوفة بعد مقتل ابني الزبير (مصعب وعبد الله) فأقام سنة وقصد الشام فلجأ إلى عبد الله بن جعفر بن أبي طالب فسأل عبد الملك في أمره، فأمّنه، فأقام إلى أن توفي.أكثر شعره الغزل والنسيب، وله مدح وفخر. ولقب بابن قيس الرقيات لأنه كان يتغزل بثلاث نسوة، اسم كل واحدة منهن رقية
وجمع أبو الفرج الأصفهاني أخباره في ذيل بيتين هما من الأصوات المائة المختارة قال:صوت من المائة المختارة من رواية جحظة عن أصحابهأمسـى الشـباب مودعـاً محمـودا والشـيب مؤتنـف المحـل جديـداوتغيـر الـبيض الأوانـس بعدما حملتهــن مواثقــاً وعهــوداثم نسب الغناء وساق نسب يزيد وأخباره قال: وكان يلقب مودقاً، سمي بذلك لحسن وجهه وحسن شعره وحلاوة حديثه، فكانوا يقولون: إنه إذا جلس بين النساء ودقهن.وأول أخباره تولعه بفتاة من بني جرم تسمى وحشية، انظر قصتها معه في صفحة البيتين:فـإن شـئت يـا مياد زرنا وزرتمولم ننفس الدنيا على من يصيبهاأيــذهب ميــادٌ بألبـاب نسـوتي ونســوة ميــادٍ صـحيحٌ قلوبهـاوهي قصة طريفة يمكن إخراجها في مسلسل من مسلسلات الباديةونقل أبو الفرج أخبار يزيد مع بني سدة عن راوية اسمه أبو عثمان سعيد بن طارق، ولم أعثر على ذكر له في غير هذه الصفحة من الأغاني.وانظر في هذه الموسوعة ديوان حكيم بن أبي الخلاف السدري
عُمَرُ بنُ عبدِ اللَّهِ بنِ أَبِي رَبِيعةَ، مِنْ بَنِي مَخزُومٍ إِحدَى بُطونِ قَبيلَةِ قُريشٍ، يُكنّى أَبا الخَطَّابِ، وُلِدَ فِي اللَّيلَةِ الّتِي تُوفِّيَ فِيها عُمرُ بنُ الخطّابِ رضيَ الله عنهُ فَسُمِّيَ باسْمِهِ، وهُوَ أَشْهَرُ شُعراءِ عَصْرِهِ فِي الغَزَلِ والنَّسِيبِ، وهُوَ مَنْ جَعلَ العَرَبَ تُقرُّ لِقُرَيشٍ بِالشِّعْرِ ولا تُنازِعُها فِيهِ، وجُلُّ شِعرِهِ فِي الغَزَلِ والتّشبيبِ بِالنِّساءِ، وقدْ نفاهُ عُمرُ بنُ عبدِ العَزيزِ إلى دُهلك حينَ رُفِعَ إليهِ أَنَّهُ يَتَعرَّضُ لِلنّساءِ الحَواجِّ ويُشبِّبُ بِهِنَّ، وقدْ عاشَ ثَمانينَ سنةً، فَتكَ مِنْها أَربَعِينَ سَنَةً، ونَسكَ أَرْبَعِينَ سنةً، فَقدْ تابَ وترَكَ قَولَ الشِّعرِ، ثُمّ غَزا فِي البَحرِ فاحْتَرَقَتْ السَّفينةُ بِهِ وبِمَنْ مَعَهُ، فَماتَ فِيها غَرقاً. وكانَتْ وفَاتُهُ حَوالَي سَنةِ 93 لِلْهِجْرَةِ.
الفَرَزْدَقُ هُوَ هَمَّامُ بْنُ غَالِبِ بْنِ صَعْصَعَةَ المُجَاشِعِيُّ التَّمِيمِيُّ، لُقِّبَ بِالفَرَزْدَقِ لِجَهَامَةِ وَجْهِهِ وَغِلَظِهِ، وَهُوَ مِنْ اشْهَرِ الشُّعَرَاءِ الْأُمَوِيِّينَ، وَعَدَّهُ ابْنُ سَلَّامٍ مِنْ شُعَرَاءِ الطَّبَقَةِ الْأُولَى الإِسْلَامِيِّينَ، وَكَانَ الفَرَزْدَقُ مِنْ بَيْتِ شَرَفٍ وَسِيَادَةٍ في قومِهِ فَكَانَ شَدِيد الفَخْرِ بِهُمْ وَكَانَ لِسَانَهُمْ عِنْدَ الْخُلَفَاءِ وَالْوُلَاةِ، وَلَهُ مَعَ جَرِيرٍ وَالاخْطَلِ اهَاجٍ مَشْهُورَةٌ عُرِفَتْ بِالنَّقَائِضِ، وَكَانَ مُتَقَلِّبًا فِي وَلَائِهِ السِّيَاسِيِّ وتَعَرَّضَ لِلسّجْنِ وَالمُلَاحَقَةِ مِنْ قِبَلِ عَدَدٍ مِنْ الوُلَاةِ، وَقَدْ عُمِّرَ حَتَّى خِلَافَةِ هِشَامِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ وَمَاتَ سَنَةَ 110 لِلْهِجْرَةِ.
جَميلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَعْمَرٍ، أَحَدُ بَنِي عُذْرَةٍ مِنْ قُضاعَةَ، كَانَتْ مَنازِلُهُمْ فِي وَادِي القُرَى قُرْبَ المَدينَةِ المُنَوَّرَةِ، وَجَميلٌ شاعِرٌ إِسْلاميٌّ فَصِيحٌ مُقَدَّمٌ، كَانَ راوِيَةَ هُدْبَةَ بْنِ الخَشْرَمِ، وَكَانَ كُثَيِّرُ عَزَّةَ راوِيَةَ جَمِيلٍ، وَهُوَ مِنْ أَشْهَرِ الشُّعَراءِ اَلْعُذْريِّينَ، وَمِن عُشّاقِ العَرَبِ الَّذِينَ تَيَّمَهُمْ الحُبُّ، وَصاحِبَتُهُ بُثَيْنَةُ هِيَ مِنْ بَناتِ قَوْمِهِ وَأَغْلَبُ شِعْرِهِ فِيهَا، وَلَمْ يَمْنَعْهُ زَواجُها بِغيرِهِ فَبَقِيَ يُلاحِقُها حَتَّى شَكَاه قَوْمُها إِلَى السُّلْطانِ فَأَهْدَرَ دَمَهُ، ثُمَّ رَحَلَ إِلَى اليَمَنِ، وَبَعْدَهَا قَصَدَ مِصْرَ وَوَفَدَ عَلَى عَبْدِ العَزِيزِ بْنِ مَرْوانَ فَأَكْرَمَهُ، فَأَقَامَ قَلِيلاً فِيها ثُمَّ مَاتَ، وَكَانَتْ وَفاتُهُ حَوَالَيْ سَنَةِ 82 لِلْهِجْرَةِ.
مَجْنونُ لَيْلَى مِنْ أَشْهَرِ الشُّعَراءِ اَلْعُذْريينَ فِي العَصْرِ الأُمَويِّ، وَقَدْ اُخْتُلِفَ فِي وُجودِهِ فَقِيلَ هوَ اسْمٌ مُسْتَعَارٌ لَا حَقيقَةَ لَهُ، وَتَعَدَّدَتْ الْآرَاءُ فِي اسْمِهِ كَذَلِكَ وَأَشْهَرُها أَنَّهُ قَيْسُ بْنُ الْمُلَوَّحِ بْنُ مُزاحِمٍ، مِنْ بَني عامِرِ بْنِ صَعْصَعَةَ، لُقِّبَ بِمَجْنونِ بَني عامِرٍ، وَيَغْلُبُ عَلَيْهِ لَقَبُ مَجْنُونِ لَيْلَى، ولَيلَى هي محبوبتُهُ اَلَّتِي عَشِقَها وَرَفْضَ أَهْلُها تَزْويجَها لَهُ، فَهَامَ عَلَى وَجْهِهِ يُنْشِدُ الأَشْعارَ وَيَأْنَسُ بِالْوُحُوشِ، فَكانَ يُرَى فِي نَجْدٍ وَحِيناً فِي الحِجَازِ حِيناً فِي الشّامِ، إِلَى أَنْ وُجِدَ مُلْقىً بَيْنَ أَحْجارِ إِحْدَى الأَوْدِيَةِ وَهُوَ مَيِّتٌ، وَكَانَتْ وَفاتُهُ نَحْوَ سَنَةِ 68 لِلْهِجْرَةِ.
قيسُ بنُ ذَرِيح الليثيِّ، مِنْ بَنِي عبدِ مَناةَ بنِ كِنانةَ، شاعِرٌ مِنْ عُشّاقِ العَرَبِ المَشهورِينَ، وصاحِبَتُهُ لُبْنَى بنتُ الحُبابِ الكَعْبِيَّةِ الَتِي اشْتُهِرَ بِها، كانَ مِنْ سُكّانِ المَدِينةِ، وَقيلَ هُوَ رَضِيعُ الْحُسينِ بنِ عليِّ بنِ أَبِي طالِبٍ رَضِيَ اللهُ عنْهُما أَرْضَعَتْهُ أُمُّ قَيسٍ. وقَدْ تَزَوَّجَ قَيسٌ مِنْ لُبْنَى بَعْدَ أَنْ عَشِقَها ثُمَّ طَلَقَها بعدَ أنْ أَجْبَرَهُ أَهْلُهُ عَلَى طَلاقِها، فَنَدِمَ عَلَى ذَلكَ وساءَتْ حَالُهُ وَلَهُ مَعها قِصَصٌ وأَخْبَارٌ عَدِيدَةٌ، وَشِعْرُهُ عالِي الطّبقَةِ فِي التَشْبِيبِ وَوَصْف الشّوقِ والْحَنِينِ، تُوفِّيَ نَحوَ سَنَةِ 68 لِلْهِجْرَةِ.
ذُو الرُّمَّةِ هُوَ غَيلانُ بنُ عُقْبَةَ العَدَوِيِّ، وُلِدَ فِي بادِيةِ نَجْدٍ وكانَ يَحْضُرُ إِلى اليَمامَةِ والبَصْرَةِ. كانَ شَدِيدَ القِصَرِ دَمِيماً يَضْرِبُ لَونُهُ إِلى السَّوادِ، وَهُوَ مِنْ فُحُولِ الشُّعراءِ فِي العَصْرِ الأُمَوِيِّ، عدَّهُ ابنُ سلَّامٍ فِي طَبقاتِهِ مِنْ شُعراءِ الطَّبَقَةِ الثّانِيَةِ الإِسْلامِيِّينَ، قالَ عَنْهُ أَبُو عَمْرِو بنُ العَلاءِ: فُتِحَ الشِّعرُ بامْرِئِ القَيسِ وخُتِمَ بِذِي الرُّمَّةِ. وقَدْ امْتازَ فِي شِعْرِهِ بِإِجادَةِ التَّشْبِيهِ، وَهُوَ مِنْ عُشَّاقِ العَرَبِ كانَ يُشبِّبُ بِمَيَّةَ المِنْقَرِيَّةِ واشْتُهِرَ بِها، تُوفِّيَ نَحْوَ سَنَةِ 117 لِلهجْرَةِ.
هوَ أَبُو مالِكٍ غِياثُ بْنُ غَوْثِ بْنِ الصَّلْتِ بْنِ طارِقَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ سيْجانَ بْنِ عَمْرِو بْنِ فَدَوْكَسَ بْنِ عَمْرِو بْنِ مالِكِ بْنِ جُشَمَ بْنِ بَكْرِ بْنِ حَبيبِ بْنِ عَمْرِو بْنِ غُنْمِ بْنِ تَغلِبَ بْنِ وائِلِ بْنِ قاسِطِ بْنِ هَنبِ بْنِ أَفْصَى بْنِ دُعْمِيِّ بْنِ جَديلَةَ بْنِ أَسَدِ بْنِ رَبيعَةَ بْنِ نَزارِ بْنِ مَعَدِّ بْنِ عَدْنانَ. وَقَدْ غَلَبَ عَلَيْهُ لَقَبُ الأَخْطَلِ، وَفِي (الاشْتِقاقِ) لِابْنِ دُرَيْدٍ أَنَّهُ إِنَّمَا سُمِّيَ الأَخْطَلَ لِسَفَهِهِ واضْطِرابِ شِعْرِهِ، هَكَذَا قَالَ الأَصْمَعيُّ، وَاَلْخَطَلُ: الالتواءُ فِي الكَلامِ. يُقالُ: رُمْحٌ خَطِلٌ إِذَا كَانَ شَديدَ الاهْتِزازِ. وَشاةٌ خَطْلاءُ: طَويلَةُ الأُذُنَيْنِ. وَوَرَدَ أَنَّهُ لُقِّبَ الأَخْطَلَ لِبَذاءَتِهِ وَسَلاطِهِ لِسانِهِ. وَقِيلَ إِنَّ الَّذِي سَمَّاه الأَخْطَلَ كَعْبُ بْنُ جُعَيلٍ وَقَدْ كَانَ بَيْنَهُمَا هِجاءٌ فَقَالَ كَعْبٌ: إِنَّ غُلامَكُمْ هَذَا لَأَخْطَلُ، وَقِيلَ إِنَّهُ سَمِعَهُ يُنْشِدُ هِجاءً فَقَالَ يَا غُلامُ إِنَّكَ لَأَخْطَلُ اللِّسانِ. وَيُلَقَّبُ الأَخْطَلُ دوبَلاً أَيْضاً والدّوْبَلُ الحِمارُ القَصيرُ الذَّنْبُ وَيُقَالُ إِنَّ جَريرًا هوَ الَّذِي لَقَّبَهُ بِذَلِكَ بِقَوْلِهِ:
بَكَى دَوْبَلٌ لَا يُرْقِىءُ اللَّهُ دَمْعَهُ أَلَا إِنَّمَا يَبْكِي مِنَ الذُّلِّ دَوْبَلُ
وَيَرْجِعُ نَسَبُ الأَخْطَلِ إِلى بَنِي تَغلِبَ، وَهِيَ إِحدى أَشْهَرِ قَبائِلِ ربيعةَ، كانَتْ مَساكِنُهُمْ بِالجَزِيرَةِ الفُراتِيَّةِ بِجِهاتِ سِنْجارَ وَنَصِيبينِ وَتُعْرَفُ بِدِيارِ رَبِيعَةَ، وَأَشهرُ بُطونِ قَبيلةِ تَغلبَ ستّة وهم: بَنُو جُشَم، وبَنُو مالكٍ، وَبَنُو عَوفٍ، وبَنُو عمرٍو، وبَنُو مُعاويةَ، وبَنُو ثَعلبةَ، وَقَدْ عُرِفَتْ هذِهِ القَبِيلَةُ بِالبَأْسِ وَالشَّجاعَةِ، فَهِيَ مِنْ القَبائِلِ الحَرْبِيَّةِ الَّتِي اعْتادَتْ الغَزْوَ وَالقِتالَ، وَأَخْبارُ وَقائِعِها مَعْرُوفَةٌ أَشْهَرُها حَرْبُ البَسُوسِ مَعَ بَنِي بَكْرِ بْنِ وائِلٍ، وقدْ أسْلمتْ عامةُ قبيلةِ تغلب، وبَقيتْ مِنهم بُطونٌ سكنُوا بادِيةَ الجَزيرةِ الفُراتِيَّةِ وكانَ مِنْهم بَنُو مالكِ بنِ بكرِ بنِ جُشَمَ رَهْطُ الأَخطَلِ.
وَأُسْرَةُ الأَخْطَلِ مُتَواضِعَةُ الْحَالِ، فَلَمْ تَكُنْ أُسْرَةً ذَاتَ شَأْنٍ، ولم تردْ أخبارٌ عن أبيهِ، وَأُمُّ الأَخْطَلِ اسْمُها لَيْلَى وَهِيَ مِنْ قَبيلَةِ إِيَادٍ، وَلَمْ يُعْرَفْ مِنْ أَوْلادِهِ إِلّا ابْنُهُ مالِكٌ وَبِهِ يُكَنَّى الأَخْطَلُ، يُذْكَرُ أَنَّ الأَخْطَلَ أَرْسَلَهُ إِلَى العِراقِ ليَأْتيَهُ بِخَبَرِ جَريرٍ وَاَلْفَرَزْدَقِ حِينَ بَلَغَهُ تُهَاجِيهما.
وَقَدْ تَزَوَّجَ الأَخْطَلُ غَيْرَ مَرَّةٍ، ذَكَرَ مِنْهُنَّ فِي شِعْرِهِ أَمَّ مالِكٍ الَّتِي طَلَّقَهَا ثُمَّ تَزَوَّجَ امْرَأَةً مُطْلَّقَةً وَفِي ذَلِكَ يَقُولُ:
كِلَانَـا عَلَـى هَـمٍّ يَبِيـتُ كَأَنَّمَـا بِجَنْبَيْـهِ مِـنْ مَـسِّ الفِرَاشِ قُرُوحُ
عَلَى زَوْجِهَا المَاضِي تَنُوحُ وَإنَّنِي عَلَـى زَوْجَتِـي الْأُخْرَى كَذَاكَ أَنُوحُ
وُلِدَ الأَخْطَلُ فِي حَوَالَيْ سَنَةِ 19 لِلْهِجْرَةِ فِي عَهْدِ عُمَرَ بْنِ الخَطّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، وَقَدْ نَشَأَ فِي قَوْمِهِ بَنِي مالِكِ بْنِ بَكْرِ بْنِ جُشَمَ مِنْ بَني تَغلِبَ، وَكَانُوا يَعِيشُونَ حَياةَ البَدَاوَةِ يَرْعونَ الغَنَمَ والْماشِيَةَ، وَلَيْسَ لَهُمْ حاضِرَةٌ إِلَّا قَلِيلاً مِنْهُمْ فِي الكوفَةِ، وَكَانَتْ مَساكِنُهُمْ فِي الجَزيرَةِ الفِّراتيَّةِ الَّتِي تُسَمَّى دِيَارَ رَبيعَةَ وَتُعَدُّ فِي وَقْتِهِ مِنْ الشّامِ، لِذَا كَانَ يُطْلَقُ عَلَيْهُ الشّاميُّ كَمَا يصفهُ الفَرَزْدَقُ بقولهِ:
فِيهِنَّ شَارَكَنِي المُسَاوِرُ بَعْدَهُمْ وأَخُو هَوَازِنَ وَالشّآمِي الأَخْطَلُ
وَقَدْ شَاعَتْ فِي قبيلة الأخطلِ النَّصْرانيَّةُ لِمُجاوِرَتِهِمْ النَّصَارَى فِي الحيرَةِ، وَكَانُوا فِي تِلْكَ الفَتْرَةِ يَمِيلُونَ لِمُعَاوِيَةٍ ضِدَّ عَليِّ بْنِ أَبِي طالِبٍ، إِذْ كَانَ عَليٌّ قَدْ تَوَعَّدَهُمْ بَعْدَ أَنْ خَالَفُوا شَرْطاً اشْتَرَطَهُ عَلَيْهُمْ عُمَرُ بْنُ الخَطّابِ أَنْ لَا يُنَصِّرُوا أَوْلادَهُمْ. ثُمَّ كَانُوا مِمَّنْ ناصَرَ مَرْوانَ بْنَ الحَكَمِ، فاشْتَدَّتْ العَداوَةُ بَيْنَهُمْ والقّيْسيَّةِ، أَدَّتْ إِلَى كَثيرٍ مِنْ الحُروبِ بَيْنَهُمْ، وَقَدْ وَاكَبَ الأَخْطَلُ هَذِهِ الحُروبَ وَاشْتَرَكَ فِيهَا.
وَقَدْ نَشَأَ الأَخْطَلُ نَشْأَةَ فَتْيانِ الأَعْرابِ فِي وَقْتِهِ، وَبَدَأَ بِقَوْلِ الشِّعْرِ وهوَ فتى صَغِيرٌ، وَيُذْكَرُ أَنَّ أَوَّلَ شِعْرِهِ كَانَ فِي الهِجاءِ، فَقَدْ هَجَا كَعْبَ بْنَ جُعيلٍ شاعِرَ تَغْلِبَ فِي وَقْتِهِ، وَكَعْبٌ هَذَا هوَ الَّذِي لَقَّبَهُ بِاَلْأَخْطَلِ.
وَقَدْ تَحَقَّقَتْ شُهْرَةُ الأَخْطَلِ بَعْدَ اتِّصالِهِ بِالْخُلَفاءِ الأُمَوِيِّينَ وَمَدْحِهِ لَهُمْ وَلِلْأُمَراءِ والْوُلاةِ، وَكَانَ لِكَعْبِ بْنِ جُعيلٍ يَدٌ فِي هَذا الاتِّصالِ مَعَ الأُمَوِيِّينَ، فَقَدْ ذَكَرَ ابْنُ سَلامٍ فِي طَبَقاتِهِ أَنَّ مَنْ قَدَّمِ الأَخْطَلِ ليَزيدَ بْنِ مُعاويَةَ هوَ كَعْبُ بْنُ جُعَيلٍ التَّغْلِبيُّ، وَقِصَّةُ ذَلِكَ أَنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ حَسّانَ وَيَزيدَ بْنَ مُعاويَةَ كَانَا يَتَقَاوَلَانِ فاسْتَعْلى ابْنُ حَسّان يزيدَ، فطَلَبَ يَزيدُ مِنْ كَعْبِ بْنِ جُعَيلٍ أَنْ يُجِبْهُ وَيَهْجوهُ، فَقَالَ: واللَّهُ مَا تَلْتَقي شَفَتَايَ بِهِجاءِ الأَنْصارِ وَلَكِنِّي أَدُلُّكَ عَلَى الشّاعِرِ الماهِرِ الفاجِرِ فَتىً مِنَّا يُقالُ لَهُ غِيَاثُ بْنُ الغَوْثِ نَصْرانيٌّ، فَأَرْسَلَ إِلَيْهُ يَزيدُ أَنِ اهْجَهُمْ فَقَالَ كَيْفَ أَصْنَعُ بِمَكانِهِمْ أَخافُهُمْ عَلَى نَفْسِي قَالَ لَكَ ذِمَّةُ أَميرِ المُؤْمِنِينَ وذمَّتِي، فهجا الأنصار ومما قالهُ فيهم:
ذَهَبَـتْ قُرَيْـشٌ بِالْمَكَارِمِ وَالْعُلَى وَاللُّـؤْمُ تَحْـتَ عَمَـائِمِ الْأَنْصـَارِ
فَذَرُوا الْمَكارِمَ لَسْتُمُ مِنْ أَهْلِها وَخُـذُوا مَسـَاحِيَكُمْ بَنِـي النَّجَّارِ
وَبَلَغَ ذَلِكَ النُّعْمانَ بْنَ بَشيرٍ سَيِّدَ بَني النَّجّارِ فَاسْتَعْدَى عَلَيْهُ مُعاويَةَ، فَكَتَبَ معاويةُ أَنْ يُؤْتَى بِهِ، فَاحْتَمَى الأَخْطَلُ بِيَزيدَ فَأَمَّنَهُ، وَوَرَدَ أَنْ يَزيدَ قَالَ لِمُعَاوِيَةَ: يَا أَميرَ المُؤْمِنِينَ هَجُونِي وَذَكَرُوكَ فَجَعَلْتُ لَهُ ذِمَّتَكَ وذمَّتِي عَلَى أَنَّ رَدَّ عَنِّي، فَقَالَ مُعاويَةُ لَا سَبيلَ إِلَى ذِمَّةِ أَبِي خالِدٍ. وَفِي ذَلِكَ يَقُولُ الأَخْطَلُ:
أَبَــا خَالِـدٍ دافَعْـتَ عَنِّـي عَظِيمَـةً وَأَدْرَكْــتَ لَحْمِـي قَبْـلَ أَنْ يَتَبَـدَّدا
وَأَطْفَـأْتَ عَنِّـي نـارَ نُعْمَـانَ بَعْدَما أَغَـــذَّ لِأَمْـــرٍ عـــاجِزٍ وَتَجَــرَّدا
وَأَصْبَحَ الأَخْطَلُ بَعْدَ ذَلِكَ شَاعِراً مُقَرَّباً مِنْ الأُمَوِيِّينَ وَمُقَدَّماً عِنْدَهُمْ، وَقد مَدَحَ مُعاويَةَ وَأَبِنَهُ يَزيدَ، وَنادَمَ عَبْدَ المَلِكِ بْنَ مَرْوانَ وَمَدْحَهُ بِعِدَّةِ قَصائِدَ وَمِمَّا قَالَهُ فِيه:
وَمَـا بَلَغَـتْ كَعْـبُ امْـرِئٍ مُتَطَـاوِلٍ بِـهِ المَجْـدَ إِلَّا حَيْثُ مَا نِلْتَ أَطْوَلُ
وَمَا بَلَغَ المُهْدُونَ في القَوْلِ مِدْحَةً وَلَـوْ أَكْثَـرُوا إِلَّا الّذي فِيكَ أَفْضَلُ
وَوَرَدَ أَنَّ عَبْدَ المَلِكِ أَرْكَبَ الأَخْطَلَ ظَهَرَ جَريرِ بْنِ عَطيَّةَ الشّاعِرِ بِسَبَبِ شِعْرٍ فَاخَرَهُ فِيه بَيْنَ يَدَيهِ. وَكَانَ الأَخْطَلُ مُقَرَّباً كَذَلِكَ مِنْ بِشْرِ بْنِ مَرْوانَ، ذَكَرَ ابْنُ سَلّامٍ أَنَّ بِشْراً طَلَبَ مِنْهُ يَوْماً أَنْ يَحْكُمَ بَيْنَ الفَرَزْدَقِ وَجَريرٍ فَاسْتَعْفَاهُ فَأَبَى إِلَّا أَنْ يَقُولَ فَقَالَ: هَذَا حُكْمٌ مَشْؤومٌ ثُمَّ قَالَ الفَرَزْدَقُ يَنْحِتُ مِنْ صَخْرٍ وَجَريرٌ يَغْرِفُ مِنْ بَحْرٍ، فَلَمْ يَرْضَ جَريرٌ بِذَلِكَ وَكَانَ هذا سَبَبَ الهِجاءِ بَيْنَهُمَا، فَقَالَ جَريرٌ فِي حُكومَتِهِ:
يا ذا العَباءَةِ إِنَّ بِشْراً قَد قَضى أَنْ لا تَجــوزَ حُكومَــةُ النَّشـوانِ
وَبَعْدَ هَذَا المَوْقِفِ لَجَّ الهِجاءِ بَيْنَهُمَا، وَلَمْ يَنْتَهِ إِلَّا بِمَوْتِ الأَخْطَلِ.
وَقَدْ ظَلَّ الأَخْطَلُ عَلَى نَصْرانيَّتِهِ، مُجاهِرًا بِعَدَمِ إِسْلامِهِ، لَكِنْ لَمْ تَتْرُكْ النَّصْرانيَّةُ تَأْثِيراً كَبِيراً فِي شِعْرِهِ، وتَمَيَّزَ الأَخْطَلُ بِشِعْرِهِ فِي الخَمْرِ، فَأَكْثَرَ مِنْ وَصْفِها والْمُفاخَرَةِ بِشُرْبِها فِي شِعْرِهِ، يُروى أنَّ عَبْدَ المَلِكِ بْنَ مَرْوانَ سَأَلَهُ يَوْماً عَنْ صِفَةِ الخَمْرِ فَقَالَ:
إِذَا مَـا نَدِيمِي عَلَّنِي ثُمَّ عَلَّنِي ثَلَاثَ زُجَاجَـــاتٍ لَهُــنَّ هَــدِيرُ
خَرَجْـتُ أَجُرُّ الذَّيْلَ زَهْواً كَأَنَّنِي عَلَيْـكَ أَمِيـرَ المُـؤْمِنِينَ أَمِيرُ
تُوفِّيَ الأَخْطَلُ عامَ 90 وقِيلَ 92 لِلهِجْرَةِ فِي خِلافَةِ الوَليدِ بنِ عَبدِ الملكِ. وكانَ فِي حَوالَي السَّبْعِينَ مِنْ عُمرِهِ. وقد وردَ أنّهُ قيل لِلأخْطلِ عِنْد الْمَوْتِ أَتُوصِي أَبَا مَالِكٍ فَقَالَ:
أُوصِي الْفَرَزْدَقَ عِنْدَ الْمَمَاتِ بِأُمِّ جَرِيرٍ وأَعْيارِها
وَزارَ الْقُبُورَ أَبُو مَالِكٍ بِرَغْمِ الْعِداةِ وَأَوْتارِها
الأَخْطَلُ مِنَ الشُّعَراءِ الأُمَوِيّينَ المُقَدَّمِينَ المُجِيدِينَ، وَهُوَ وَاَلْفَرَزْدَقُ وَجَريرٌ وَالرّاعي النُّمّيرِيُّ فِي الطَّبَقَةِ الأُولَى مِنْ الشُّعَراءِ الإِسْلَامِيِّينَ في طَبقاتِ فُحولِ الشُّعراءِ، وَذَكَرَ ابْنُ سَلامِ إِشاراتٍ إِلَى تَقَدُّمِ الأَخْطَلِ وَتَمَيُّزُهُ مِنْ ذَلِكَ أَنَّ نُوحَ بْنَ جَريرٍ سَأَلَ أَبَاه أَنْتَ أَشْعُرُ أَمَّ الأَخْطَلُ فَقَالَ: بِئْسَ مَا قُلْتَ وَمَا أَنْتَ وَذَاكَ لَا أُمَّ لَكَ، فَقُلْتُ وَمَا أَنَا وَغَيْرُهُ، قَالَ لَقَدْ أُعِنْتُ عَلَيْهِ بِكُفْرٍ وَكِبَرِ سِنٍّ وَمَا رَأَيْتُهُ إِلَّا خَشِيتُ أَنْ يَبْتَلِعَنِي.
أَشَارَ ابْنُ سَلّامٍ إِلَى أَنَّ بعضَ النُّقّادِ لَا يَرَوْنَ أنَّ الأَخْطَلَ يَبْلُغُ مَنْزِلَةَ الفَرَزْدَقِ وَجَريرٍ، فَقَدْ أَوْرَدَ أَنَّهُ سَأَلَ بَشَّارًا المُرَعَّثَ أَيُّ الثَّلاثَةِ أَشْعَرُ فَقَالَ لَمْ يَكُن الأَخْطَلُ مِثْلَهُمَا وَلَكِنَّ رَبيعَةَ تَعَصُّبُتْ لَهُ وَأَفْرَطَتْ فِيهِ.
ورد في (الأغاني) أنَّ بعضَ النّقادِ يُقدِّمونَ الأخطلَ على غَيرهِ مِن شُعراء عصرهِ، فقد ذكرَ أبو الفرجِ أنَّه جاءَ رجلٌ إِلى يُونس فقالَ لهُ: مَنْ أشْعَرُ الثَّلاثَةِ؟ قال: الأَخْطل. قُلنا: مَنِ الثّلاثةُ؟ قالَ: أَيُّ ثَلاثَةٍ ذُكِروا فَهُو أَشْعرُهُم. قُلْنا: عَمَّن تَروِي هذا؟ قالَ: عن عِيسى بنِ عُمرَ وابنِ أَبِي إِسحاقٍ الحَضْرَمِيِّ وأَبِي عَمرِو بنِ العلاءِ وعنبسةَ الفِيلِ ومَيمونِ الأَقرنِ الَّذينَ ماشوا الكلامَ وطَرَقُوهُ.
تَمَيَّزَ الأَخْطَلِ بِمَدْحِهِ لِلْخُلَفَاءِ وَقُرْبِهِ مِنْهُمْ، وَقَدْ وَرَدَ عَنْ جَريرٍ أَنَّهُ قَالَ عَنْ الأَخْطَلِ: يُجِيدُ نَعْتَ المُلوكِ وَيُصِيبُ صِفَةَ الخَمْرِ. وَكَانَ أَوَّلُ اتِّصالِهِ بِهِمْ أَنْ يَزيدَ بْنُ مُعاويَةَ كَانَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حَسّانَ هِجاءٌ فاسْتَعْلاه عَبْدُ الرَّحْمَنِ فَطَلَبَ مِنْ كَعْبِ بْنِ جَعيلٍ أَنْ يُجِبَهُ فَاسْتَعْفَاه خَوْفًا مِنْ هِجاءِ الأَنْصارِ وَقَالَ لَهُ: وَلَكِنِّي أَدُلُّكَ عَلى الشَّاعِر الماهِرِ الْفَاجِرِ فَتَىً مِنّا يُقالُ لَهُ غِياثُ بنُ الْغَوْثِ نَصْرَانِيٌّ. فَأَرْسَلَ إِلَيْهِ يَزِيدُ وأَمَّنَهُ عَلَى نَفْسِهِ. وَكَانَ كَعْب سَمَّاهُ الأخطلَ فَقَالَ يَا غُلَامُ إِنَّكَ لَأخْطَلُ اللِّسَانِ.
ذَكَرَ ابنُ قُتيبةَ أَنَّ الأَخْطَلَ مِنَ الشُّعراءِ السَّابِقِينَ لِبعْضِ المَعانِي وَقد تأثَّرَ بِهِ بَعضُ الشُّعراء، وَممّا سبقَ إِليه فَأُخِذَ مِنْهُ قَولُهُ:
قَرمٌ تُعلَّقُ أَشْناقُ الدِّياتِ بِهِ إِذا المِئونُ أُمِرَّتْ فَوقَهُ حَمَلا
أَخَذَهُ الكُميتُ فَقالَ:
كَأَنَّ الدِّياتِ إِذا عُلِّقَتْ مِئُوها بِهِ الشَّنَقُ الأَسْفَلُ
وَقَولُهُ:
أَجَرِيرُ إِنَّكَ وَالَّذِي تَسْمُوا لَهُ كَأَسِيفةٍ فَخرتْ بِحدجِ حِصانِ
أَخَذَهُ الطِّرمّاحُ فقالَ:
كَفَخْرِ الإِماءِ الرّائِحاتِ عَشِيَّةً بِرقمِ حُدُوجِ الْحَيِّ لَمّا اسْتَقَلَّتِ
وقدْ جَعَلَ اللهُ الخِلافَةَ مِنْهُمُ لِأَبْيَضَ لَا عارِي الخِوانِ وَلَا جَدْبِ
وَهذا مِمَّا لا يَجوزُ أَنْ يُمدحَ بِهِ خَليفةٌ، وَيَجوزُ أَنْ يُمدَحَ بِهِ غَيرُهُ.
(جرير/ ورد في طبقات فحول الشعراء)
(ابْنُ قُتَيْبَةَ/ الشِّعْرُ وَالشُّعَراءُ).
(أَبُو الفرج الأصفهانيّ/الأغاني).
(أبو عمرو بن العلاء).